تسير فوضى الانقسام التي أحدثها الرئيس المعزول وجماعته بين أبناء مصر في طريقها المرسوم حتى الآن، حيث يصر المعتصمون في ميدان رابعة العدوية على تحدي الأغلبية العظمى من شعب مصر، ويسعون إلى تنفيذ مخطط قيادات الإخوان المعلن بالاستمرار في الاعتصام حتى العودة بالرئيس المخلوع إلى السلطة. ووسط هذا الإصرار وهذا الاعتصام، يعيش سكان المنطقة في حالة من الحصار الخانق، الذي يمنعهم من ممارسة حياتهم بصورتها الطبيعية، فالدخول والخروج من محيط الميدان يستوجب تفتيش الرجال والنساء مرارا. والسكان الذين أطلقوا مبادرة باسم "مبادرة أهل مدينة نصر" ويتولى تنسيق أعمالها الدكتور مصطفى النجار يقولون إن جميع المحلات الخدمية الموجودة داخل المربع السكني بالمنطقة أغلقت تماما منذ بدء الاعتصام، ولا يمكنهم الاستعانة بالإسعاف في حالة مرض أحد السكان، فضلا عن معاناة كبار السن والمرضى من مكبرات الصوت التي تعمل على مدار اليوم، وما زاد على كل هذه المعاناة هو استخدام الأسلحة النارية التي أصابوا بها بالفعل إحدى الشقق وأبواب بعض العقارات. وبالإضافة إلى كل هذه المعاناة، يؤكد سكان المنطقة أنه منذ صباح اليوم السبت دخلوا في مناوشات مع المعتصمين، الذين يصرون على الصعود إلى أسطح العقارات بزعم "تأمين أنفسهم"، وقد تلقى بعض السكان تهديدات مباشرة بالقتل بسبب رفضهم إعتلاء المعتصمين للأسطح، وهو ما يدفعهم إلى الاستغاثة بكل الجهات المسئولة، لاسيما جهات الأمن ممثلة في القوات المسلحة وقوات الداخلية، من أجل التدخل لحماية أرواح السكان، قبل أن تحدث اشتباكات بينهم وبين المعتصمين.