طالب منظمة العفو الدولية السلطات المصرية بالتحقيق الفوري في وقائع التحرش والاعتداءات الجنسية التي تعرض لها المشاركات في مسيرات احتجاجية بالقاهرة. وقالت المنظمة في تقرير أصدرته اليوم ناشطات يطالبن بوضع حد للتحرش الجنسي بالمحتجات تعرضن للتحرش الجسدي واعتداءات بالضرب من قبل مجموعات من الرجال أثناء مسيرة لهن في ميدان التحرير يوم الجمعة. ويأتي الاعتداء وسط تقارير متزايدة عن تعرض النساء اللاتي يشاركن في الاحتجاجات في مصر للتحرش الجنسي. وتعليقاً على ما حدث، قالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن "هؤلاء النساء قد نهضن للمطالبة بوضع حد للتحرش الجنسي. وما تلقينه مقابل ذلك كان الترهيب والاعتداء الجنسي. وبينما كان ميدان التحرير، في احتجاجات السنة الماضية، مكاناً تقف فيها النساء على قدم المساواة مع الرجال للمطالبة بالحرية. تحول اليوم إلى ساحة يُستفرد فيه بالنساء للتحرش الجنسي بهن". وأضافت صحراوي: "لا بد من فتح تحقيق فوراً في هذه الهجمات، وإخضاع من تتبين مسؤوليتهم عن ذلك للمحاسبة. فمن شأن المباشرة بتحقيق في هذا الشأن أن يشكل رادعاً في وجه التحرش الجنسي ويساعد على حماية المحتجات اللاتي يمارسن حقهن في التعبير السلمي عن آرائهن". ونقلت منظمة العفو الدولية عن نشطاء قولهم إن مجموعة من الرجال حاولوا تمزيق ملابس المحتجات وسرقة حاجياتهن. وقاومت النساء ومعهن مؤيدون من الرجال مجموعة الرجال، ولكن هؤلاء واصلوا هجماتهم. وقالت لبنى درويش، إحدى المنظِّمات للاحتجاج وعضو منظمة "مصرين"، وهي تعاونية مصرية جماعية لصانعي الأفلام السينمائية وصحافة المواطن، إنه كانت هناك أيد تمتد إلينا للعبث بأجسادنا وسرقة حاجياتنا من حقائبنا وجيوبنا. خلقوا حالة من الفوضى، ولم نستطع تمييز من هو معنا ومن هو ضدنا" وأبلغ مؤيدون من الرجال للمسيرة النسائية منظمة العفو الدولية أنهم تعرضوا لاعتداءات جسدية أيضاً وهم يحاولون مساعدة النساء، وكانوا يشعرون بأيد تمتد إلى جيوبهم لسرقة ما فيها في الزحام. وتمكنت النساء، في نهاية المطاف، من الهرب إلى مكان آمن أو وجدن ملجأ لهن في المباني القريبة حتى هدأت الأمور. وقالت صحراوي "سواء أكانت هذه الهجمات قد ارتكبت من قبل مجموعات من الرجال مجهولي الهوية، أم على أيدي قوات الأمن نفسها، فالأمر سيان فيما تتعرض له النساء وحقوقهن الإنسانية من أذى على أيدي الطرفين". وقد سلطت الهجمات التي تعرضت لها صحفيات أجنبيات السنة الماضية الضوء على فداحة هذه الظاهرة. واختتمت صحراوي حديثها بالقول " يجب أن تكون المرأة حرة في ممارسة حقوقها في حرية التعبير والتجمع على قدم المساواة التامة.. إن هذه الأشكال من التحرش الجنسي، والاعتداءات الجسدية وجميع الأشكال الأخرى لإساءة معاملة المحتجات من النساء ليست سوى محاولة لترويعهن وردعهن عن المشاركة الكاملة في الحياة العامة". Comment *