* امتناع الشباب والفقراء عن التصويت يصب في مصلحة ساركوزي ضد الاشتراكي هولاند كتب أحمد شهاب الدين فتحت مراكز الاقتراع اليوم لنحو 44 مليون ونصف المليون ناخب فرنسي، وفي 85 ألف مركز اقتراع، منذ صباح اليوم الأحد، في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها عشرة مرشحين، سيتبقى منهم اثنان في السباق في الدورة الثانية في السادس من مايو القادم، وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا، وستغلق في الثامنة مساء، باستثناء المدن الكبيرة ستغلق فيها المراكز العاشرة مساء. يقول المراسلون أن البلاد يسودها عدم الاستقرار الاقتصادي، وسط توقعات بعدم إقبال محتمل في الجولة الأولى. وبدأ التصويت يوم أمس السبت في الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، في كل من جواديلوب وماتينيك في البحر الكاريبي، وفي بولينيزيا الفرنسية وغيرها. وسيعرف نتائج هذه الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار مبكرا، ونتائجها ستعرف قبل إغلاق مراكز الاقتراع في فرنسا. وتتوقع أن تكون نسبة الإقبال على التصويت منخفضة في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة 2012 وستعلن أولى هذه الأرقام الخاصة بنسبة الإقبال في منتصف النهار. ويعزو المراسلون تدني نسبة الإقبال المتوقعة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي، وإلى عدم مخاطبة المرشحين هموم الناس الأساسية، وتقول رويترز أن الكثير من الفرنسيين عبروا عن استياء من الرئيس الذين يرون أن لديه ميولا استعراضية بعد زواجه من عارضة الأزياء الشهيرة كارلا بروني. وتشير استطلاعات الرأي على تقدم هولاند – 57 عاما- على ساركوزي بفوارق ضئيلة، فآخر استطلاعات الرأي يعطي هولاند تقدما بسيطا على الرئيس نيكولا ساركوزي ب 28% من الأصوات مقابل 26 بالمائة لساركوزي. ويعد المرشح الاشتراكي هولاند بتخفيضات أقل حدة للانفاق من التي يعد بها ساركوزي، ويريد فرض ضرائب أعلى على الأثرياء لتمويل جهود توفير فرص عمل بمساعدة الدولة. وفي حال فوزه سيصبح هولاند أول رئيس يساري لفرنسا منذ هزم فرانسوا ميتران الرئيس فاليري جيسكار عام 1981. وفيما يخص الشباب تقول رويترز أن الناخبين الشبان الذين استقطبهم تعهداته عام 2007 بزيادة الرواتب وتوفير المزيد من فرص العمل سيحجمون عن انتخابه بعد أن وصلت طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوى منذ 12 عاما. وذكر المراسلون أن هناك فئة من الشباب ترفض المشاركة في الانتخابات، فقد خرجت مجموعة منهم إلى شوارع باريس في تظاهرات للتعبير عن رفضهم للنظام السياسي الفرنسي، ورافعين لافتات مكتوب عليها “هم لايمثلوننا” وتنتمي المجموعة إلى تيار شبابي ساخط من النظام الفرنسي، ويرى ألا حل لمشاكل الفرنسيين إلا بتغيير النظام، وهو تيار أسسه الفيلسوف الفرنسي ستيفان هيسل، ولا يكتفي هذا التيار لفرنسا فقط ولكن يدعو الشباب إلى الثورة على شكل الأنظمة السياسية في أوروبا والعالم كله. ونقلت صحيفة “البيان” عن دانكان، طالب عمره 19 عاما وفي في تجمع المظاهرة أمام بورصة باريس “لا يحظى مرشح على ما يبدو بمصداقية بالنسبة لي، المال يتحكم في السياسة” ويقول متظاهر آخر في نفس المكان ” لا أحد من المرشحين في هذه الانتخابات يمثلنا، لن أدلي بصوتي، إنه التصرف الوحيد الممكن”، ونقلت رويترز عن مارك بواتل وهو عازف ترومبون شارك في احتجاج بأحد الشوارع قبل الانتخابات “يجب أن نتخلص من ساركوزي، الناس يريدون وظائف وحسب” ويشير المراسلون أنه في حالة عدم إقبال الفقراء والشباب على الاقتراع سيزيد من فرص فوز ساركوزي على حساب اليساري هولاند.