دائما عندما أجلس لأكتب أسال نفسى سؤالا محددا هل ما أكتبه سيجد أحدا يقرؤه؟! , وأخون قلمى هل يكتب ما اريد أن أعبر عنه؟؟ , وأخون نفسى هل فعلا أقول ما بداخلى ... أشك فى ذلك هذه الحالة من التخوين نشعر بها فى مصر الأن , فلم نكتف فقط بتخوين الآخر بل قررنا جمعيا أن نخون أنفسنا ولك الأمثلة : ان الليبراليين يخونون السلفيين ويقولون أنهم مدعمون من السعودية لنشر الفكر الوهابى فى مصر ونشر قطع الأيدى , ورجم من يزنى , وتحويل مصر الى خلافة اسلامية , وتنتشر اللحى وتقصير الجلباب , ونصبح مجتمع مغلق على نفسه , ونرجع اللى زمن الجوراى والعبيد , فهل فكروا مرة فى ان الاسلام رحمة وله قلب ويد ناعمة يلمس بها على قلوب الناس إن السلفيين يخونون الليبرالين , ويجدون فيهم أنهم يدعون إلى التحرر واللا أخلاق وأن تمشى المراة عارية فى الشارع , ولا أحد يستطيع أن يراجعها لانها حرة , والديمقراطية كفر , ومن ارسل هؤلاء اوروبا والحملات الصلبية حتى يهدموا الدين فى مصر , وتصير مصر بلد علمانى لا يحكمه شرع الله , وكل انسان يفعل ما يريد , فهل علموا السلفيين ان الديمقراطية أن نحكم بالعدل والقسط الذى امر به الاسلام الاخوان يخونون من يخرج فى المظاهرات ضدهم حتى يقول ما بداخله , بل من يخرج فى مظاهرات الآن يقول ما بداخل اشخاص خارجية لها مصالح فى هدم مصر وعدم استقرار البلاد وكل من تجول به نفسه ان يفكر فى التظاهر فهو ممول من الخارج ولديه اجندة يطبقها , وله اعوانه من يدسون للناس السم فى العسل , فهل فكر الاخوان كيف كان يفكر النظام القديم فى السابق , وكيف كان لا يراعى حق التظاهر السلمى , وكم الاستهزاء بالاراء المعارضة لهم ( خليهم يتسلوا ) فما اشبه الليلة بالبارحة, فلكل مصرى الحق فى التعبير ومن يسقط هذا الحق عنه , فلابد من اسقاطه . البعض يخون الاخوان ماذا فعل لنا الاخوان منذ ان كانوا اغلبيه داخل مجلس الشعب والان فى الرئاسة , يريدون ان تكون مصر إخوانية , يريدون حصد كل مناصب الدولة , يريدون صنع حزب وطنى جديد , ويريدون صناعة فرعون جديد , و يريدون ان يكونوا هم اصحاب البلد وكلنا ضيوف لديهم , فهم صناعة دولة المرشد , ولكن نسى هؤلاء ان هذا الشعب اقوى من اى جماعة او من اى رئيس , فهو اقوى لانه قادر ان يثور من اجل تطبيق الديمقراطية , و يثور من اجل الحياة الكريمة , فلن يتنازل عنها ابدا , فالشعب دائما هو اقوى من اى رئيس او جماعة او حزب , لانه يعلم ان لا فضيلة لشعب يطيع القانون خوفا . هكذا الحال يا صديقى , كلنا نخون بعض , تحولنا من ايد واحدة نحمل بعضنا بعضا لنهتف ضد نظام فاسد , واحتمينا ببعض فى لجان شعبية , وكل منا كان يمسك بيد اخيه ولا ينظر فى يديه هل يده فارغة ام بها صليب , اقول هذا وانا اتالم من داخلى هل نحن اسقطنا النظام , و بعد ان اسقطناه التف كل واحد منا الى من بجانبه ويريد ان يسقطه ليصبح فى الصورة بمفرده , ألوم نفسى قبل ان الوم احد اخر أريد مرة واحدة فقط أن نجلس مع من نختلف معهم ويكون بيننا نوعا من المودة حتى لو كنا فى قمة الاختلاف , ونعلم أننا جميعا نصب فى مكان واحد وهو حب مصر , مهما اختلفت الطرق والسبل , فدعونا نختلف ففى الاختلاف فائدة , ولكن دعونا قبلها نحترم اختلافنا , ونحترم انفسنا اولا ونحترم من امامنا ولا نفكر فى تخوينه , و تعالوا نتفق ان نتفق , و نجعل كلمتنا واحدة بدون شتات , و نضع ايدينا فى يد بعض ولا ننظر الى الخلف تعالوا نحب بلدنا اكتر مننا Comment *