أحالت محكمة جزئية بمحافظة جدة، قضية رائف بدوي مؤسس "الشبكة الليبرالية" على الإنترنت إلى المحكمة العامة بالمحافظة وذلك في أعقاب طلب الادعاء العام إقامة "حد الردة" عليه، وجاءت الإحالة إلى المحكمة العامة لعدم اختصاص المحكمة الجزئية بذلك. ويواجه رائف بدوي تهما تتعلق بتأسيس موقع "الشبكة الليبرالية السعودية" ومخالفة القيم الإسلامية، وارتكاب مخالفات شرعية والتطاول على الذات الإلهية والتهجم والاستهزاء بالرموز الدينية، وذلك بعد أن أسقطت عنه تهمة عقوق الوالدين قبل شهر. وعلق ممثل منظمة العفو الدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان الدكتور إيهاب السليماني، على إحالة القضية إلى المحكمة العامة، والنظر فيها من قبل المحكمة الجزئية بقوله لصحيفة "الأيام" السعودية الإلكترونية: "إنه مخالف للأنظمة والقوانين في المملكة العربية السعودية، حيث إن مثل هذه القضايا يتم النظر فيها من قبل وزارة الثقافة والإعلام، حيث إن الشبكة التي يحاكم فيها وقام بإنشائها تعتبر شبكة إعلامية، والمحاكمة فيها تتم من جهة الاختصاص وهي وزارة الإعلام". وكان والده قد رفع قضية بتهمة عقوق الوالدين على رائف وشقيقته سمر، ولكن تم شطب القضية لعدم حضور والده في القضية. وانتقدت شبكات إلكترونية ومواقع صحفية وإعلامية ما حدث لرائف بدوي، فشبكة الشرق الأوسط "ميدل إيست أون لاين" كتبت عنوان "انتقاد التشدد الديني بالسعودية يقود للإعدام" أما الموقع السعودي ومقره بريطانيا "إيلاف" فأبرز عنوان "تهم مؤسس شبكة الليبرالية السعودية عديدة .. بدأت عقوقا وانتهت ردة !" من جهة أخرى دشن نشطاء سعوديون على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" هاشتاج باسم محاكمة رائف بدوي انتقدوا فيه التيار الديني في السعودية، ودعوا إلى التضامن مع رائف، كتبت خلود صالح الفهد "وماذا عن والدة حمزة كشغري وزوجة وأبناء رائف بدوي ألا يستحقون النصرة والدفاع عنهم؟؟؟" وكتب عبد الله الوجدان "أتحاور مع مسيحي ويهودي ولا أتحاور مع ابن بلدي المسلم فقط لأنه خالف أفكاري ولم يخالف ديني؟ "، وكتب عبدالله العلويط الذي عرف نفسه على حسابه الخاص بتويتر بأنه باحث شرعي تنويري وكاتب في صحيفة الوطن "ينادون ويدعون لحوار الأديان ثم يحيلون رائف للمحاكمة الدينية، على الأقل اعتبروه صاحب دين آخر وتحاوروا معه" ويذكر أن رائف بدوي، ولد عام 1984، قام بتأسيس الشبكة الليبرالية السعودية مع بعض الليبراليين السعوديين، وبدأت صراعاتهم مع السلفيين منذ عدة سنوات ،ودفع رائف ثمنها بمحاصرة تهم منها مخالفات شرعية وتطاول على الذات الإلهية، وتهجم على التعاليم والرموز الدينية. وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قد حذرت من الاعتقالات لمدونين في الخليج خاصة في السعودية والإمارات، وأشارت إلى "هجرة" مواطنين في الخليج إلى التغريد على تويتر بأسماء حقيقية ومستعارة حتى يتجنبوا الاعتقال. Comment *