نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي نيوز" تقريرا حول العلاقات بين واشنطنوالرياض مع قرب وصول الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى السعودية، موضحة تدهور العلاقات في الفترة الأخيرة؛ بسبب سياسات الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الوسط، وقالت الإذاعة: رغم أن هناك بصيصا من الأمل يلوح في الأفق لتقليل هذه الخلافات قليلا، إلا أن البيت البيض شعر بخيبة أمل من رفض السلطات السعودية منح تأشيرة دخول لصحفي أمريكي يعمل بصحيفة ال"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ولم تتزحزح عن موقفها، رغم مناشدات الكثير من المسئولين الأمريكيين. وأضافت أن آخر زيارة ل"أوباما" إلى الرياض كانت في مايو 2009، قبل زيارته التاريخية لجامعة القاهرة، حيث أوضح رؤيته في إعادة ارتباط العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعرب والمسلمين، لكن في الوقت الحالي تغير الكثير في المنطقة مما زاد التوترات بين السعودية وأمريكا. وأشارت إلى أن تخلي أمريكا عن حليفها "حسني مبارك" في مصر، ودعمها لحكومة الإخوان، بينما دعمت السعودية ثورة يونيو الماضي التي أطاحت بحكومة الإخوان، كما وعدت مصر بتعويضها عن تعليق أمريكا للمساعدات العسكرية والمالية، مبينة أن العلاقات كادت أن تعود شيئا فشيئا بين مصر وأمريكا، إلا الحكم على أكثر من 500 شخص من أنصار "مرسي" بالإعدام في "المنيا"، أزاد من التوتر مجددا بين مصر وأمريكا مما أزاد التوتر بين السعودية والولاياتالمتحدة. وتابعت الإذاعة أن سبب الخلافات العميقة بين واشنطنوالرياض هي القضية السورية خلال الثلاث سنوات الماضية، ولكن الخلافات ظهرت إلى العلن في سبتمبر الماضي بعد أن تراجع "أوباما" عن قراره بعقاب "الأسد" لاستخدامه الأسلحة الكيماوية. وأوضحت أن القشة الأخيرة التي عمقت الخلافات بين البلدين كانت التقارب الأمريكي مع إيران من أجل البرنامج النووي، حيث شعرت السعودية بالخيانة، خاصة بعد معرفتها بالمفاوضات السرية التي استمرت لأشهر طويلة قبل الإعلان عنها، واحتجاجا على هذا رفضت السعودية مقعد مجلس الأمن في أكتوبر الماضي بعد رغبتها فيه لمدة طويلة، ومن ثم تعاونت مع باكستان؛ لتدريب بعض المتمردين من أجل القتال في سوريا، والحصول على أسلحة نووية؛ لتكون رادعا لإيران. واختتمت الإذاعة أنه من خلال هذه الزيارة سيحاول "أوباما" إقناع السعوديين أنه لن يقبل بالاتفاق النووي إذا كان يضر بمصالح السعودية، وأن الاتفاق سيكون؛ لوضح حد لطموح إيران النووي لا للإضرار بأحد.