* حكاية توصيات الجالية المصرية سابقة التجهيز للمجلس العسكري .. ولماذا ألغى القنصل ندوة المستشار البسطويسي ؟ * مصريون بالكويت وجمعية المعلمين الوافدين والأهرامات بالكويت وبوابة المصريين ورابطة أبناء النيل مجموعات مصرية مهاجرة على الفيس بوك رسالة الكويت : جيهان عبد العزيز السفارة المصرية في الكويت هي ذلك المبنى المزدحم دائما حيث تعد الجالية المصرية في الكويت ثاني أكبر جالية بعد الجالية الهندية، بعدد يبلغ حوالي 600 ألف مصري . في الزيارات القليلة للسفارة من أجل تخليص بعض المعاملات كتجديد جواز السفر أو عمل التوكيلات وغيرها ، ستجد الأعداد الغفيرة من المصريين في طوابير مزدحمة تذكرك بما يحدث في مصر تماما ، وستجد الكثير منهم يحاول التحايل لأخذ دور متقدم ليس دوره الفعلي في طوابير الانتظار، وحين أرادت صديقتي الدكتورة بكلية الآداب تسجيل بياناتها لدى السفارة المصرية كما ينص القانون والواجب ، لم يوافق على ذلك موظف السفارة ، قائلا : مش مهم مش حنعمل ببياناتك حاجة “ . وحين اصطحبت صديقة أخرى أجنبية كان حلم حياتها رؤية مصر وآثارها إلى السفارة لاستخراج التأشيرة ، كان سؤال موظف التأشيرات الغريب والذي يخلو من أي لياقة أو تهذيب ” وهي رايحة مصر ليه دي” ، والأدهى أنه لم يستطع التحاور معها بلغتها الإنجليزية فاضطررت للقيام بالترجمة الفورية طوال عمل الإجراءات . لكن دعونا نقول أن كل ذلك كان قبل ثورة 25 يناير بأيام قليلة ، وان الثورة المجيدة ربما غيرت الأوضاع تماما . ربما هذا ما قلته لنفسي حين رأيت إعلانا بأحد المجموعات المصرية الجديدة على الفيس بوك بان هناك لقاء بالسفارة المصرية يوم التاسع عشر من مارس 2011م ، وان هذا اللقاء حول التعديلات الدستورية وحق المصريين في الخارج في المشاركة بالانتخابات ، تفاءلت خيرا فهو أول لقاء بين القنصل المصري وأبناء الجالية المصرية ، ذهبت أقدم رجلا و أؤخر الأخرى خوفا من أن يكون الموضوع كذبا ، وحين وصلت خضعت لبعض الإجراءات الأمنية وسمح لي بالدخول وحضور ندوة لم يتعد أفرادها العشرون ، كلهم من الرجال علمت بعد ذلك أنهم أعضاء مجموعة من المستشارين المصريين من أبناء المنصورة يطلقون على أنفسهم جروب 26 من فبراير. كان المتحدث الرسمي جالسا بجوار السفير وهو المستشار “عزمي عبد الفتاح” وكان الجدل قائما بين الحضور وبينه من جهة ، وبينهم وبين القنصل المصري “صلاح الوسيمي” ، كان معظم الكلام شكاوى خاصة من المصريين بالكويت عن تخلي السفارة عنهم وعدم مساندتها لحقوقهم والمظالم التي يتعرضون لها في الحياة والعمل . لم أسمع نقاشا حقيقيا حول الموضوع الأساسي وهو مشاركة المصريين في الانتخابات، كان معظم الحوار عن أعضاء مجلس الجالية المصرية بالكويت والذين تم اختيارهم بمعرفة القنصل دون انتخابات حقيقية، وعن اختفاء أي دور ملحوظ لهم في خدمة الجالية المصرية بالكويت. اقترح القنصل على الحضور ويبدو انه نوع من الامتصاص لغضبهم أن تقبلهم السفارة كأعضاء شرفيين لمجلس الجالية ، وافقت على الاقتراح رغبة مني في التواصل الإيجابي مع السفارة وبشكل رسمي وقانوني حتى لا يحدث لنا مثلما حدث لمؤيدي البرادعي في العام الماضي ، وغادرنا السفارة على وعد بندوة قريبة مع المستشار المصري ” هشام البسطاويسي” حول حق الجالية في المشاركة بالانتخابات . وبالفعل وبعد أن تم تحديد موعد الندوة والإعلان عنها بالصحف، كانت المفاجأة إلغاء القنصل المصري للندوة في نفس يوم انعقادها؟؟ وبعد أن اتصلت بالقنصل لسؤاله عن السبب أوضح لي سعادته أنه منشغل بالاستعداد لرحلة العمرة ! في الحقيقة نبت فأر مشاكس يتجول بداخلي مؤكدا على أن التغيير الإيجابي لن يحدث في يوم وليلة ، خاصة وإنني كنت امتلك ذلك الشعور بان هؤلاء المجموعة من المستشارين يبحثون هم أيضا عن مناصب خاصة وحظوة ومنافع شخصية من السفير . أرسلت لي دعوة أخرى لاحقة من السفارة لحضور اجتماع مجلس الجالية المصرية “الغير منتخبة” ،وبعد أن قرأت اللائحة الخاصة بالجالية ، خفتت تماما رغبتي في الذهاب لحضور الاجتماع لأنني تصورت كيف سيكون شكل أعضاء هذه اللجنة وطريقة تعاملهم مع ” الآخرين”. وفي دعوة ثالثة ذهبنا لحضور ندوة عن التعديلات الدستورية ، فوجئنا بأمن السفارة يمنعنا من الدخول بحجة عدم تسجيل أسمائنا مسبقا عن طريق التليفون ، طال الجدال والحوار ورحل بعض الناس سخطا وغضبا خاصة حينما طلب لنا القنصل دورية الشرطة الكويتية متهما إيانا بالتجمهر أمام باب السفارة . لم ارحل أنا وبعض الآخرين وصممنا على الدخول وحدث ذلك أخيرا ، لكن كان المفاجئ أيضا عدم السماح بالتغطية الصحفية لأحداث الندوة ، والمبرر دائما خوفا من الأمن الكويتي، مما دفع بأحد الصحفيين المصريين إلى كتابة مقال يعبر عن استيائه بجريدة الوطن الكويتية تحت عنوان ” كوز السفارة مخروم” . المحاضر كان هو المستشار ” عزمي عبد الفتاح” من جديد ، والذي أدار الندوة بأسلوب تحكمي للغاية ، ويحمل الكثير من المصادرات على آراء الحضور ، في الصباح التالي كانت الندوة الثانية لنفس المحاضر عن ” نهضة مصر ومحاولات إنعاش الاقتصاد المصري، وأيضا التغلب على الفساد والانفلات الأمني” لكن أسلوب المحاضر لم يتغير وزاد من استياء كثير من الحاضرين ، المفاجئ أن التوصيات والمشروعات كانت جاهزة في ملف مطبوع وجاهز مسبقا مع المستشار ” عزمي عبد الفتاح” و علمنا منه انه سيرسلها للمجلس العسكري ورئاسة الوزراء بمصر على أساس موافقة أعضاء الجالية المصرية عليها. السؤال الذي يطرح نفسه الآن ، هل خمسون مصريا من أصل 600 ألف يعدون ممثلين حقيقيين للمصريين بالكويت، وأين هي الشفافية الحقيقية إذا كانت التوصيات والقرارات موضوعة سابقا من قبل المحاضر المصادر على آراء الآخرين . الأكثر خطورة ما يحدث فعليا في الكواليس من صراع خفي بين أعضاء مجلس الجالية القديم ، وطموحات المستشار عزمي وآخرين لتولي قيادة المجلس الجديد الذي سيكون معينا أيضا من قبل القنصلية المصرية ، أو حتى منتخبا من أعضاء يتم دعوتهم بصفة شخصية للاشتراك في ذلك . لكن ليست الصورة بتلك القتامة بالفعل ، فبعض المصريين الذين حضروا تلك الندوات وغالبيتهم من الشباب قرروا الحركة بدون وصاية من أجل تحقيق مساهمة حقيقية للتواصل بين المصريين في الخارج ، وتقديم خدمات تطوعية للجالية المصرية بالكويت ، وأيضا المساهمة في عمل بعض المشروعات في جميع المجالات لخدمة المصريين بالداخل والخارج . فكان الاجتماع الودي ، وبدون منصة ومحاضر رئيسي ، وبدون حضور القنصل المصري “صلاح الوسيمي” وإن كان الاجتماع تم أيضا بموافقته وفي مبنى القنصلية . اجتماع تم فيه الاتفاق على أن تكون الخدمات والمشروعات بيننا تطوعية ، وبأشكال قانونية لكنها بعيدة عن وصاية السفارة أو غيرها ، وبعيدة عن أي طموح بالانضمام لمجلس من المفروض انه يمثل الجالية المصرية ، لكننا كأفرادها لم نجد أي تواصل منه معنا ، وإن كان أعضاؤه الحاليون يردون على انتقاداتنا لهم بأنهم قدموا كثيرا من الخدمات ” المادية” والقانونية لبعض أفراد الجالية . فما يحدث في كواليس السفارة المصرية في الكويت هو صورة عما يحدث في مصر نفسها الآن ، فساد قديم ، وطموح للتغيير ، ومحاولات للالتفاف على المطالب الحقيقية ، وأيضا محاولات لاستيعاب ومراقبة الصحوة المصرية التي كانت نتاجا طبيعيا لوطننا الأم . تلك الصحوة والمطالبات جعلت السفارة تعلق ورقة بأرقام التليفونات في مدخل السفارة ، وجعلت القنصل يخبرنا دائما في اجتماعاته أن مكتبه مفتوح لنا في كل وقت ، لكنه في بعض الأحيان كان يقوم بإلغاء بعض المواعيد التي حددها بنفسه ، معللا ذلك بالأسباب الأمنية تارة ، وكثرة العدد طورا آخر. وفي التفاتة منه لأهمية الفيس بوك ، ودوره في ذلك النشاط غير المسبوق للمصريين في الكويت ، قام القنصل المصري ” صلاح الوسيمي” بالدخول إلى أحد المجموعات على الفيس بوك والتي تحمل اسم ” بوابة المصريين في الكويت” ليرد بنفسه وبصفته الشخصية والمصرية على تساؤلات أفراد الجالية المصرية . كما أخبرنا أنه وأخيرا تم إنشاء موقع الكتروني للسفارة المصرية بالكويت ، وأنه أخيرا أيضا – ومتأخرا جدا في الواقع-سيتم إنشاء قاعدة لبيانات المصريين بالكويت. هذا بعض مما يحدث في كواليس السفارة ، وخارجها في الواقع ، لكن اللافت للنظر ، عدد المجموعات التي نشأت مؤخرا على الفيس بوك ، لمتابعة احتياجات المصريين في الكويت ، وفتح المجال للتواصل الاجتماعي بينهم ، وحل مشاكلهم ، والمطالبة بحقوقهم ، والعمل على إنشاء المشروعات والفعاليات ، وتحسين صورة المواطن المصري بالكويت وإعادة الكرامة له ، ادوار لم تقم بها السفارة المصرية ، فكان العمل الفردي بديلا لها . وربما من أشهر تلك المجموعات ” مصريون بالكويت” ” جمعية المعلمين الوافدين بالكويت” ، ” الأهرامات بالكويت” ، بوابة المصريين بالكويت” ” رابطة أبناء النيل” وغيرها . وربما من اللافت أيضا ذلك الوعي من المصريين القائمين على تلك المجموعات، باحترام الكويت كدولة مضيفة ، والحفاظ على قوانينها ، وعدم التعرض لها بالإساءة من أي نوع ، وأن الهدف الأساسي من تلك المجموعات خاص بشؤون المصريين فيها . رافعين شعارات مثل ” من اجل مصر” و” لأننا إيد واحدة” . مجموعات أحدثت ثورة مصرية جديدة ، جعلت عيون السفارة تتجه لها ، عازمة على تغيير كثير من أفراد طاقم مجلس الجالية القديم، ليحل محلهم أولئك الشباب الواعين بمصلحة بلدهم ، والعازمين على رفع شعارات التغيير والعمل الجاد والفعلي من أجل خدمة مصر ورفع رؤوس أبنائها عاليا في الداخل والخارج. وللحديث بقية