تختار تيمور الشرقية، اليوم الأثنين، رئيساً جديداً ستكون مهمته أن يثبت ان هذا البلد الصغير في جنوب شرق آسيا الذي مر بعقود من النزاعات قادر على ادارة مستقبله بعد انسحاب جنود حفظ السلام، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”. وتشكلت صفوف طويلة منذ الفجر امام مراكز الاقتراع التي فتحت ابوابها للسماح لحوالى 630 الف ناخب بالتصويت في الدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي. وبين الخنازير والدجاج الذين يطاردهم اطفال حفاة، شق الناخبون طريقهم ليدلوا باصواتهم ويغمسوا اصابعهم بحبر لا يمحى لتجنب اي تزوير. وقال ايلدفونسو دا كروز بعدما ادلى بصوته “آمل ان يتمكن الرئيس المقبل من تعزيز وحدة الشعب لتجنب المشاكل التي واجهناها من قبل”. ويفترض ان يختار الناخبون رئيسا خلفا لحائز جائزة نوبل للسلام جوزيه راموس هورتا الذي هزم في الدورة الاولى من الاقتراع. والرئاسة منصب فخري الى حد كبير في هذا البلد الذي ستحدد من سيحكمه الانتخابات التشريعية التي ستجرى في السابع من يوليو. لكن لرئيس الدولة مكانة كبيرة لضمان السلام بينما يستعد جنود حفظ السلام للانسحاب في نهاية 2012 كما هو مقرر. ويتمركز هؤلاء منذ 13 عاما في هذا البلد الذي استقل عن اندونيسيا في 2002. وقال الرئيس المنتهية ولايته بعدما أدلى بصوته “علي ان اطلب الصفح من وسائل الاعلام لان الاوضاع هادئة جدا”. وكان خبراء رأوا ان هزيمة راموس هورتا الزعيم الشعبي الذي نجا من محاولة اغتيال في 2008 وانتقال السلطة الى مرشحين مغمورين، جزء من رغبة الامة في عدم البقاء قضية دولية. ويواجه فرانسيسكو جوتيريس الذي تصدر قائمة المرشحين في الدورة الاولى في 17 مارس، الجنرال تور ماتان رواك القائد السابق للقوات المسلحة الذي حصد حوالى 26 بالمئة من الاصوات. وجوتيريس (57 عاما) مدعوم من الجبهة الثورية لتيمور الشرقية المستقلة “فريتيلين”، ابرز قوى المعارضة البرلمانية. ولا يزال هذا الحزب يتمتع بتأثير كبير على السكان بعد محاربته القوات الاندونيسية التي اجتاحت هذا البلد الصغير في جنوب شرق اسيا بعد انسحاب الاستعمار البرتغالي عام 1975. وامضى “لو اولو” سنوات عدة مختبئا في تلال الجزيرة التي تغطيها ادغال كثيفة لمحاربة الاحتلال الاندونيسي الدموي الذي استمر 24 عاما وانتهى بالاستقلال في 1999 بعد موت اكثر من ربع السكان. وقد وعد عندما ادلى بصوته في ديلي بان يكون “رئيس الجميع لضمان السلام والاستقرار”. ويتنافس “لو اولو” الذي انتقل الى العمل المدني وترأس البرلمان من 2002 الى 2007، مع الجنرال تور ماتان رواك المتمرد السابق الذي لم يتخل عن العمل في الجيش بعد الاستقلال. ويلقى “تي ام آر” كما يلقبه التيموريون دعم حزب يسار الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي شانانا جوسماو. وقال المرشح بعدما ادلى بصوته “سافعل ما بوسعي لمساعدة السكان على ان يجعلوا من تيمور الشرقية بلدا قويا وغنيا ويسوده السلام”. ويعيش نصف سكان تيمور الشرقية البالغ عددهم 1,1 مليون نسمة تحت عتبة الفقر. وتأمل البلاد التي لا تمتد سوى على نصف الجزيرة الواقعة عند اقصى شرق الارخبيل الاندونيسي، في الخروج من البؤس بفضل مواردها من المحروقات بعد اكتشاف حقل للنفط تأمل في تطويره.