تشير التقارير عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن أزمة اليورو من العلامات الفارقة في ترجيح كفة أي من المرشحين خاصة للرئيس الحالي، باراك أوباما، والذي بات الموضوع أعلى سلم أولوياته. وتتوقع صحيفة "دى تسايت" الألمانية أنه إذا انهارت العملة الأوروبية الموحدة "يورو"، سيهزم أوباما في الانتخابات الرئاسية شهر نوفمبر المقبل. إذ يلفت الصحفي الألماني ثورستن شرويدر الانتباه إلى أن البيت الأبيض يجرى اتصالات مستمرة منذ أسابيع بزعماء أوروبا، ولا يمر مؤتمر صحفي دون أن يدعو فيه الرئيس أوباما إلى تماسك الدول الأوروبية وإنقاذ اليونان واسبانيا. واعتبر شرويدر أن حرص أوباما المتنامي تجاه الأزمة الأوروبية أمر مشروع، نظرا للمخاوف من انتقال العدوى إلى دول أخرى. فيما أورد موقع "سليت" الفرنسي أن دوج إليوت، أحد أعضاء معهد بروكينجز في واشنطن، أوضح أنه إذا انفجرت الأزمة في جميع دول أوروبا، سيشهد الاقتصاد الأمريكي تراجعا جديدا، وهناك فرص تقترب إلى 100 في المئة أن يهزم أوباما في الانتخابات. وهو الرأي ذاته الذي يتبناه بول جروجمان، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، حيث كتب في مدونته "هناك إجماع على أن الأوروبيين يتحكمون في مصير الاقتصاد الأمريكى، خاصة الفترة القادمة، هذا غير التحكم في فرص إعادة انتخاب أوباما". حالة الاقتصاد الأمريكي هي الموضوع الرئيسي للحملة الانتخابية، حيث بلغ حاليا معدل البطالة في الولاياتالمتحدة نسبة 8.2 %، غير أن القطاع الصناعي شهد تراجعا واضحا. وليست أوروبا فقط الشريك التجاري الأهم للولايات المتحدة وثاني سوق تصدير لها، إنما الأسواق المالية للقارتين شديدة الارتباط ببعض. لذلك فإن كل فشل في أوروبا يهدد بتدمير النمو الأمريكي الذي ما زال ضعيفا منذ الأزمة الاقتصادية، وفقا للموقع. ويتهم المعسكر المحافظ، الرئيس أوباما بكونه المسئول عن الركود الاقتصادي الذي تعانى منه البلاد، بحجة أن أوباما يسعى دائما إلى إلقاء اللوم على الأوروبيين. كما أن الولاياتالمتحدة تضم غالبية خبراء الاقتصاد ورجال السياسة والمستثمرين الذين توقعوا انهيار منطقة اليورو. بينما يتبنى الأوروبيون نظرة أكثر هدوءا فيما يتعلق بالأزمة. وترى س.ا. ميلدنر مديرة المؤسسة الألمانية "اس. دبليو.بي" المتخصصة في دراسة العلاقات الاقتصادية عبر المحيط الأطلنطي، أن "التشاؤم الأمريكي" يعود إلى اختلاف الرؤى بين القارتين. وأكدت أن السيناريوهات الأمريكية قاتمة جدا، نظرا لأن "السياسات الأوروبية لا تتناسب مع الزعماء السياسيين.. فيرغب الأمريكيون في سندات الخزينة الأوروبية، واتحاد مالي أكثر قوة، وأن يضطلع الألمان بدور زعماء أوروبا بصورة اكبر". Comment *