بادرت الكنيسة الكاثوليكية، بتنظيم السبت يوم صلاة وصوم ضد أي تدخل عسكري في سوريا في جميع أنحاء العالم قبل أمسية صلاة في ساحة القديس بطرس في روما بحضور البابا فرنسيس. كان بابا الفاتيكان دعا الأحد الماضي العالم أجمع إلى يوم صوم وصلاة من أجل السلام في سوريا وفي الشرق الأوسط، إلى أن تكون اليوم السبت السابع من سبتمبر. وقال فرانسيس: "إنها صرخة السلام! إنها صرخة تقول بقوة نريد عالما يسوده السلام، نريد أن نكون رجال ونساء سلام، نريد ان يكتشف مجتمعنا هذا، الذي شوهته الانقسامات والصراعات، السلام، لا للحرب أبدًا، إن السلام عطية ثمينة يجب تعزيزها وحمايتها". ولقيت دعوة البابا تجاوبًا من رجال الدين، الذين نقلوا الرسائل في خطب وعظات وعلى الشبكات الاجتماعية من بغداد إلى القدس وبومباي وبوينوس آيرس ومن واشنطن إلى بيروت وباريس، وأعلنت حركات غير دينية عدة، من بينها الحزب الراديكالي الإيطالي وحزب يساري متطرف صغير، دعمها لتحرك البابا. ويعارض البابا الذي وجه رسالة إلى مجموعة العشرين، فكرة توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا، تسعى الولاياتالمتحدة وفرنسا خصوصًا إلى القيام بها، معتبرًا أنها ستفاقم المجازر، وتؤدي إلى أحقاد لا تنتهي. وقال في الرسالة التي وجّهها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "إلى القادة الموجودين، إلى كل واحد منهم، أوجه نداء من أعماق القلب حتى يساعدوا على إيجاد طرق لتجاوز المواقف الخلافية، ويتخلوا عن الاستمرار غير المجدي في حل عسكري"، وتحدث عن التباينات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، ودان "المجازر عديمة الجدوى" في الشرق الأوسط، ووجه نداء يعارض فيه أي حل عسكري، كما قال المتحدث باسمه الأب فيديريكو لومباردي. وقال الكاردينال الفرنسي ايتشيغاري، لوكالة فرانس برس، والذي قام بمهمات باسم البابا يوحنا بولس الثاني لمنع تدخل عسكري في العراق في 2003: إن "هذه الصرخة من البابا تعزز صوت العائلة الكبيرة التي تشكلها الإنسانية"، مضيفًا أن "دعوة البابا فرنسيس تنضم إلى ما جعل البابا يوحنا بولس الثاني كل الكنيسة تمارسه في 1986 و1993 و1994 و2001 من اجل البلقان". واشاد رجل الدين الفرنسي بفكرة الصوم في هذا اليوم الذي "تتقبله الكنيسة مثل اليهودية والإسلام"، ولقيت دعوة البابا صدى في الشرق الأوسط خصوصًا، حيث اتفق رجال الدين في التعبير عن قلقهم من نتائج توسع الحرب وتصاعد التطرف الأصولي. وأكد البطريرك برثلماوس رئيس أساقفة القسطنطينية لشبكة سلام دعمه لمبادرة البابا، بينما طلب مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون من المؤمنين المشاركة في الصلاة التي دعا اليها فرنسيس، تقام الصلاة في ساحة القديس بطرس من الساعة 5 إلى الساعة 9 بتوقيت غرينتش، بحضور البابا فرنسيس الذي سيتحدث باقتضاب، وستشهد فترات صلاة وصمت بالتناوب، ويجري يوم الصوم والصلاة لتشكيل شبكة تضم "جميع الرجال من ذوي الإرادة الصالحة"، كما قال البابا. ويتضامن لبنان بصلوات مسائية للمناسبة، تقام مساء اليوم السبت لقاءات صلاة في عدد من كنائس لبنان من أجل السلام في سوريا والشرق والأوسط، تجاوبًا مع دعوة البابا فرنسيس. ويرأس بشارة الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية، أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، ساعة صلاة في مزار سيدة لبنان في حريصا شمال بيروت الساعة الثامنة . وكان مجلس المطارنة الموارنة دعا إلى التجاوب مع دعوة البابا فرنسيس، و"تخصيص يوم السبت 7 سبتمبر للصلاة والصوم والتوبة من أجل السلام في سوريا وبلدان الشرق الأوسط وفي العالم". كما دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ريغوريوس الثالث لحام، الذي يرأس ايضًا الكنائس الكاثوليكية في سوريا "جميع المؤمنين إلى الصوم" السبت، و"الكهنة الى ان يفتحوا الكنيسة السبت مساء من الساعة السابعة وحتى الساعة الثانية عشرة، ويصلوا مع المؤمنين الحاضرين"، وأن "تجمع الصواني (تبرعات) لمساعدة الذين في ضيق من جراء الأزمة الحالية في سوريا"، ورفع صلاته "لكي نجيب على العنف والصراعات والحرب بقوة الحوار والمصالحة والمحبة". وعمّمت بطريركية السريان الكاثوليك على كنائسها دعوة المشاركة تزامنًا مع الصلاة التي سيترأسها البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في روما مساءً.