في أي نقاش فيسبوكي أشترك فيه، أو أمسية ثقافية أحضرها، يوجه لي هذا السؤال، "ألم تكن من المؤيدين لمرسي في أول الأمر، ومدافعاً عنه وعن جماعة الإخوان!! لماذا انقلبت عليهم كهذا؟؟؟"، لا أدري لماذا أتذكر دوماً -عندما يلقى السؤال- مسرحية تخاريف، خصوصاً الجزء الذي يقول فيه محمد صبحي لهاني رمزي "هل أنت من المؤيدين لي ولحكومتي تأييداً مطلقاً -واخد بالك يالا-، أم لا سمح الله من المعارضيييييين…. ولا تنسى إني أحبك في الله". ربما أعلنت هذه الخواطر من قبل، لكن ليس بشكل رسمي موثق، وإليكم التفاصيل، عندما أوقعتنا قرعة كأس مصر في الإختيار ما بين شفيق ومرسي، كنت ومازلت رافض لنظرية المقاطعة، كنت من هؤلاء الذين اتبعوا نظرية "عصر الليمون"، لكني رغم كيلو الليمون انتخبت مرسي -وقتها- عن اقتناع، فما رأيته من فكر الرجل جعلني أتوسم فيه خيراً، وهنا يجب توضيح أني لا أعارض فكر جماعة الإخوان، بل أعارض الأسلوب المتبع لتنفيذ هذا الفكر الديني الوسطي. بعد نجاح مرسي وقفت في صف المؤيدين له ولحكومته، وربما ظللت فترة من الوقت أتبع نظرية التأييد المطلق، فلم أرى من مرسي أو الجماعة ما يعكر الصفو العام، بالعكس كل ما رأيته كان كلام مرسل من معارضة لا يريد بعضها إلا سقوط مرسي حتى لو كان معناه سقوط البلد في آتون فوضى طويلة الأجل، إشاعات تصدر في الصحف كخبر أول، إهانة وسب وقذف، محاولات مستميته لتلفيق الكثير والكثير من الأخبار التاريخية لتشويه صورة جماعة الإخوان. ثم بدأت تهل البشائر، تصريحات رئاسية لا تصدر من المتحدث الرسمي، بل تصدر من أحد أفراد الجماعة!!! قرارات خاطئة متعددة، أولويات غير مرتبة، القميص الواقي تحول إلى 12 ألف عسكري أمن مركزي، مع تبريرات إخوانية مجهولة المصدر تفيد بتعرض مرسي لمحاولتين إغتيال في الحلم، لكن كل ما سبق لم يكن يعنيني، فلقد انتخبنا بشراً وليس ملاكاً، ومن البديهي أن يخطئ ويصيب، ولقد فعل الإثنين الحقيقة، ومن غير الصحيح أن نضع أحلاماً وردية في أي شخص. الخطأ الذي يقع فيه المعظم أنهم يتخيلون الرئيس -أي كان هو مين- شخصاً منزلاً من السماء، لديه عصا سحرية لحل كافة المشاكل التي تواجه المواطن البسيط، ومغارة علي بابا لتوزيع الثروات على الشعب، والحلول هنا ستكون فورية وسريعة وحاسمة، أوهام بسيطة تصطدم بواقع مظلم بعدما نسي علي بابا كلمة السر، وما أنساه الكلمة إلا جماعته، لكن مع كل إشراقة يفقد مرسي ومن ورائه جماعته -أو هو ورائها- مؤيداً جديداً، لكنهم يكتسبون عبداً جديداً يردد ما يقولون. أي فرد إخوانجي بعدما يؤكد ألف مرة أنه لا يبرر عمّال على بطّال، ولا يفرعن مرسي، ولا ينساق وراء تكليفات المرشد دون تفكير، أسأله سؤالاً محدداً، ما هي عيوب مرسي؟؟ أو المرشد؟؟ الإجابة تختلف على حسب مقدار الوعي لدى الفرد الإخوانجي، لو كان مبتدئاً سيقول لي على الفور لا يوجد لهم عيوب، لو كان على نصف دراية سيذكر بعض الصفات ثم يبدأ في التبرير، أما لو كان مخضرماً محنكاً فسوف ينتقل بي إلى نقاش آخر ينسيني به سؤالي الأول. وهنا مربط الفرس، لم أقابل حتى الآن فرداً من الجماعة ينهي معي النقاش حتى النهاية، إما يقنعني أو أقنعه، اللهم إلا فرداً واحداً أعتز بصداقته، أما الباقيين فدوماً ما يتهربون من المناقشة في المنتصف، يخرجون منها إلى موضوع آخر، وإذا كانوا يعرفونني عن قرب، كانوا يهربون إلى الحديث عن شخص أرفضه بشدة كشفيق مثلاً، آملين انسجامي معهم في الحديث، لكن بعد فترة من الانسجام أعود لموضوع النقاش مرة أخرى، فتظهر عليهم علامات خيبة الأمل. لهذا بدأت عملية الإنقلاب الصحفي على جماعة الإخوان، فما يراه الجميع خطأ من مرسي أو من أحد قيادات الإخوان، أجدهم يصدرون له ألف تبرير، والتبرير لا يسمى تبريراً إلا عندما يفتقد إلى المنطقية وما أكثر ما وقعوا فيه من أخطاء غير منطقية، ما أكثر المتناقضات التي ارتكبوها بإسم الدين، ما أكثر الأزمات التي كانوا سببا أساسياً في حدوثها، والعجيب أني أنهي مقالي هذا بالعبارة التي كانت تقال فيما قبل الإنتخابات الرئاسية…. ربنا يولي من يصلح. طلقة الأسبوع الحمد لله تخطينا المرحلة الإنتقالية بنجاح… وعدنا 30 سنة للخلف