تسعى الشاعرة والصحفية اللبنانية جمانة حداد الى اعادة الاعتبار للجسد الانساني واللغوي عبر مجلة جريئة تطرق باب المحرمات في العالم العربي. وتعتبر "جسد" مجلة ثقافية فصلية هي الاولى من نوعها في العالم العربي متخصصة في اداب الجسد وعلومه حسب مؤسستها ورئيسة تحريرها جمانة حداد الا أنها في نظر منتقديها مجلة اباحية لا تراعي خصوصية الموقع الجغرافي الذي تصدر منه. وتعرّف حداد المجلة بانها "ثقافية فكرية تبحث في اداب الجسد والفنون وتتناول الجسد والعلوم ايضا، وتطرح الجسد الجنسي الذي يعتبر جزء اساسي منها، والجسد الايروتيكي لانه جسد مغيب ومخطوف في ثقافتنا العربية." لكن حداد تقول ان المجلة لا تتناول الجسد الجنسي فقط بل "تطرح الجسد بابعاده الاجتماعية.. بابعاده الانثربولوجية.. بابعاده العلمية، من يطلع عليها يجد انها مقالات واعية فيها الكثير من الفكر، الصور الموجودة فيها كلها اعمال فنية ان كان لفنانين عرب او اجانب تناولوا موضوع الجسد برؤيتهم الفنية." وتضيف "قد تكون هذه الاعمال صادمة للبعض ولكن لا يحق لاي شخص ان يقول انها بورنوغرافيا الا اذا كان يفتقر الى ثقافة معينة تخوله التمييز بين البورنوغرافيا والعمل الفني." وتقول حداد "طبعا جسد ليست مجلة اباحية، ومن يشتريها يرى نسخة عربية من مجلة بلاي بوي مثلا ومن المؤكد انه سيخيب امله، ولكن انا افهم ان بعض الاشخاص لا يستوعب رأسهم هذا المشروع ويصفونه بالاباحية، انا كنت مستعدة لوجود الرأي الاخر واتقبله واقول لهؤلاء الاشخاص بكل بساطة لا تشتروا المجلة." تعمل حداد على اصدار العدد الثالث من هذه المجلة التي توزع في كل مكتبات لبنان بعد وضعها في مغلفات شفافة كتب عليها اشارة " للراشدين فقط" ولا توزع المجلة في اي مكتبة من مكتبات البلدان العربية لكنها توزع بريديا على أساس الاشتراكات السنوية. وتؤكد حداد "حتى لو كانت مجلة ثقافية احببت ان احترم القارىء غير الراشد والذي ليس مضطرا للتعرض لمضمون من هذا النوع لانه بحاجة الى درجة معينة من الوعي والثقافة حتى يستطيع تفهمه واستيعابه." وتشير حداد الى تلقيها مجموعة من الرسائل اليومية "إما رسائل اهانة او هجوم او حتى رسائل دعم" وتؤكد ان الجهات التي تهاجمها هي بعض الجهات الدينية المتطرفة، ولا تتحدث عن دين محدد قد تكون من الجانب المسيحي او من الجانب المسلم، التحفظ على امور من هذا النوع نحن نراه من الجهتين. وتقول سعاد رحمة وهي عاملة في احدى مكتبات لبنان ان المجلة "عليها الكثير من الاقبال وان الناس تطلبها دائما... لا احد يراها غالية الثمن ب 15 الف ليرة لبنانية (10 دولارات)... يطلبون الاعداد القديمة منها ايضا." لكن المواطن سعد تمساح قال "لا اظن ان مثل هذه المجلة تنفع في بلادنا لان اساسا نحن مجتمع شرقي تحكمنا عادات وتقاليد.. فليس مقبولا هذا الامر." (رويترز)