يوجد الكثير من الفضائل التي يفتقدها المجتمع العربي هذه الأيام، وفي محاولة للبحث عن أسباب فقدان تلك الفضائل، وأثر ذلك على المجتمع، تحرص "البديل" على تقديم كل ما هو مفيد للمجتمع، فكان لنا هذا اللقاء مع الشيخ رجب شعبان رمضان السيد- داعية أزهري وإمام وخطيب مسجد الرحمن بالمهندسين، ليتحدث معناعن فضيلة الأمانة. الأمانة خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول الله تعالى {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً}. ما هي الأمانة؟ الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه. مكانة الأمانة.. أولًا لقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون}؛ كما أن الأمانة خلق الرسول "صلعم"، فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق الأمين. والأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، وكما يقول النبي: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان"- رواه البخاري. وهي من أغلى ما يرزقه الله للعبد، ولا يحزن بعدها على أي عرض من الدنيا ، كما جاء في الحديث:" أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : صدق الحديث، وحفظ الأمانة ، وحسن الخلق ، وعفة مطعم"..صحيح الترغيب. الأمانة لها أنواع كثيرة، منها:الأمانة في العبادة:فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض التي افترضها الله عليه على أتم وجه قاصداً بها وجه الله تعالى. الأمانة في حفظ الجوارح:وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله. الأمانة في الودائع:ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي, قال تعالى{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الأمانة في العمل:ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل والطالب ورب الأسرة....إلخ الكل مطالب بأن يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة. الأمانة في الكلام:ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ والأمانة في حفظ الأسرار:فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره. أما عن ثمرات الأمانة:أن الله يحب الأمناء ويحبهم رسول الله ثم يحبهم الناس لذلك؛ شيوع الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع؛ وجود الطمأنينة وراحة البال وسهولة التعامل بين الناس؛ تورث الذكر الجميل بين الناس. كيف تكون أميناً؟ بالتعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر؛ تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة؛ السعي لحسن الذكر في الدنيا, وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة؛ تذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق؛ الاستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع الأمانة. الأمانة فى السنة النبوية قال النبي "صلعم": "أد الأمانة إلى من ائتمنك"؛ وعن أبي هريرة ، أنه قال:"أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك"؛ وعن أبي هريرةأيضًا أنه قال:"بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث، إذ جاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ قال:إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة؛ قال: كيف إضاعتها؟، قال:إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".. رواه البخاري. وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي قال: "اضمنوا لي ستا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة، أصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا الأمانة، إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم". الأمانة وفضلها في القرآن الكريم.. يقول المولى عز وجل: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال" -سورة الأحزاب 72، وأيضًا "فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته" -سورة البقرة 283، و"إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها"- سورة النساء58؛ و"لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم" -سورة الأنفال27؛ و"الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"- سورة المؤمنين8. أخبار مصر- البديل فضيلة الأمانة واثرها على المجتمع