انتقد جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس الكاشف عن برقيات سرية الخميس نشر سيرة ذاتية له دون موافقته، بعد أن فشل في منع دار النشر من إصدارها في صورتها اأاولى قبل تنقيحها. وقالت دار النشر البريطانية كانونجيت إن الكتاب، الذي يحمل عنوان “جوليان أسانج: السيرة الذاتية غير الرسمية” يضم المسودة الأولى التي تسلمتها دار النشر في مارس. واأقرت دار النشر بأن أسانج حاول الحيلولة دون طباعتها، لكنها قالت إنها تفخر بنشر هذا الكتاب “المفعم بالعاطفة”. لكن في رد فعل طويل وغاضب ندد أسانج بتحرك كانونجيت وقال إن دار النشر البريطانية تصرفت بشكل ينتهك التعاقد وأقدمت على نشر المسودة رغم وجود ضمانات شخصية بعدم القيام بذلك. وقال: “كان المقصود من هذا الكتاب أن يتناول نضالي من أجل العدالة عبر الوصول إلى المعلومات. لكنه تحول إلى شيء آخر”. وتابع أن “طباعة كانونجيت للكتاب دون الحصول على موافقة أبعد ما تكون عن حرية المعلومات، بل هي انتهازية وغش معهودان — والهدف منها تدمير الناس من أجل الربح”. ويشمل الكتاب التعليقات المباشرة الأولى لأسانج، خبير القرصنة الإلكترونية الاسترالي الجنسية، على الاتهامات الموجهة له بالاغتصاب والتحرش الجنسي التي وجتها إليه امراتان في السويد في أغسطس العام الماضي، حيث يكافح للحيلولة دون تسليمه من بريطانيا إلى السويد لمواجهة المحاكمة. كما يصف في المسودة الإثارة التي ينطوي عليها الاختراق الإلكتروني لأسرار الغير وفخره بنشر معلومات رسمية سرية، منددا بما يصفه بالبلادة من جانب وسائل الإعلام التقليدية في محاسبة الحكومات والمؤسسات. غير أن أسانج خصص القدر الأكبر من إدانته لصحيفتي الجارديان البريطانية ونيويورك تايمز الأمريكية، الشريكتين السابقتين لويكيليكس في الكشف عن آلاف البرقيات الدبلوماسية الأمريكية العام الماضي، حيث نعتهما بالجبن وخيانة المبادئ. وتقول دار النشر إن الكتاب تضمن أكثر من 50 ساعة من المقابلات مع أسانج في منزل ريفي لصديق له شرقي انجلترا حيث يخضع لشروط مشددة مقابل إخلاء سبيله بكفالة إلى أن يبت القضاء في أمر تسليمه. وفي تصريح له أقر أسانج أن الكتاب يستند إلى أحاديث أجراها مع أندرو أوهيجان الذي عهد إليه وضع الكتاب بالنيابة عنه، غير أنه قال إن المسودة “لم تصحح البتة ولم يتم التثبت من الحقائق معي”، مضيفا أن أوهيجان لم يطلع على النسخة النهائية. وكان أسانج قد وافق على نشر قصة حياته في ديسمبر 2010 بعد الإفراج عنه بكفالة في بريطانيا عقب توقيفه، ولكنه سعى لإلغاء العقد في يونيو هذا العام. وقال أسانج إنه يريد تحديد مهلة جديدة للنشر، غير اأن دار النشر الاسكتلندية الصغيرة التي اقتنصت عقد نشر السيرة الذاتية من منافسين أكبر، قالت “لقد وقع بالفعل مانحا محامييه الحق في صرف المقدم لتغطية مصاريفه القضائية”. وتابعت دار النشر “قررنا الالتزام بالتعاقد وقمنا بالنشر. وبعد دفع المقدم سنواصل الوفاء بتعاقدنا وندفع لجوليان حقوق الملكية الفكرية”. ويقول أسانج إنه حاليا في نزاع مع محامييه بشأن أتعابهم مقابل الترافع عنه في قضية تسليمه، مضيفا أنه لم يتمكن من استصدار أمر قضائي بحظر النشر لعدم توافر المال لديه للدخول في عملية قضائية أخرى. وفي الكتاب يكرر أسانج نفيه الاتهامات بالاغتصاب الموجهة إليه وإشارته إلى احتمال أن تكون مدفوعة سياسيا بسبب كشف ويكيليكس عن برقيات أمريكية فضلا عن ملفات تتعلق بحربي العراق وأفغانستان. وكتب أسانج في السيرة الذاتية المتضمنة في 250 صفحة “لم اغتصب هاتين المرأتين ولا أتخيل شيئا حدث بيننا يجعلهما يظنان ذلك، اللهم إلا سوء النية بعد انقضاء الأمر، أو خطة مشتركة للإيقاع بي أو تواطؤ مريع أمعنتا فيه فيما بينهما”. ويشير أسانج إلى احتمال وقوع مؤامرة إذ يقص كيف حينما وصل إلى السويد في أغسطس 2010 أبلغه مصدر استخباري لم يسمه أن الولاياتالمتحدة ستدبر له مكيدة بعد أن كشف عن تلك البرقيات.