من منطلق أن مشكلة تلوث المياه بالمبيدات من أخطر المشكلات التى تواجه الثروة السمكية فى مصر، قامت د. هوايده مصطفى زكى الباجورى - باحثة بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق بعمل هذه الدراسة الباثولوجية على بعض ملوثات البيئة فى أسماك المياه العذبة بمحافظة الشرقية. كان الهدف الأساسى من البحث دراسة تأثير التلوث بمبيد الحشائش "جليفوسات" والمبيد الحشرى "الملاثيون" على أسماك المياه العذبة ممثلة بأسماك القراميط النيلية، وقد تم تعيين التركيز النصف مميت فى 96 ساعة للجليوفوسات حيث تبين أنه 55 ملجم والتركيز النصف مميت للملاثيون، حيث تبين أنه 0.044 جزء من المليون/ لتر فى أسماك القراميط. ثم استخدمت 180 سمكة من القراميط من الجنسين مقسمة إلى مجموعات بتركيزات 1/5 من الجرعة المميتة، 1/10 من الجرعة المميتة لكل مبيد. وقد ظهر على الأسماك بعض الأعراض الإكلينيكة أهمها العوم قريبا من سطح الماء واختلال التوازن مع فقدان الشهية وصعوبات فى الحركة والتنفس، مع وجود كميات من المخاط على الخياشيم والجلد. كما أظهرت الصفة التشريحية للأسماك عن وجود تغيرات أهمها احتقان فى الخياشيم والأحشاء الداخلية خاصة الكبد والكلى والطحال والمخ، وكانت نسبة النفوق فى التركيز الأعلى للملاثيون 5‚12% على مدار التجربة. كما أظهر الفحص الميكروسكوبى للأسماك عن وجود تنسكات واحتقان ونزيف فى الكبد والكلى والقلب، كما وجد احتقان فى الخياشيم مع تآكل فى الأنسجة وظهور ارتشاح مع احتقان الأوعية الدموية للخياشيم، كما وجد قرح فى الجلد والجهاز الهضمى، مع زيادة الخلايا المخاطية مع وجود ارتشاح فى الأنسجة وتجمع لخلايا الدم البيضاء، كما وجد ارتشاح واحتقان فى الجهاز التناسلى وتأثير على الخلايا المبطنة للخصية، كما وجد تنكسات فى المخ والأعصاب مع تجمع للخلايا الليمفاوية. ومن أهم النتائج التى تم التوصل إليها: إن استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش تسبب تلوث للمياه ويترك آثار سامة فى كل الكائنات التى تعيش فى الماء. وأن المبيد الحشرى أكثر سمية من مبيد الحشائش، وأنه سبب تفوق فى الأحياء المائية، وأن هذا المبيد يتركز فى عضلات السمك، وبالتالى يمكن أن يكون له تأثير على صحة الإنسان.