اليوم.. يوم عيد، وفي العيد نستعيد الذكريات الجميلة، ونتطلع إلى الأوقات الأكثر بهجة وفرحة، واخترت اليوم في ذكرى 25 يناير أن أراجع كشف حساب الثورة، ماذا أنجزنا؟ وماذا أحبطنا؟ لنفرح بما أنجزناه، ونجدد العزم على استكمال ما أهملناه فنحن بحق على أعتاب نهضة كبرى ولا أريد أن نضيع الوقت في التشاجر، ولا أن نبدد الجهد في الصراع والتناحر.. مصر الغالية قدمت مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتصميم الملايين قرباناً للخلاص.. للخلاص من الاستبداد والتخلف والفساد، والتحرك بوعي وتصميم إلي النهضة والأمجاد. أما عن الإنجازات فأراها كثيرة، وأطالب الجميع بأن يرفعوا رؤوسهم فخراً وإعزازاً بما تحقق، ليكون ذلك طاقة دافعة لإنجاز ما تبقى، وتعالوا نبدأ الحصر: لقد أسقطنا رأس النظام الفاسد، وأسقطنا معه بعض كبار معاونيه، وأسقطنا مشروع التوريث، وأدخلنا الوريث القفص ليلقى جزاء ما اقترفت يداه، وكشفنا النهب والفساد وعصبة الفساد وبدأنا خطوات استرداد ما نهبوه وكشفنا الجرائم الكبرى وبدأنا الحساب، وأسقطنا حاجز الخوف ورفع المصري رأسه إلى أعلى، واستعدنا الكرامة والثقة بالنفس وأطلقنا الحريات، استعدنا القدرة على الحلم ونحن واثقون من تحقيق أحلامنا، بدأنا المحاكمات وحافظنا على القاضي الطبيعي، بدأنا خطوات في اتجاه التوزيع العادل للثروة والدخول. فتحنا النوافذ على المجتمع الدولي واستعدنا ثقته واحترامه ورغبته في التعاون. أهم شىء أن الشعب أكد أنه السيد وأنه الحاكم، أسقطنا البرلمان المزور وانتخبنا برلماناً جديداً. فتحنا باب الترشح لرئاسة الجمهورية دون قيود معوقة ودون تفصيل على مقاس شخص بعينه مع تأكيد مبدأ تداول السلطة. ألغينا الدستور الذي فصله ترزية القوانين، وضعنا حداً أعلى للأجور لوقف النهب المنظم. و.. و.. و... وغير ذلك كثير، ومع كل هذا مازال الطريق طويلاً. الثوار مازالوا خارج دائرة الحكم وخارج البرلمان وهذا وضع غير صحيح. الوجوه القديمة مازالت تتمترس في مواقعها بعدد من مفاصل الدولة الرئيسية وتمارس نفس الأساليب القديمة. الأموال المنهوبة لم تسترد بعد، محاكمة قتلة الثوار وتأهيل المصابين يسير ببطء شديد، الخلاف مازال قائما حول لجنة اعداد الدستور الجديد، بعض الاعلام مازال غير بناء، وربما غير مخلص وغير مستنير وفوق ذلك. مشكلات الرئيسية لم يطرقها أحد بعد في مجالات: الاسكان، التعليم، الصحة، المرافق، العشوائيات، الشرطة والأمن، تدور الاقتصاد. وأخيراً: مشروع النهضة الحقيقي لم يبدأ بعد. ويصبح السؤال هو: هل ما أنجزناه يستحق الاحتفال؟ وهل يجب علينا الاستمرار في الثورة؟ وجوابي على السؤالين: نعم وألف نعم آخر سطر ما دام الأمر بأيدينا فلا داعي للخوف