أكد السفير خالد عمارة رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بطهران انه يتطلع خلال فترة توليه رئاسة البعثة الدبلوماسية المصرية الى تعزيز التعاون مع ايران خاصة بعد زيارة الرئيس محمد مرسى الاخيرة لطهران للمشاركة فى قمة عدم الانحياز وتسلم ايران رئاسة القمة من مصر ولمدة 3 سنوات قادمة. وأضاف عمارة قبيل مغادرته القاهرة ان الملف الاقتصادى مطروح بقوة على أجندته خلال فترة عمله هناك وقال "هل يعقل ان يكون التبادل التجارى بين مصر وايران لم يتعدى 135 مليون دولار" ، مضيفا ان هناك دول مثل نيجيريا وصل تبادلها التجارى مع ايران إلى8 مليارات دولار ، واندويسيا إلى 12 مليار دولار ، والامارات إلى 15 مليار دولار . وأكد عمارة أن ايران دولة بترولية كبيرة ولديها فوائض فى هذا المجال , وهى تتعاون بشكل كبير مع الدول الاسلامية والخليجية ، ومن المعروف للعامة ان 35% من النفط يتم تخزينه ويمكن استثماره فى مصر ومن الممكن ان يصل حجم الاستثمارات إلى5 مليارات دولار فى فترة قصيرة ، ومن الممكن ان تكون مصر معبرا مهما للنفط والطاقة فى الشرق الاوسط ومن صالح مصر والدول العربية ان تتعاون مع ايران . واضاف عمارة أنه على الرغم من ان مصر كانت تؤيد بشدة قرارات مجلس الامن بفرض عقوبات على ايران الا انه ينبغى ان نتحرك الان لاستغلال الفرص المتاحة فايران لديها كثير من المنتجات تصدرها لمصر مثل القمح والسيارات ومصر تصدر لايران الموالح والملابس والادوات الكهربائية والاجهزة المنزلية فالمصلحة متبادلة بين الدولتين ، لان هناك كثير من المنتجات الاستهلاكية تحتاجها ايران بالاضافة لاحتياج مصر لبعض المنتجات ايضا . وقال عمارة أن النظام السابق كان يستخدم إيران كورقة ضغط مع الإدارة الأمريكية فعندما كان هناك فتور فى العلاقات بين مصر وامريكا كانت الحكومة المصرية فى ذلك الوقت تستخدم هذه الورقة وبالفعل خلال عام 2003تم الانتهاء من كافة الامور الخاصة وحدثت دعوات من الجانبين المصرى والايرانى، ولقاءات بعودة العلاقات مع إيران ولكن جاء اتصالات من الإدارة الامريكية لتوقف كل شىء. وحول تدخل ايران فى شئون الدول العربية قال السفير خالد عمارة "عدم وجود مصر وسط هذه الدول جعلت ايران تتوغل فى كل المناطق العربية لان الملعب اصبح مفتوحا ، مضيفا انه لا يلوم ايران لانها تقوم باداء دبلوماسية عالية المستوى. واضاف عمارة ان مصر تمثل قيمة كبيرة وسط العالم وهى تصنف كدولة محورية فى منطقة الشرق الاوسط وقد ساهمت بشكل كبير فى تشكيل القيم الدولية بما فيها ميثاق الاممالمتحدة ودور مصر المهم والرائد فى حركة عدم الانحياز فى القرن الماضى ووقوفها بجانب الشعوب ضد الاستعمار. وحول تنامى دور وزارة الخارجية بعد الثورة قال السفير خالد عمارة " كانت صناعة السياسة الخارجية تتدخا فيها جهات غير الخارجية مما ادى لتراجع دورها لفترة ولكن الان بعد وجود رئيس منتخب رجعت الخارجية المصرية لدورها من خلال رسم السياسة الخارجية الجديدة لمصر والتى تقوم بعمل علاقات متوازنة مع جميع دول العالم ونسير وقف مصلحة مصر العليا مضيفا ان الخارجية اصبحت تدير ملفات كثيرة وحيوية تم اسندها لاطراف اخرى قبل الثورة ولفت عمارة الانتباه الى ان صناعة السياسة الخارجية المصرية ليست لمهمة للخارجية فقط ولكن مهمة ايضا لمراكز الابحاث والتى تقوم بدور مهم فى توسيع الرؤى وطرح الخيارات المختلفة وقال السفير " لا يجن ان نتعجل فى عودة علاقاتنا مع ايران فلا ننتظر بعد جفاء اكثر من 30 سنة ان تحدث انفراجة سريعة فهناك امور تطلب مراجعة ودراسة قبل اتخاذ القرارات خاصة فيما يتعلق بعلاقات الدول مع بعضها كما انه لا يجب ان نتعجل فى اتخاذ قرارات سريعة تخص السياسة الخارجية المصرية لانه موضوع كبير ويحتاج لدراسة متانية. وحول نقاط الاختلاف والاتفاق مع ايران قال السفير خالد عمارة ان هناك دوائر مهمة تتحرك فيها الدولتين بشكل توافقى مثل القضية الفلسطينية بالاضافة الى طرح مشروعات مشتركة خلال الفترة القادمة ، مضيفا انه كانت هناك مبادرة مصرية إيرانية لاخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل فى القرن الماضى ، مضيفا ان المتغير هو ان ايران اصبح لديها التكنولوجيا النووية وفى اعتقادى ان هذا الملف من الممكن القيام باجراءات لتفعيل هذه المبادرة كما حدث من قبل فى أمريكا اللايتينة وجنوب افريقيا. وأكد السفير خالد على أن مصر لديها جانب مهم وهو استخدامها للقوة الناعمة فى تعاملها مع العديد من الملفات مؤكدا ان مصر استعادت دورها الاقليمى وخاصة فى القضية السورية ، مضيفا انه قبل شهور كانت مصر بعيدة عن القضية والان اصبحت طرفا فاعلا فيها . خالد عمارة : العقوبات الاقتصادية على ايران ادت لفجوة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين الخارجية أصبحت لديها رؤية فى رسم السياسة الخارجية بعد ثورة يناير أدعو بعدم التعجل فى اتخاذ قرارات تخص السياسة الخارجية المصرية