أعلنت صحيفة "جمهوري إسلامي" اليوم، عن فشل التجربة الأولى للإخوان المسلمين في عقر دارهم، مما أدى إلى أن تعرض جميع الأحزاب والتكتلات الإخوانية في العالم العربي والإسلامي لحالة من عدم الاستقرار. وتقول الصحيفة فشل هذا الحزب في السياسة؛ لأن حركة الإخوان ارتكبت سلسلة أخطاء تتمحور حول تفردهم في السلطة في مصر، وتحالفهم مع الجماعات المتطرفة السلفية خصوصا في مواقفهم ضد انصار باقي المذاهب والأديان، بالإضافة إلى تدخلهم في الشئون الداخلية لسوريا ودعم الإرهابيين التكفيريين، والإعلان عن ضرورة إسقاط الحكومة القانونية في هذا البلد، رغم علم العالم الإسلامي بأن تلك الخطوة كانت بضغوط من أمريكا والصهاينة. وأضافت الصحيفة في تفسيرها لسقوط الجماعة، أنها اتخذت قرارات رفضها الشارع المصري، وقد أسقط مبارك من أجلها من قبيل استمراره في بيع الغاز للصهاينة والإبقاء على معاهدة كامب ديفيد، وأدخلت مصر في أزمة كبرى وساقتها صوب المزيد من الفقر والتبعية للغرب والرجعية العربية، وبصورة عامة فإن عدم نجاح حكومة الإخوان المسلمين في مصر، لا تعني فشل المشروع السياسي الإسلامي، كما يدعي الغرب بل إن سقوط مرسي يعني فشل الإفراط السياسي الإسلامي. كما ذكرت صحيفة "كيهان العربي": ما كان لمصر وبعد عام واحد فقط من انتصار ثورتها المباركة في ۲5 يناير، أن تدخل في هذا التشابك الدولي والإقليمي، لو أن مرسي انتهج سياسة مبدئية واضحة وشفافة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فمرسي وحسب المعارضة لم يوف بأي من وعوده التي قطعها على نفسه بأن الحملة الانتخابية دفعت بالشارع المصري إلى أن ينتفض تلبية لنداء "حركة تمرد". وتابعت الصحيفة: ربما القشة التي قصمت ظهر البعير هي أن مرسي ومعه الإخوان أداروا ظهورهم لتاريخ الحركة الإسلامية، وتجاوزوا درجة التفريط في تعاملهم مع الكيان الصهيوني، ليناشد مرسي الإرهابي "شيمون بيريز" بالصديق الوفي وهذا ما يتنافى تماما مع أدبيات الإخوان المسلمين، واختتمت الصحيفة: على الشعب المصري وشبابه الواعي في هذه المرحلة عدم ترك القرارات لمحترفي السياسة ليداهنوا ثانية على أهداف الثورة وسيادة مصر، مع القوى الدولية التي هي أقل شأنا من مصر بهدف التلاعب بمستقبلها ومصيرها. كما تساءلت صحيفة "طهران أمروز" لماذا فشل الإخوان؟ من أكبر الأخطاء التي وقع فيها مرسي هو جهله لموقع مصر الإقليمي والداخلي فعلى الصعيد الداخلي مارس سياسة الإقصاء ولغة المغالبة بدل المشاركة تجاه الأطراف السياسية التي دعمته للوصول إلى سدة الحكم، بدلا من تكريس الجهود لتعزيز البنى التحتية لبلده وترميم اقتصاده المريض، كما قام بتعزيز علاقاته مع الصهاينة وبعض الدول العربية وخصوصا السعودية التي زارها في أول جولاته خارج البلد، في الوقت الذي لا يوجد أدنى تشابه بين فكر الإخوان والفكر الوهابي السلفي المتحجر، مما عزز من موقع التيارات السلفية في بلده. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش المصري إذا أراد أن يكتب لتحركه النجاح عليه أن يعلم بأن حزب الإخوان بتاريخه السياسي الذي يعود لأكثر من ۸ عقود، متجذر في الحياة السياسية والاجتماعية بمصر، وأنه لن يزاح عن الساحة بسهولة رغم كافة أخطائه، لذا فإن السبيل الوحيد أمام الجيش المصري هو التعامل مع كافة الأحزاب السياسية بحنكة وتجنب تهميش التيارات السياسية ومنهم الإخوان. وقالت صحيفة "جوان": تشهد الساحة المصرية بروز تيارات وتجاذبات سياسية فهناك أنصار الرئيس المعزول مرسي، وفي الجانب المقابل تقف جبهة متشكلة من أعضاء الإنقاذ الوطني وحركة العصيان المدني، ولهم أهدافهم وتطلعاتهم الخاصة بهم، وهناك أيضا طرف ثالث ويحتفظ بقوته وحياده وهو الأزهر الذي لم يتحرك إلى الآن. وتضيف الصحيفة: مما لاشك فيه أن خطوة الجيش المصري قد ادخلت الفرح إلى قلوب الجبهة الثانية أي الإنقاذ الوطني والعصيان المدني، وشكلت جرعة قوية تمكنهم من المضي إلى الأمام والاقتراب من تحقيق أهدافهم، خصوصا بعد استقالة وزير الخارجية كمال عمرو. ونظرا لإصرار الإخوان من جهة والجبهة المعارضة من جهة أخرى على تمسكهم بمواقعهم، فإن السبيل الوحيد الذي يتمسك به الجانبان هو المضي إلى الأمام، وهذا بطبيعته قد يزيد الأزمة تفاقما ما يعني أن الحل الوحيد يمكن في هذه المرحلة، في إبراز ليونة وتأن من قبل كافة الأطراف والتحرك بدقة متناهية لتجنب مصر المزيد من الويلات خصوصا في ظل تعنت الجانبين وعدم سيطرة الجيش على الأمور نهائيا. اخبارمصر-البديل