محمد حسين الشهير ب" كريستي"، هو آخر المنضمين إلى قوائم الشهداء، فهذا الشاب قتل أمس على يد قوات الأمن المركزي أمام قصر الاتحادية، بعد أن أصيب بطلقتي رصاص أحدهما في القلب والأخرى في الرقبة. هذا الشاب الذي لم يتعد الثلاثة وعشرين عامًا، وكان طالبا في كلية التجارة، ينتظر أن يتخرج من هذه الكلية بعد عدة أشهر، ولكنه ترك الدنيا وسقط شهيدا في أحداث جمعة الخلاص، التي دعت لها العديد من القوى الثورية والمعارضة، ونزل حسين مثل باقي الشباب للتنديد بسياسة النظام ولاستكمال أهداف الثورة التي لم تتحقق بعد. كان كريستي أدمن لصفحة "إخوان كاذبون"، وبعد استشهاده وُجِدَ في داخل بنطلونه ورقة مكتوب فيها: إذا استشهدت اعملولي جنازة زيّ جنازة جيكا"، ربما أصبح حلم الشهادة هو الطموح الذي يراود أي شاب، وربما أصبح جيكا الذي استشهد في ذكرى محمد محمود الثانية هو المثل لكل من عرفوه أو حتى سمعوا عنه. وما يربط بين جيكا وحسين، هو أن الاثنين كانا ممن انتخبوا الرئيس محمد مرسي في جولة الإعادة؛ نكاية في شفيق، وكانا أيضا ممن احتفلوا بفوز مرسي ونزلوا لتأييده، ولكنهما لم ينسيا أن يخبروه أنهم في صف المعارضة وعليه أن يستمع إليهما ولا يتجاهلهما، ولم يحدث ذلك؛ مات الاثنان في عهده، وكان الأخير أمام قصره، ولكن تأييدهما لم يشفع لهما لدى هذا النظام وهذه القوات التي لم تتغير عن أيام الثورة الأولى.