ليس لدي ما أقول..بالفعل اليوم بالذات ليس لدي ما أقول..الأسبوع كله تقاذفتنا أيامه غير مبالية بدمائنا التي تسيل تارة وتحترق تارة وتجف تارة..ما الذي يحدث فيك أيتها المجنونة (مصر)؟..أدخل إلى الفيس بوك وتويتر وأعرف جيداً أن مصر ليست هناك وأن من يجلسون مجرد فئة افتراضية ليست بحجم الحقيقة..أعرف..وأتذكر جيداً أيام قام مركز دعم القرار بعمل استفتاءات مبدئية تستبق استفتاء التعديلات الدستورية لقياس نسبة الموافقة من عدمها على النسبة التي ستخرج من الشارع وأتت نتيجة الاثنين على النقيض من بعضهما البعض مما دلل على أن أهل الافتراض غير أهل الميعاد..أعرف..وأرى.. ما كل هذا الذي نعيش فيه؟..لماذا الإصرار على حكم مصر بسلطات مطلقة وبأيدي لا يستطيع أن يأخذ عليها أحد؟..لم أتكلم أبداً في أني مؤيدة أو معارضة لحكم الإخوان منذ أن اختارتهم الأغلبية التي لم تكن ساحقة في انتخابات الرئاسة بالذات..كنت ومازلت أنتظر وأستمع وأنصت..لا أعطي أحكاماً مطلقة ولا أصدر قرارات إعدام ولو بيني وبيني..أرى قرارات تتخذ ثم يتم التراجع عنها..أرى وزارات ميتة تعيد أحاديث قديمة المفروض أننا ثرنا عليها وأقول الفساد يحتاج وقتاً طويلاً ليموت ويستأصل..لكن الذي أنطقني هو هذا التخبط الذي يجر الشارع جرا لمأساة قد لا تحمد عقباها؟ ماذا تخيل الرئيس وهو يعلن إعلانه الدستوري المكمل عن أن قراراته غير قابلة للطعن؟ماذا تخيل وهو يضع العقدة في المنشار ويشد الأمة بأسرها إلى الوراء الآن بالذات ثم ينزل ليخطب في الاتحادية حيث تجمع الإخوان يصفقون لكل ما ينطق به ويمجدون كل قراراته كلها على طريقة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)..رغم اختلافي مع د.(أبو الفتوح) وعدم تأييدي له لا الآن ولا قبلاً لكن الحقيقة تقول أنه كان أكثر من موضوعي حين نقد القرارات والإعلان..أعجبني معظم تفنيده لمواد الإعلان وفرزه الحق من اللا حق...هل نتعجب مما نراه في الشارع؟..هل هي مفاجأة أن يقف الناس لبعضهم البعض؟ أن تحرق المقرات اليوم تماماً كما ضرب رجال الإخوان قبلاً معارضيهم وأصابوهم في جمعة فائتة من جمعات المعارضات؟..لا أستطيع أن أكتمها...(القادم ليس جميلاً) يا دكتور مرسي..فكلما خرجت قرارات غير مدروسة حاولت تقييد شعب بالكاد أفلت من قيود قديمة..وكلما حاولنا أن نضع عسلاً كثيراً في أطباق المر التي يحفظ المصريون مذاقها عن ظهر قلب مهما تم إخفاؤه فسيظل الوضع غير آمن..وستتسع دائرة اللا أمن لتشمل من يظن نفسه آمناً محمياً بمن ورائه وبالمواطن البسيط الذي وثق يوماً ما في من فهم جوعه وتعبه ومعاناته ومد له يد مساعدة تعودها وأدمنها فصارت عنده لاشك فيها ولامراء حولها..كنت أتمنى أن يصبح الدكتور مرسي رئيساً حقيقياً لمصر رغم أني لم أنتخبه لا هو ولا منافسه ويختار بطانة لا يهمها إلا مصلحة المواطن المصري البسيط ولا تبحث إلا حول ما يكرس للشعب الذي كل مما عانى الحد الأدنى من الحياة الآدمية التي تكفل له ولأبنائه من بعده غداً أفضل.. لكن الحقيقة جاءت على غير مانرتجي ومازالت مصلحة البعض الذين دفعوا بالدكتور مرسي للأمام أهم من مصلحة الكل بشكل أو بآخر..ومتحدثوهم هم الذين يدلون بالتصريحات شبه الرئاسية في الإذاعة والتلفزيون والفضائيات والعنكبوتيات..مازالت العجلة تدور للوراء..كنت سأفرح كثيراً لو لم تكن القرارات ملفوفة بقيود تؤصل للاستبداد ..كنت سأسعد وأنا أشعر أن مستشاري الرئيس على المستوى الذي لا يضعه أبداً أمام القانون خصماً وعدواً ..لكنهم طيلة الوقت يفعلون وتضطر الرئاسة للتراجع..تضطر للعودة إلى الوراء..للأسف لن يجدي هذا..لابد من إعادة النظر أيها الرئيس في كل ما فعلت وتفعل من أجل استقرار مصر إذا كنت فعلاً تخاف على مصر من الفوضى والتيه.. Comment *