اليوم.. يومك يامصرى.. اليوم يوم المعركة.. اليوم يوم الملحمة.. اليوم نعلم الأمم كيف تكون الثورات الحرة.. اليوم يكتب المصريون تاريخاً جديداً لهم، ويبعثون برسائل الأمل إلى كل الشعوب المقهورة.. ويدقون أجراس الخطر إلى كل الطغاة فى العالم.. اليوم نكمل ثورتنا ونسير على طريق الحرية.. ونحمل رسالة ونرفع راية مكتوباً عليها: لا طغاة بعد اليوم.. نقول للدنيا إننا نحلم بعالم بلا طغاة.. نقول للشعوب المظلومة: احملوا مشاعل الحرية.. ولا يرهبنكم قول الجبناء ولا حديث السفهاء.. لأن الحرية التى نعيشها اليوم تهون أمامها كل التضحيات. ياشعب مصر العظيم.. عيون العالم تتجه إليكم.. وأنظار المشرق والمغرب تنتظر ماذا ستفعلون فى تلك اللحظة الفارقة؟ هناك من يتمنى لنا النجاح.. وهناك من يتربص بنا.. ولا يريد لنا الخير.. هناك من يحسن الظن بنا.. وهناك من يراهن على إخفاقنا، وينتظر أن يرقص على هزيمتنا. أيها الشعب العظيم.. أقول لكم وأنا واحد منكم لا أبتغى إلا مرضاة الله،ولا يحركنى سوى حب هذا الوطن الغالى.. تعالوا إلى كلمة سواء فى هذه الساعات العصيبة التى نتوجه فيها إلى مقار اللجان ونقف أمام صناديق الاقتراع لنختار أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر فى انتخابات نزيهة وشفافة. تعالوا نتعاهد على أن نصون دماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حريتنا وكرامتنا.. تعالوا نرفع فى هذا اليوم لافتات مكتوباً عليها: يوم الوفاء لشهداء الحرية.. ولن يكون هذا الوفاء إلا بنجاح هذا اليوم بدءاً من مسيرات الخروج للإدلاء بأصواتنا مروراً بتحكيم الضمير فى الاختيار وانتهاء بتقبل النتيجة مهما كانت. لقد أثبتنا للعالم خلال الأسابيع الماضية وطوال المعركة الانتخابية أننا شعب متحضر، وأن ثورتنا التى أبهرت العالم لم تأت من فراغ.. لقد بدأت المعركة الانتخابية فى مختلف محافظات مصر وانتهت دون أن تسجل حالة عنف واحدة.. ليس هذا فحسب.. بل إن أنصار المرشحين كانوا يقفون فى مسيرات دعاية متجاورة دون أى مناوشات تذكر.. لقد هزنى مشهد فى الأيام الأخيرة داخل أحد ميادين مدينة الرحاب.. لقد اصطفت مجموعات ومسيرات دعاية وتأييد للمرشحين الخمسة على أطراف الميدان فى وقت واحد..وقفت كل مجموعة تدعو لمرشحها فى مظهر حضارى دون الإساءة للآخر.. وانتهى المشهد بأمنيات للجميع بأن يولى الله علينا الأصلح.. إن هذا المشهد الذى لا يحدث فى أعرق الدول الديمقراطية.. حدث على أرض مصر التى أنبتت هذا الشعب العظيم.. اليوم.. علينا أن نكمل هذا المشهد ونخرج فى مسيرات بالشوارع وأمام مقار اللجان دون أى خلل.. وهذا ليس بجديد علينا فقد نجحنا فى ذلك فى الانتخابات البرلمانية التى كانت تجمع فى قائمة المرشحين الإخوانى والسلفى والوفدى والمستقل حتى الفلول.. علينا أن نخرج جميعاً فى هذا اليوم المشهود لنحقق نسبة حضور غير مسبوقة، كما فعلنا فى انتخابات الشعب التى تعدت النسبة فيها ما هو متعارف عليه فى أعرق الدول الديمقراطية.. إننى متفائل بوعى المصريين وخروجهم اليوم بأعداد غير مسبوقة، خاصة أن البشرى جاءت من المصريين بالخارج، فقد زادت نسبة الحضور هناك على النسبة التى سجلوها فى انتخابات الشعب. تعالوا نؤكد للعالم أننا كنا نقاطع انتخابات النظام المخلوع لأنها كانت تمثيلية وأن المقاطعة لم تكن لسلبية الشعب ولكنها كانت أكبر صفعة على وجه من يزورون إرادة الأمة.. تعالوا نوجه لطمة للأصوات النشاز التى خرجت تدعو الشعب إلى المقاطعة.. تعالوا نقول للسكرتيرة التى أصبحت مليونيرة بعد أن عرفت الطريق إلى واشنطن وعواصم الاتحاد الأوروبى إن دعوتك بمقاطعة الانتخابات لن تلقى صدى ولن تؤثر خارج الحجرة التى تجلسين فيها.. والذى لا تعرفينه أن الشعب يعرفكم جيداً.. حتى الذين يحركونكم يعلمون أنكم استخدام مرة واحدة مثل «ورق الكلينكس.. ولذلك فإن خروج الشعب اليوم سيكون رسالة جديدة بأنكم لا تمثلون إلا أنفسكم، ولعل رسالة الشعب فى رفض دعوة العصيان كانت أكبر دليل على ذلك. تعالوا نقول للأستاذ هيكل إن الشعب المصرى لا يحتاج تجهيزات ما قبل الصندوق.. وإن هذا الشعب لديه الوعى الكافى والقدرة على الاختيار.. تعالوا نقول للأستاذ هيكل إذا كانت العبرة فى المشهد كاملاً بدءاً بقدرة الشعب على الاختيار ثم الصندوق ثم تقبل النتائج فإن فى مصر «85» مليون محلل سياسى.. وأن النتيجة التى تأتى على هوى البعض لا تعنى أن الشعب غير قادر أو غير مؤهل.. بل الشعب قادر يا أستاذ هيكل والدليل هو انخفاض شعبية الإخوان بعض الشىء بسبب الأخطاء التى وقعت خلال الأسابيع الماضية. تعالوا نقول للأستاذ هيكل إن حوارك مع قناة الحياة قبل ساعات من التصويت كان رائعاً إلا كلمة واحدة قلتها وهى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى ضامن، وأن هذا الضامن هو القوات المسلحة.. تعالوا نقول للأستاذ: لقد خانك التعبير لأن الضامن الوحيد بعد الله هو هذا الشعب العظيم.. الشعب الذى قام بالثورة وحماها وتحمل مسئولياته أمام صناديق الاقتراع سواء فى الاستفتاء أو فى انتخابات الشعب والشورى.. وهذا الشعب هو الذى حمى البلاد فى الأوقات العصيبة التى ألمت بنا بعد الثورة.. فقد رفض الانسياق وراء دعوات التخريب أيام أحداث محمد محمود، وهو الذى رفض دعوات العصيان التى كانت تستهدف ضرب البلاد.. وهذا الشعب هو الذى سيكمل مسيرته متفوقاً على كل من بأيديهم زمام الأمور سواء كان المجلس العسكرى أو الإخوان والسلفيين أو الأحزاب المختلفة. ياشعب مصر العظيم تعالوا نبدد مخاوف الأستاذ هيكل التى كشف عنها فى حواره مع الإعلامى اللامع شريف عامر وملخصها أن الشعب لن يقبل بنتيجة الانتخابات وأن الصدام قادم بين مختلف الأطراف.. تعالوا نبدد مخاوف الأستاذ ونقبل قواعد الديمقراطية ونرضى باختيار الشعب مهما كان هذا الاختيار. تعالوا نقهر المتربصين بنا ونثبت للكاتب جهاد الخازن أن ما يروج له هو من وحى الخيال وأن أمنياته تلك لا يحركها إلا علاقاته القديمة بالنظام الذى سقط.. تعالوا نقول للأستاذ الخازن إن المقالات التى كتبها فى صحيفة الحياة اللندنية على مدار عدة أيام متتالية هى مقالات لا تعبر إلا عن رأى كاتبها ولا ولن يكون لتلك الكلمات التى تقطر سموماً أى أثر على أرض الواقع. تعالوا جميعاً نردد التعليق الذى سطره المواطن المصرى خالد نبهان على موقع جريدة الحياة اللندنية رداً على أحد مقالات الخازن: «مصر ستكون كما يريدها شعبها.. وليس كما يظنها البلهاء». لقد كتب الخازن مقالاً بعنوان هل يقع انقلاب عسكرى؟ حدد فيه سيناريو الانقلاب وقال انه سيكون على غرار انقلاب عام 52. وقال الخازن لا فض فوه انه كان يفكر فى احتمالات الانقلاب العسكرى وهو فى لندن وعندما جاء إلى القاهرة تأكد له هذا الاحتمال. تعالوا نقول للخازن الذى كتب مقالاً آخر ينعى فيه مصر وكان بعنوان «على أم الدنيا السلام».. تعالوا نقول له إننا نعذرك لأنك عندما جئت إلى مصر لم تقابل سوى عمر سليمان وأحمد شفيق، ولم تسمع إلا أصواتاً كنعيق البوم.. ولم تخرج من جلباب مبارك.. وتجولت فى مصر وأنت متأثر بأعداء الثورة سواء الذين تعرفهم أو من تربطك بهم علاقة عمل مثل ملاك صحيفة الحياة. تعالوا نقول للأستاذ الخازن لقد أسقطنا النظام الذى ظلم.. والنخبة التى خانت وفرضت الوصاية على الشعب سنوات طويلة.. وما تفعله يا أستاذ جهاد هو حديث سئمناه من النخبة التى أسقطناها.. إنك يا أستاذ خازن تريد ديمقراطية تفصيل.. تريد ديمقراطية تأتى بمن تريد وإلا الانقلاب.. وأذكرك أن هذه العبارة هى نفسها التى أسقطت الجنرال عمر سليمان عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية وحذرتنا وقتها إما القبول بالتنازلات التى قدمها مبارك، أو الانقلاب. تعالوا نردد جميعاً.. ارفع رأسك فوق انت مصرى.. تعالوا نتغنى بأنشودة الوطن فى يوم جديد من أيام المصريين.. تعالوا نقول للحاقدين والمتربصين.. كفانا ما قاله الله تعالى فى كتابه «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».