اصدر عدد من صحفيي الأهرام اعتذارا للشعب المصري عن التغطية غير المهنية و المهينة والمشينة للثورة المصرية جاء فيه: يعتذر صحفيو ” الأهرام ” الموقعون على هذا البيان للقارئ والشعب المصري العظيم على السياسة التحريرية غير المهنية وغير الأخلاقية التي اعتمدتها قيادة المؤسسة والصحيفة في تغطية ثورة 25 يناير 2011 . وهي السياسة التي أساءت الى سمعة “الاهرام”ومكانته في الداخل والخارج . ويوضح الصحفيون أن ” الأهرام ” عاش على مدى عشرات السنين من حكم الاستبداد والفساد رهينة قيادات اختيرت على اسس غير مهنية ، وحيث كان المعيار هو الولاء للحاكم الفرد و اسرته و للحزب الحاكم و لأجهزة الأمن . وفي ظل هذه الظروف الخانقة جرى تغييب الحقائق وتزييف المعلومات و أصبح الرأي مقيدا على صفحاته ، واخففت الجريدة في ان تعكس تنوع وحيوية الآراء والاتجاهات في المجتمع . بل و تدهور الأداء المهني الى حد ارتكاب اخطاء إملائية ومطبعية في صفحاته الأولى ،ودون ان تعرف قيادة المؤسسة والجريدة فضيلة الإعتذار للقارئ. و يوضح الصحفيون ان أبناء المؤسسة انفسهم دفعوا ثمن هذه السياسات المشينه من تفاوت رهيب في الأجور والدخول .كما ان العديد من الكتاب والصحفيين عانوا من ” حرمان مهنى ” ، حيث احتكر نفر من المقربين للنظام الدكتاتوري بحاكمه الفرد واسرته و حزبه الحاكم واجهزة امنه مساحات النشر و حجبوا فرصه عنهم ، ومارسوا رقابة كريهة على المعلومات والآراء وقمعوا حرية زملائهم في التعبير. وكغيرها من مؤسسات الدولة فقد أدير “الأهرام ” في غياب الديموقراطية والشفافية والرقابة الماليه الفعالة ، في ظل حديث عن فساد ونهب وامتيازات بالمخالفة للقانون وبغير وجه حق . بل شاع الخلط بين الإعلان والتحرير على صفحات ” الأهرام ” ومطبوعاته الأخرى وعمل محررون كمستشارين لوزراء و رجال اعمال وشركات و مصالح محلية واجنبيه في انتهاك سافر للقانون وميثاق الشرف الصحفي . ولقد نهض عشرات من صحفيي “الأهرام” كصوت ضمير فاصدروا بيانا للرأي العام في 30 يناير الماضي يتبرأون فيه من سياسة التحرير و يتبنون مطالب الثورة كاملة . لكن قيادة ” الأهرام ” امعنت في غيها و اصدرت تكذيبا لم يكن هو إلا الكذب بعينه. كما شارك العديد من صحفيي “الأهرام ” زملائهم في المؤسسات الصحفية القومية الأخرى في التقدم ببلاغ الى النائب العام في 9 فبراير الماضي يطالبه بمنع رؤساء الادارة والتحرير الحاليين والسابقين في عهد مبارك من السفر احترازيا و التحقيق في مشروعية ثرواتهم . و يتعهد الصحفيون بالعمل على اصلاح شأن مؤسستهم و اعادة المصداقية الى ” الأهرام ” في ظل هذه الثورة العظيمه،وأن تنحاز المؤسسة واصداراتها الى الشعب ، تعكس حضارته وتنوع اتجاهاته ،لا أن تكون بوقا لأي حكومة أو حاكم . وهم على وعي بأن ” الأهرام ” يحتاج الى تغيير في السياسات و المنهج لا الوجوه فقط من أجل مشاركة المصريين في بناء دولة مدنيه ديموقراطية ومجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الانسانية والوطنية .