نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لها، حول العلاقات الأمريكية التركية، وكيف تخطى البلدان في السنوات الأخيرة أزمات كثيرة في علاقاتهم، وكانت هذه السمة المميزة لهذه العلاقات، لكن المثير للقلق هو تدهور الثقة القادم بعد إلغاء لقاء بين دبلوماسيي البلدين الأسبوع الماضي، حيث بدا اللقاء ككمين أكثر من كونه للتشاور. وأضافت أن وزير الخارجية التركي طالب بلقاء مع السفير الأمريكي لمناقشة الأزمة، بعد تحقيقات الفساد في الدائرة الداخلية ل"رجب طيب أردوغان"، وبعد الشك المتبادل بين أطراف الحكومتين، دعا الأمريكان إلى إلغاء الاجتماع. وأوضحت الصحيفة أنه منذ عامين تقريبا، كافح الرئيس الأمريكي"باراك أوباما" من أجل الاستجابة للانتفاضات في مصر وليبيا وسوريا، وأنه تحدث مع "أردوغان" أكثر من أي زعيم دولة أخرى، وكان هذا فخرا للأتراك، لكن الآن أصبحت السياسات الخارجية للبلدين مباعدة، وأن تحقيق الفساد والوحدة الدبلوماسية الأمريكية، بأنها أحدث علامة على انعدام الثقة بين البلدين، فهم الآن على خلاف بسبب مصر، لأن تركيا كانت مؤيدة ل"مرسي"، والآن أمريكا تسعى لعلاقات جيدة مع النظام العسكري في مصر. وفي سوريا، دعمت تركيا المتمردين، وشعرت بالخيانة بعد سحب أمريكا للهجوم العسكري، أما في العراق، يعتقد الأمريكيان أن عقد تركيا لصفقة مع المنطقة الكردية الشمالية، قد تؤدي إلى تفكك البلاد، كما وقعت تركيا أخيرا، على صفقة نظام دفاع صاروخي مع شركة صينية تخضع لعقوبات أمريكية بسبب تعاملها مع إيران وكوريا الشمالية وسوريا، مما أثار غضب حلف الناتو. وأشارت الصحيفة إلى أن "أردوغان" ربط بين مشاكل تركيا الداخلية الناجمة عن الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ولجنة التحقيق في الفساد بأمريكا؛ لأن هناك عنصرين لهما صلة بشكل غير مباشر بالولايات المتحدة. وتابعت بأن تركيا تحث وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" لدفعهم أقرب لمعرفة ما يجري حول المحادثات الإيرانيةالأمريكية بشأن الاتفاق النووي النهائي، ولفتت إلى أن "أوباما" قال منذ بضعة أشهر إنه يقدر الشراكة بين البلدين، وهذا يجعل المسئولين يتساءلون، إذا كان "أردوغان" يعتقد حقا أن أمريكا لها دخل بالفساد داخل حكومته، أو أن هذا حيلة. واختتمت "التايمز" مقالها بأن العلاقات داخل أي تحالف تتأرجح صعودا وهبوطا، لكن التوتر الحالي في العلاقات التركية الأمريكية لديه جانب مفقود، يختلف عن التوترات الماضية.