قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس إن حوادث اختطاف الصحفيين داخل سوريا زادت بشكل خطير هذا العام بسبب تفاقم الصراع وتحول التمرد إلى جهاد وفوضى، مما جعل البلاد واحدة من مناطق الصراع الأكثر عداء لجامعى الأخبار فى التاريخ الحديث. وأضافت الصحيفة أن بعض الحوادث تبدوا أنها نفذت من قبل جماعات متمردة متطرفة ومسلحة، وشبكات إجرامية تسعى إلى فدية نقدية أو أسلحة أو كليهما، والبعض الآخر ليس لديها دوافع معلنة. وأشارت إلى أن الصحفيين أصبحوا أهدافا خاصة، ومعظمهم من الأوروبيين الذين غامروا بالدخول إلى سوريا لتغطية الصراع الذى يستمر الآن لعامه الثالث، الصحفيين السوريين يتم اختطافهم أيضا، وكذلك السوريين العاملين مع وكالات الأنباء الأجنبية. وكان الصحفيون الأجانب يتم الترحيب بهم من قبل العديد من المسلحين والمدنيين السوريين، كمحاولة لنشر مظالمهم ضد الرئيس "بشار الأسد"، أما الآن، فيتم النظر اليهم على أنهم متطفلين ليس لديهم مصلحة فى نتائج الصراع الذى أسفر عن مقتل أكثر من 100,000 شخص حتى الآن. ووفقا للمدافعين عن وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان، فإن انتشار اليأس الاقتصادى زاد من إمكانية الخيانة والابتزاز والخطف، حيث أفاد بعض السائقين والمترجمين والمرشدين المحليين بأن الجماعات الإجرامية والجهاديين حاولوا تجنيدهم لجذب الصحفيين إلى سوريا مقابل وعود بسبق صحفى. وقالت "دوناتيلا روفيرا"، محققة كبيرة بمنظمة العفو الدولية، أمضت فترات طويلة فى السفر إلى سوريا لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان فى الصراع "كان هناك الكثير من حوادث الاختطاف، ولا أحد ينكر أن تفتت الجماعات المسلحة وزيادة الجماعات المتطرفة تزامن مع زيادة عمليات الخطف". وذكرت الصحيفة أن لجنة حماية الصحفيين، مقرها نيويورك، أبلغت عن 14 حالة على الأقل لصحفيين محليين ودوليين تم خطفهم أو مفقودين هذا العالم، كما سجلت جمعية "مراسلين بلا حدود"، ومقرها باريس"، 15 حالة لصحفيين أجانب مفقودين. وترى الصحيفة أن العدد الإجمالى يعتقد أن يكون أكبر من ذلك بكثير لأن العديد من الحالات لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وذلك بناء على طلب من عائلات الضحايا، أو خوفا من اغضاب الخاطفين وتشجيعهم على طلب فدية أكبر.