كان بطلا يمثل التجسيد الحي للصلابة القرب إلى ثبات الصخر، والأصالة المصرية النابعة من أرضنا وثباتها ونبتها البشري الرائد العظيم في كل المعارك التي خضناها منذ نضال الأجداد ضد المعتدين، وهو أحد نجوم وقادة فترة الصبر والصمت التي رفع الرئيس السادات شعارها مع بداية 1972، مرحلة الإعداد والتجهيز حتى الحد الأقصى، استعداداً لقرار المعركة، وهي فترة من أصعب الفترات للعمل الشاق المتصل ليلاً ونهاراً بأحجام كبيرة في مسرح العمليات. هو المشير "أحمد بدوي سيد أحمد" وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الأسبق وأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة، ولد في الإسكندرية، في 3 أبريل 1927، وتوفى في 2 مارس 1981 في حادث تحطم مروحيته الغامض. تخرج في الكلية الحربية عام 1948 دفعة 48، اشترك في حرب سنة 1948، قاتل في المجدل ورفح وغزة والعسلوج، عيّن بعد الحرب مدرساً فى الكلية الحربية، ثم أصبح مساعداً لكبير معلمي الكلية عام 1958. سافر في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتى لمدة ثلاث سنوات، حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا، تخرج بعدها حاملاً درجة «أركان حرب» عام 1961. بعد حرب يونيه 1967 صدر قرار بإحالته إلى المعاش، واعتقل لمدة عام على خلفية التخوف من دفعة شمس بدران وزير الحربية أثناء حرب 1967 إلى أن تم الإفراج عنه في يونيه 1968، والتحق خلال تلك الفترة بكلية التجارة، جامعة عين شمس، وحصل على درجة البكالوريوس، شعبة إدارة الأعمال، عام 1974. وفي مايو 1971 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قراراً بعودته إلى صفوف القوات المسلحة، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972، حيث حصل على درجة الزمالة عام 1972. ثم تولى منصب قيادة فرقة مشاة ميكانيكية. استطاع مع فرقته عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء، في حرب أكتوبر 1973، من موقع جنوبالسويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس. عندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، على المحور الأوسط، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضاً جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة عيون موسى جنوبسيناء، ولما حاصرته القوات الإسرائيلية، استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة، فى مواجهة السويس. في 13 ديسمبر 1973، تمت ترقيته إلى رتبة اللواء، وعيّن قائداً للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتال نفسها. في 20 فبراير 1974، وبعد عودته بقواته، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية. وفي 25 يونيه 1978، عُين اللواء أحمد بدوى رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة، ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة في 4 أكتوبر 1978، وصار أميناً عاماً مساعداً للشئون العسكرية في جامعة الدول العربية، ورقى لرتبة (الفريق) في 26 مايو 1979ثم عُين وزيراً للدفاع وقائداًعاماً للقوات المسلحة، في 14 مايو 1980. في 2 مارس سنة 1981، لقي الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية، بمطروح، وأصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوى إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى في نفس يوم موته، واعتبارهم شهداء الوطن. وهناك شكوك كبيرة حول وفاته هو وثلاثة عشر قائدا من كبار ضباط اقيادة القوات المسلحة؛ حيث كانت هناك شبهة جنائية حول حادث سقوط الطائرة، خاصة أنه كان على خلاف بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي كان ينتوي توجيه ضربة عسكرية لليبيا بعد خلافه مع الرئيس معمر القذافي، وهو ما رفضه بدوي وتوترت العلاقة بينهما، حتى لقي بدوي مصرعه وزملائه، و في أثناء محاكمة قتلة السادات ذكر خالد الإسلامبولي أنه قتل الرئيس السادات انتقاما لدم أحمد بدوي ورفاقه وأن أحد من نفذوا هذا المخطط القذر هو عبود الزمر بنفسه. وقد شيعت جنازة المشير أحمد بدوى وزملائه، يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981، من مقر وزارة الدفاع، فى جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات.