مساء أمس الأحد صالون القاهرة السادس والخمسون للفنون التشكيلية بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، وحضر الافتتاح د. أحمد نوار رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة، ود. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والناشط السياسي جورج إسحاق، وعدد كبير من الفنانين التشكيليين. ويحتوي صالون القاهرة الذي جاء بعد فترة طويلة من الانقطاع والارتباك على فنون الرسم والتصوير والنحت والخزف واتجاهات فنية متنوعة لأجيال متتابعة من رواد وأجيال تالية للرواد والشباب الموهوبين. ويقول د. صلاح المليجي "إن الانطلاقة الجديدة لصالون القاهرة للفنون الجميلة تستدعي معها عراقة هذا الحدث الفني والثقافي؛ لما يمثله من أهمية للحركة التشكيلية المصرية، حيث يمنحها زخمًا وثراءً في الرؤى والتجارب والمبادرات، ومن هنا تتبلور ملامح مرحلة جديدة ترسخ لأصالة الفن المصري". ويضيف د. نوار أن "مصر ذاكرة العالم القديم والحديث، أو هي على الأقل أحد الأركان الأساسية في تلك الذاكرة، والفن ذاكرة مصر وخيالها الحي ووجدانها النابض وتاريخها المقيم، كما أن مصر ليست مجرد متحف ولا قاعة عرض ولا مجرد تاريخ قديم نتذكره أو حديث نتأمله أو بشر نتذكرهم أو نتعرفهم، إنما هي بوتقة وذاكرة وخيال ووجدان وإبداع إنساني مستمر"، مشيرًا إلى أن صالون القاهرة في دورته السادسة والخمسين جاء ليعبر تعبيرًا صادقًا عن الفن المصري، حيث جمع بين الذاكرة واللحظة التاريخية والمكان. ويذكر الفنان محمد طلعت قوميسير عام صالون القاهرة أن المعرض مقسم إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول تمت استعارته من متحف الفن المصري الحديث، حيث يحتوي على أهم الأعمال الفنية التي عرضت وتم إنتاجها خلال الخمسة عقود الأولى في تاريخ الحركة التشكيلية المعاصرة، كما يؤكد على أن الأعمال تم اختيارها بعناية شديدة؛ لتمثل سردًا فنيًّا وتاريخيًّا لتطور الحركة وكذلك التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها مصر والجماعات الفنية داخل المشهد الحيوي؛ في محاولة للبحث في أعماق التراث البصري وربطه بالمشاريع الوطنية حينذاك. ويتابع "الجزء الثاني فيه الدعوات التي وجهت لكبار الفنانين الأحياء الذين عاصروا تلك الفترة من الأربعينيات والخمسينيات والستينيات حتى الآن، وقد جاءت تلك الدعوة لتكريمهم وإعادة قراءة مسار تطور منتجهم الفني بالمقارنة مع من سبقوهم زمنيًّا، كما سنرى أيضًا أن المتغيرات السياسية والاجتماعية في فترة الخمسينيات والستينيات التي سميت بالمشروع القومي قد أثرت في أعمالهم الفنية وبالضرورة في المنتج الفني المعاصر كله". ويضيف طلعت أن "الجزء الثالث جاء من خلال طرح استمارة المشاركة الحرة للفنانيين، حيث اختارت اللجنة العليا للصالون مائة فنان فقط من بين المتقدمين؛ ليتكامل الشكل البنائي للمعرض بين التراثي والمعاصر والقديم والحديث".