بقلم ماهينور سلامه عجبت لهذه الثورة التى لو درسها التاريخ سيجد انها من أندر ما مر عليه من ثورات بغضبها و هدوئها بمو جاتها و عصيانها بشبابها و مثقفيها و بشعب نصفه يؤيدها و نصفه الاخر يلعن يوما استيقظ من النوم وجد شوية عيال عملوا ثورة. غريبة هذه الثورة و ستظل كذلك عقود و عقود حتى تحقق اهدافها او تسقط فى هوة الفشل و تصبح سطرين فى كتاب التاريخ تكتب بعد انجازات مبارك على انها غلطة المصريين و يدفعون ثمنها. يوم 25 يناير الماضى و الذى توقع الكثيرون ان لا احد سينزل لتأييد هذه الثورة فى عيدها , وجدنا التحرير وكل ميادين مصر ممتلئة عن بكرة ابيها باطفال و سيدات و بنات و رجال و مسنين ومعاقين و كأن الثورة دارت و عاد يوم 25 يناير مرة اخرى بصورة و هتاف مختلف و كانت الثورة لسنة كاملة 365 يوم تدور حول نفسها و يدفعوها اكثر و اكثر لتدور و تدور و نتوه نحن مع هذا الدوران تارة يقذفونا فى القاع وتارة يقذفونا فى الفضاء حتى اصابنا الدوار و اصبحنا لا نعلم اين نذهب و ابن الطريق الصحيح حتى جاء يوم 25 يناير الماضى و توقف الدوران ليوم كامل لنلتقط انفاسنا و ندرك أن وهم الشعب يكره الثورة وان وهم ان الثورة هى من تسقط الدولة و هيبتها ليس حقيقى و تبين للجميع من يريد ان يسقط الدولة و هيبتها على ارض الواقع المرير الذى نعيشه. كل يوم اخبار و بيانات و ائتلافات تتكلم و أحزاب تعلن و لا أرى اى كلام عن تنشيط للاقتصاد او اى مشاريع قومية ولا أرى ان نشاط سريع او مسعف لجروح هذه البلد التى يقولون ان حكومتها حكومة انقاذ وطنى و لا أرى فيما يحدث اى انقاذ و كل المسئوليين ليس همهم ان ينقذوا البلاد بل ان يديروها لحين تسليم السلطة, و يليتها ادارة ناجحة او على اسس و خطط, لا أحد يريد ان يترك بصمة شرف و كأن الجميع لا يهتمون الا بالسياسة و التظبيطات السياسية فقط. مر عام و الثورة بعد يوم 25 يناير الماضى تدور مرة ثانية حول نفسها الدستور ام الرئيس؟ الفوضى ام الاستقرار؟ الاخوان يختاروا الجمعية التاسيسية و لا القوى السياسية كلها؟ من سيضع الدستور ؟ وكأن الدستور كتاب دراسى سيفرض علينا و ليس لدينا سيطرة على من سيضعه و يضع مواده . مهزلة ان نظل ندور حول نفسنا بهذه الطريقة فى موضوع هام و ننتظر تغييرا فى الاعلان الدستورى الطويل الاجل ليضبط لنا كيف نضع الدستور ؟ وضعنا اعلان دستورى لنلف حوله فلماذا فرض علينا ببنود ليس لها علاقة بأرض الواقع و حتى بنود الحريات فيه لم يطبق منها شىء. الامن ده حدوتة تانية لما يظهر وزير الداخلية يقول انه بيحاول انه (يدلل) الضباط و العساكر كى تتحسن نفسيتهم و لم يرى انهم لا يقومون بواجباتهم بعد السيارات البى ام دبليو و تعلية المرتبات و السيارات الجديدة , زادات حالات السرقات المسلحة و عدنا لأن نعانى فى الشارع من فوضى مرورية و امنية رغم وجود الضباط حولنا بكثافة , و ياريت التدليل عاد بفائدة علينا و لكن ريحوا لما تدللوا و السرقات شغالة و لا احد يفكر فى القبض على هؤلاء البلطجية و المجرمين و كأن الامن فى سبات عميق او بيات شتوى شىء غريب جدا فعلا ان هذا لا يدركه وزير الداخلية للاسف أاتمنى أن أسمع وزير او مسئول يفكر فى تدليل الشعب او محدودى الدخل بجد سيكون اسعد يوم فى عمرى. البرلمان و الاخوان يدورون حول انفسهم فى اليوم اكثر من مرة و يدورون حو ل الثورة فى كل تصريح يقولونه , وبدأت الناس تنقسم الان ليس على من يؤيد المجلس العسكرى ولا من يعارضه فقط , و لكن انقسمنا من يؤيد الاخوان و من يعارضهم و يخونهم, و كل انقسام يحدث يكسر عمودا من الاعمدة التى تقوم عليها هذه الثورة للاسف, اشعر ان الاخوان محتارين بين تأييد الثورة التى جعلتهم يخرجون للنور و بيت تأييد المجلس العسكرى فتارة منهم من يقول انه يؤيد هؤلاء و تارة يتحركون بشكل مستفز باطنه تأييد للمجلس العسكرى و المشكلة فى عدم الشفافية فلا احد منهم يخرج و يتكلم مع الناس ليقول لماذا نفعل ذلك لانه قد يكون هناك وجهة نظر لما يفعلون ونحن لا نراها. لانى اعتقد ان تخوين الاخوان الان هو ضرب من الجنون و سيقسم الشعب اكثر و اكثر, نعم من حقنا نعترض على ما يفعلون لكن لابد ان نتنازل عن مبدأ التخوين لان الشعب هو من اختارهم ليمثلوه فيجب ان نحترم ارادة الشعب و ان نحترم قرارات البرلمان( التى لم يصدر اى منها حتى الان) لأن لو شككنا و خونا كل من حولنا الخطوة الاخيرة اننا سنجد من يخوننا انفسنا و سيصبح الشعب كله خونة فلو من ينزل او يتحرك للحماية خائن و من يجلس على الكنبة خائن و من فى الشارع حيودوا البلد فى داهية وخونة و الاخوان خونة والنشطاء بيخرفوا و مرشحى الرئاسة محروقين و الاعلامييين افاقين هذا ليس مجتمع ابدا لو ظللنا نخون بعض بلا دلائل ووقائع سيصل بنا الامر ان نرى بعضنا البعض فى الشارع خونة دعونا لا نقع فى فخ من يردوننا ان نصل لهذه المرحلة و لانحقق هدفهم و نظل رغم اختلافنا يدا واحدة و نحترم هذا الاختلاف ونعلم ان كل جماعة او فئة لابد ان يكون من كل الوان البشر و نأمل فيهم الخير الى ان يثبت العكس ,فالاخوان قوة اتزان هى من تجعل الثورة تتزن وكانها ثقل رغم موقفهم الغير واضح الا انهم يقفون حائط صد بين العسكر و الشعب فى مرحلة تعاير خطيرة فليس من مصلحتنا هز صورتهم او السخرية منهم ولكن ننقدهم على افعال او اقوال اووقائع حدثت لنكون موضوعين و حياديين . انتخابات الشورى شىء لم افهمه حتى الان و كأننا ندور حول نفسنا مثل و نطبق قوانين ليست مطبقة و نطبق اعلان دستورى بنوده مغلوطة و متعارضة , انتخابات شورى بلا شعب و نصف مليار على المرحلة الاولى و فشل طيب اكمل ليه ؟ , وجدت انى فشلت اكمل فى الفشل و اعلن الغاء الانتخابات التى لم و لن يذهب اليها احد حتى الاقبال محدود من الأخوان و السلفيين ايضا, نلف حول انفسنا يا سادة و كأننا فى ساقية تدور و تدور بدون اى انجاز او معرفة حقيقية متى اتوقف و اقول (لأ هذا خطأ) هذه الثقافة ليست موجودة عندنا , نخطىء و نستكبر ان نقف و نقول اننا اخطأنا و نظل ندور و الشعب من يتحمل عواقب هذه الاخطاء الجسيمة. دوخنا يا اخوانا و تعبنا من الدوران نريد ان نسير فى خط مستقيم للامام حتى لو توقفنا على هذا الخط عند نقاط معينة فهناك عندنا أمل ان نستمر للامام لا ان نستمر فى الدوران , الثورة جعلوها تدور حول نفسها و حو ل مطالبها حتى تنهار و ييأس الناس من تحقيقها لأى اهداف, نريد اننكف عن الدوران لانه لو اصابنا الدوار اكثرمن ذلك سنصاب بلوثة الاختلال و ستتوه منا الاهداف . توقفوا عن الدوران بنا ارجوكم