عقب صدور أحدث مؤلفاتها "السوبرمان عربي" تناولت صحيفة الجارديان البريطانية في صفحتها الثقافية اليوم ملفا كاملا لمناقشة الإصدار الجديد للشاعرة اللبنانية جمانة حداد والتي تصف فيه الرجل الشرقي بالسوبر مؤن . يقول " بين ايست" جمانة حداد أنتجت قبل ثلاث سنوات كتاب " هكذا قتلت شهرزاد : اعترافات امرأة عربية غاضبة " والذي يباع منه آلاف النسخ حول العالم حتى الآن محدثا ردود أفعال غاضبة لازالت تجنيها إلى الآن عبر رسائل غاضبة على أيميلها الشخصي . الكتاب الذي ترجم إلى 13 لغة وكان بمثابة دعوة للمرأة العربية لتسليح نفسها والسعي لتغيير مصيرها لم يؤثر في حياة المرأة العربية وحسب بل أصبح دليلا للمسترشدات من نساء الغرب ممن يسعين إلى التأثير في مجتمعهن ورسم مستقبلهن الشخصي وفق إراداتهن الخالصة . يقول " ايست " لم تكن حداد تجامل الرجل الشرقي حين نعتته ب" السوبر مان "في أحدث مؤلفاتها " السوبرمان عربي " لأن وحسب نظرية السوبرمان التي تضفيها حداد على الرجل الشرقي تراه ينحصر في مجموعة من صفات الذكورة والصلابة والقوة الجسمانية " رجال من حديد " وهي صفات يتسم بها السوبرمان صاحب القدرات الجسمية الخارقة , فالرجل الشرقي لا يميل إبدا إلى إظهار نقاط الضعف بداخله وطرح المشاكل بشكل صريح وتبادلها مع الشريك " المرأة " والسعي لحلها . ويضيف " ايست " ' تكشف حداد أن المرأة في المجتمعات العربية ليست وحدها التي تعانى من المجتمع الأبوي بل إن ظاهرة المجتمع الأبوي تكاد تكون عالمية وهو ما استنتجته من أسفارها إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا اللاتينية وما أثبتت من ه نماذج وشهادات صارخة تثبت أن ظاهرة المجتمع الأبوي ظاهرة عالمية وليست عربية وحسب . تقول حداد " كثير من الرجال يسألنني لماذا أنا دائمة الشكوى من حال المرأة العربية , على الأقل أنت امرأة لبنانية و لبنان ليست المملكة العربية السعودية , أقول لهم لماذا علينا دائما أن نقارن أنفسنا بالأسوأ , لماذا لا نقطع شوطا أطول تجاه الدول التى بذلت جهدا أكبر فى النضال من أجل حقوق المرأة . " هل تصدق أنني في بلد كلبنان لا استطيع منح جنسيتي لأبنائي ولا توجد حتى الآن قوانين تحمينى كامرأة من العنف والاغتصاب؟" "بعضهم يقول لي أنت لن تستطيعي تغيير العالم, كوني واقعية, لكن رسائل التأييد التي تأتيني بشكل يومي تعطيني دائما الأمل في الاستمرار". " للأسف هناك خوف من أن تعبر عن استياءك بصوت عال وشريحة عريضة جدا من مجتمعاتنا العربية لا تريد تحدي الوضع الراهن , لكن علي ّ أنا أن أفعل ' أنا اخترت أن أكون صوت اللغم في البرية, الميكروفون الذي يزعق من علو شاهق بلبنان". ويشير " ايست " في " السوبرمان عربي " دليل على ما تعانى مجتمعات العرب , والشهادات التى توردها " حداد " تثبت أنها امرأة قررت أن تكون شجاعة مهما كلفها ذلك مما لا يمكن احتماله " . وعن ما ورد على لسان جمانة حداد حول الدين فى كتابها السوبرمان العربي تقول : - في المسائل الروحية لا يوجد خطأ وصواب بل على العكس أنا مؤيدة جدا لفكرة الإيمان , نحن بحاجة لذلك ونحن بحاجة أيضا إلى التوقف عن ترديد الكلمات الفارغة من المعنى علينا أن نكف عن التعلق بالمؤسسات الدينية وتكون لدينا الشجاعة لنتوقف ونسأل هل هذا حقا ما نؤمن به؟ هل هو ذا من نعتبره قدوتنا حقا ؟ علينا أن نبحث دائما عن الإيمان الذي يجعلنا " إنسان " أفضل. - فكر فيما تعنيه حقا كلمة " إنسان " انها مفردة جميلة , أليس كذلك ؟ إنها الحب, إنها كلمة سخية تعنى احترام الآخرين إنها الصدق والكرم , هذه هي الإنسانية, ولا تعنى أبدا الذهاب للجامع والكنيسة كل يوم . - عندما اسأل طلابي عن التفكير في مدي تدينتهم اطلب منهم أن يعيشوا الحياة بعمق أن يراقبوا مدي إنسانيتهم ومراعاتهم لحقوق الإنسان والمساواة, قد ارقب في عيون بعضهم شرار وبعيون الآخرين سلاما , بالتأكيد كل واحد منهم سيدرك طريقه, وهذا ليس سهلا. جدير بالذكر أن حداد التي تعتبر نفسها " امرأة مكروهة من مجتمعها" تعمل رئيسة تحرير الصفحة الثقافية لجريدة النهار اللبنانية اليومية ورئيس تحرير مجلة جسد ومدرسة بالجامعة ومستشارة لجائزة البوكر العربية للرواية وصدر كتابها "السوبرمان عربي" سبتمبر الجاري بلبنان. حداد: في لبنان لا أستطيع منح جنسيتي لأبنائي ولا توجد حتى الآن قوانين تحميني كامرأة من العنف والاغتصاب ؟ اخترت أن أكون صوت اللغم في البرية, الميكروفون الذي يزعق من علو شاهق بلبنان