قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، أن أجواء الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تفاقمت هذا الأسبوع، على أرضية خلافين، الأول، حول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والثاني، حول محاولة إيجاد تسوية سياسية للملف النووي الإيراني. وفي حين هاجم "نتنياهو" ما وصفه بالاتفاق السيئ الذي يتبلور مع إيران، كان وزراءه يوجهون انتقادات لأداء وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، في مسار المفاوضات مع الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة في موقعها على شبكة الانترنت، عن وزير إسرائيلي كبير قوله، ان كيري لا يستطيع أن يكون بعد الآن وسيط متوازن بين إسرائيل والسلطة، مشيرة إلى أن الأجواء خلف الكواليس مشحونة وعدائية أكثر مما تبدو في الإعلام. وأشار المحلل العسكري "عاموس هارئيل"، في تحليل نشرته الصحيفة، ان التوتر نشب على المسارين في نفس التوقيت، حيث سلم الأمريكيون إسرائيل يوم الأربعاء الفائت، الموافق 6 من الشهر الجاري، تقريرا عن مباحثات جنيف فهم منه الإسرائيليون إن أمريكا تعتزم إجراء تخفيف جدي على العقوبات، يشمل تحرير أملاك إيرانية كانت مجمدة في الغرب بقيمة ثلاثة إلى أربعة مليار دولار، وبعد يومين تبين أن الاتفاق يذهب إلى ما هو ابعد من ذلك. إسرائيل ساورها الشك منذ فترة طويلة ان واشنطن فتحت قناة اتصال سرية مباشرة مع طهران، منذ انتخابات الرئاسة الإيرانية، وقد يكون قيل ذلك أيضا، والمعلومات التي وصلت إلى إسرائيل قبل أسبوع رسخت هذا الاعتقاد. وتفيد "هارتس"، أن الدول العظمى على استعداد لإجراء تسهيلات جدية في العقوبات في المجالات الرئيسية، مثل الصناعات البتروكيماوية وتجارة الذهب وتركيب واستيراد قطع غيار للطائرات، وتقدر إسرائيل قيمة هذه التسهيلات ب 20 مليار دولار. وفي هذا الوقت كانت إسرائيل كانت غير قادرة على ابتلاع الصفقة، وهي تدعي أن هناك إمكانية للحصول على اتفاق أفضل مع إيران، يلزمها بوقف تخصيب اليورانيوم ووقف عمل أجهزة الطرد المركزي بشكل كامل، وهي تدعي انه في المفاضلة بين وقف النشاط النووي وبين استمرار بقاء النظام سيختار الإيرانيون بقاء النظام. وشن الوزير الإسرائيلي الكبير، دون الكشف عن اسمه، هجوما كاسحا على كيري واصفا تصريحه، بأنه تهديد لإسرائيل بانتفاضة وعزلة دولية وإعطاء شرعية للفلسطينيين، بالتوجه إلى المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وإعطاء شرعية للسلوك الفلسطيني الخارج عن الاتفاقيات، على حد زعمه.