ذكرت صحيفة يديعوت أن الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة حول إيران قد بدأت. بتحذيرات كيري لاسرائيل في حالة عدم التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين مما جعله هو مركز الهجوم الاسرائيلي على أمريكا وتابعت الصحيفة: أن أجواء الأزمة بين اسرائيل والولايات المتحدة اشتدت هذا الاسبوع، بسبب خلافين على المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين والمحاولة لايجاد حل وسط دبلوماسي في الاتصالات على البرنامج النووي الايراني. فقد هاجم بنيامين نتنياهو ما وصفه بالاتفاق السيء المتبلور مع ايران، فيما انتقد وزراء آخرون سلوك وزير الخارجية الامريكي جون كيري في المفاوضات الفلسطينية. في القيادة السياسية في اسرائيل يقولون ان الاجواء خلف الكواليس مشحونة ومعادية اكثر مما تنعكس في وسائل الاعلام. فقد قال وزير كبير ل "هآرتس" ان كيري لا يمكنه ان يكون وسيطا نزيها بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وصرح نتنياهو أن طالما بقيت للايرانيين قدرة التخصيب الى 3.5 في المائة، ولا يوجد ضرر حقيقي باجهزة الطرد المركزي، فستبقى قدرتهم على أن يقتحموا، عند الحاجة، فينتجوا كمية كافية من اليورانيوم المخصب لغرض القنبلة النووية في غضون بضعة اشهر. وعليه، فا التسوية المقترحة لا تعيد الى الوراء قدرة ايران الكامنة. واذا لم يكن هذا بكاف، فان اجواء التخفيف في العقوبات تترجم منذ الان الى تحسن في الاقتصاد الايراني. "الصينيون يعتزمون استئنف المفاوضات معهم على التوقيع على عقود اقتصادية؛ رجال أعمال اوروبيون يقفون في الطابور من أجل اغلاق صفقات جديدة معهم. وفي واقع الامر، فان الاقتصاد الايراني يقف منذ الان على عتبة الخلاص. سيكون من الصعب جدا اعادة العجلة الى الوراء، ولا سيما اذا ما تمت التسهيلات المبالغ فيها التي تعتزم القوى العظمى اقرارها لاحقا". وحسب أراء الاسرائيليين، فقد وقعت امريكا في الفخ الايراني. طهران، من اللحظة التي يرفع فيها قسم من العقوبات، لن تسارع الى التوقيع على اتفاق نهائي بل ستحاول التسويف في المدة الزمنية للتسوية الانتقالية. وقدأدى اتضاح التفاصيل الى هجوم نتنياهو العلني على اوباما. وبالتوازي، وجه انتقاد مشابه ايضا من جانب فرنسا، السعودية وامارات الخليج. كيري، الذي اعتزم الانضمام الى الاتصالات في جنيف يوم الجمعة الماضي، للتوقيع على الاتفاق، غير الان نهجه وحاول اعادة فتح الشروط. وهنا نشبت أزمة مع الايرانيين، أدت الى القرار بجولة مداولات اخرى يوم الاربعاء القادم، . ويتعين على الادارة الان ان تتصدى لجبهة اخرى، هذه المرة داخلية. فبتشجيع هادىء من اسرائيل تطرح مبادرتا تشريع جديدتان في مجلس الشيوخ: السناتور الديمقراطي بوب مننديلز يحاول ان يتصدر موجة جديدة من العقوبات الاكثر حدة ضد ايران، رغم معارضة اوباما. السناتور الجمهوري ليندزي غرهام يتصدر تشريعا سيسمح للادارة بالهجوم على ايران (وحسب الفكرة المطروحة، يلزم بدعم امريكي في حالة قصف اسرائيل لمواقع النووي). ويقدر مننديلز بانه سيكون لمشروعه أغلبية 75 سناتور؛ اما غرهام فيتحدث عن 95 صوتا من اصل 100 . ورغم كل المصاعب، يبدو ان ادارة اوباما مصممة على عقد صفقة مع ايران في الجولة القريبة القادمة. وهذا يضع اسرائيل مرة اخرى في مكانة "قلنا لكم" المحبب عليها: فهي ستحذر من اضرار الاتفاق وتنتظر انهيار الصفقة في المستقبل. وسيواصل نتنياهو التليمح بخطوة عسكرية اسرائيلية محتملة، وان كانت لا تبدو في هذه اللحظة على جدول الاعمال.