قال الكاتب الصحفى باتريك كوكبورن، إن الجهود التى تقوم بها بريطانيا لتسليح ما وصفهم ب "المعتدلين" السوريين، يكشف عن عدم فهم "الحرب الأهلية" المعقدة التى تحدث فى سوريا. وشبه كوكبورن - فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية - ما يحدث في سوريا الآن بما حدث في العراق منذ عشر سنوات، فجهود بريطانية لرفع الحظر المفروض على الأسلحة حتى تتمكن من تزويد السوريين المتمردين والتبريرات المستخدمة، مثل التى استخدمت في الحرب على العراق، لكسب التأييد للحشد لدعم الغزو على العراق. ويقول الكاتب إنه كان في دمشق منذ ثلاثة أشهر، حوالي 15% من الناس تدعم المتمردين، و15 % يؤيدون الحكومة، وال70 % الآخرون يرغبون في إنهاء كل تلك الأحداث، مضيفا أن إعطاء المزيد من الأسلحة للمتمردين ليست وسيلة لإنهاء الحرب ولن يعطى لهم سوى الأمل، إذا ما رفضوا الدخول في المفاوضات مع الحكومة، ويجد الغرب وحلفاؤه الغربيون أنفسهم مدفوعين إلى تدخل عسكري حاسم لصالحهم. وضرب الكاتب مثلا على "الرقة" التي سقطت من أيدي القوات النظامية على يد القوات الجهادية بقيادة النصرة، واستخدموا العربات المدرعة التي التقطوها، والجيش السوري الحر لم يكن له دور كبير في السيطرة على المدينة، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة يتحرك ذهابا وإيابا عبر الحدود العراقية إلى "الرقة" الواقعة شرق سوريا، مما يدل على أن هذا سيؤثر في استقرار سوريا والعراق، مضيفا أن قبائل شمر التي تعيش في محافظة نينوي السنية العراقية وعاصمتها الموصل، والتي تتناقص فيها قبضة العراق الأمنية منذ الاحتجاجات في العراق. ويختتم الكاتب البريطانى مقاله بأن مجال التمرد سوف يمتد من الفلوجة حتى نهر الفرات إلى حلب ومنها إلى شواطيء البحر الأبيض المتوسط، وإرسال أسلحة إلى "المعتدلين" لن يحدث فرقا في هذه المرحلة، وحكومة الأسد لن تنهار مثل بيت من ورق كما يتنبأ القادة الغربيون، ولكن يمكن أن تحدث مفاوضات لإنهاء الحرب، وإمداد المعارضة بأسلحة جديدة وتأجيل اليوم الذي سيتخدمونها فيه، ونرسل للمعارضة رسالة مفادها أن يوما ما قد يحصل تدخل عسكري غربي على نطاق واسع.