لا أعرف لماذا لم نعترف بأن مصر كلها كانت تعيش تحت مظلة نظام مبارك .. وأن الثوار أنفسهم كانوا من أبناء هذا النظام ومعظمهم كانوا من مواليد هذا العصر . وكون أنهم ثاروا علي فساد النظام ونجحوا في اسقاطه .. فهذا النجاح لا يجعلنا ان نخّون من كان في وضعهم يعيش تحت مظلة هذا النظام .. وكون أننا نفخر بما حققه شبابنا يوم 25 يناير في ثورة خلعت الرئيس وأسقطت النظام .. فهذا لا يعطي لشباب الثورة حق التخوين او التشكيك في أي وطني كان يعمل تحت مظلة النظام لأنه ليس كل من كان مع النظام ولاؤه للنظام .. فهناك وطنيون انتماؤهم لتراب مصر بصرف النظر عن المواقع التي كانوا يشغلونها .. ثم أن الثورة عندما نجحت لم تنجح بالثوار وحدهم ولكن بتأييد الشعب لهم .. وبدون هذا الشعب ماكان للثورة ان تشهد هذا الانتصار .. - وعندما اخترنا حكومة وطنية ثورية تتصرف في شئون البلاد .. فوضناها في حق إصدار القرارات وأصبح أي قرار لها هو ملزم لنا.. وكونها اختارت الدكتور مصطفي الفقي كمرشح لمقعد الامين العام لجامعة الدول العربية بعد استبعاد ترشيحات النظام السابق .. المفروض ان نؤيده ولا نسقطه .. إذا كنا نريد أن نحافظ علي هيبة حكومتنا أمام الدول العربية التي نطالبها بتأييده .. - أنا شخصيا لا اعرف لماذا تكون تصفية الحسابات علي المواقع القيادية التي ترتبط بهويتنا المصرية ويصبح اختلافنا علي شخص الدكتور الفقي قضية مع ان نجاحه في الاحتفاظ بمقعد الامين العام لجامعة الدول العربية سوف يضيف لنا اسما علي الساحة الدولية .. - يقولون ان سبب الاعتراض هو ان الدكتور الفقي حصل علي عضوية مجلس الشعب عام 2005 بالتزوير .. وهذه ليست قضيته لأن النظام السابق كان يكره الاخوان المسلمين .. ولو كان هناك مرشح آخر غير الفقي لوجد مساندة من النظام علي حساب جماعة الاخوان .. هذه الجماعة هي التي سّماها النظام " بالمحظورة " واكتشفنا ان اعضاءها هم الذين كانت له وقفة جادة في وجه النظام وهو في قوته .. لذلك تجدونني احترم جماعة الاخوان المسلمين لأنهم لم يزايدوا وهم يعلنون انهم كانوا يعارضون النظام وهذه حقيقة .. فالإخوان لهم مواقف اشرف من الذين انقلبوا علي النظام وتغيرت انتماءاتهم السياسية والاخلاقية وغسلوا أيديهم منه بعد سقوطه عكس الاخوان فقد أثبتت الايام انهم اصحاب مباديء وكانوا يقولون " للأعوج .. يا أعور في عينه ".. - إن اختيار الدكتور الفقي لهذا الترشيح لم يأت مجاملة لشخصه ، لكن المعايير التي وضعتها مصر للترشيح في هذا الموقع هي التي أهلته علي اعتبار أنه الأكفأ والأصلح ، وكون أنه أصبح عالما موهوبا في السياسة الدولية وذاع صيته في عهد النظام السابق فليس للنظام أي بصمة لأن التفوق موهبة .. وللرجل فكر و نضج سياسي متميز ويكفي انه تعرض لحملات وطالته " زنب " وأسافين بالجملة أبعدته عن صنّاع القرار .. رغم انه كان مرشحا لحقيبة الخارجية ومع ذلك كان يجد سعادته في تهميش النظام له .. بدليل ان النظام السابق استبعده في أن يكون خلفا لعمرو موسي.. ورشح مفيد شهاب بدلا منه .. - أقول استفيدوا من عقلية هذا الرجل .. فالدكتور الفقي هو خير من يمثلنا علي الاقل يجد احترام ومحبة الدول العربية .. وإذا كان الفقي عمل مع النظام .. فلنأخذ من رجل مثل المرحوم عبدالخالق " باشا " حسونة قدوة لنا .. فقد كان الرجل من رجال السلك الدبلوماسي في عهد فاروق .. وكان المصريون يطلقون علي هذا العهد بعد ثورة يوليو العهد البائد او العهد الفاسد .. فهل كل من كان يحمل " البشوية " من فاروق ويعمل في عهده كان فاسدا .. - الغريب ان ثورة يوليو ابقت علي عبد الخالق " باشا " حسونة ثلاث دورات مرشحا باسم مصر علي " كرسي " الامين العام لجامعة الدول العربية .. فقد بدأ عمله كأمين عام منذ بداية الثورة في عام 1952 وظل محتفظا به حتي عام 1972 .. المهم تأييد كل المصريين علي هذا الترشيح لتحسين صورتنا أمام الاشقاء العرب .. ويومها سوف تصلهم رسالتنا بأن المصريين لن يختلفوا..