* الاحتجاجات دخلت يومها السادس منذ إحراق شاب نفسه احتجاجا على حرمانه من بيع الخضار والفواكه * المشاركون في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية البديل- تونس ووكالات: قالت مصادر رسمية تونسية إن الرئيس زين العابدين بن علي أصدر تعليمات للحكومة بإنشاء مشاريع تنموية في ولاية سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الشرطة وشبان غاضبين يحتجون على تفشي البطالة. وشهدت الولاية الواقعة على بعد 120 كيلومترا من العاصمة تونس احتجاجات واسعة طيلة الأسبوع الماضي بعد أن أشعل شاب النار في نفسه لعجزه عن العثور على فرصة عمل رغم أنه من حاملي الشهادات العليا. وقالت مصادر نقابية إن شابا آخر انتحر يوم الأربعاء الماضي للسبب نفسه. وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن وزير التنمية محمد النوري الجويني رأس يوم الخميس اجتماعا في سيدي بوزيد وأعلن قرار الرئيس بن علي إطلاق دفعة أولى من المشاريع بقيمة 15 مليون دولار لخلق مزيد من الوظائف في الولاية التي يقول نقابيون إن نسبة البطالة فيها مرتفعة. كما وقع توزيع 306 إشعارات موافقة على تمويل حكومي لعدد من الشبان خاصة من خريجي التعليم العالي لإنجاز مشاريع خاصة. وقال الوزير إنه تم وضع خطة ترويجية لجلب استثمارات إلى الولاية لتنويع النسيج الاقتصادي بها. ويعتبر تشغيل حاملي الشهادات العليا من أكبر التحديات التي تؤرق الحكومة التونسية التي تسعى لتوفير المزيد من فرص العمل في بلد تصل فيه معدلات البطالة إلي 14٪ وفقا للأرقام الرسمية. وكانت مصادر نقابية في سيدي بوزيد أعلنت أن شابا ثانيا أقدم على الانتحار مساء الأربعاء أمام مقر معتمدية سيدي بوزيدالغربية، في وقت تحدثت فيه الأنباء عن تجدد أعمال الشغب والمواجهات العنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين في عدد من مدن المحافظة. ونقلت جريدة الشعب الناطقة باسم الاتحاد العام التونسي للشغل عن مصادر نقابية في المدينة أن الشاب حسين الفالحي أقدم على الانتحار احتجاجا على البطالة التي يعيشها. ومن جهتها ذكرت وكالة الأنباء التونسية في بيان نشرته مساء الأربعاء أن الشاب لقي حتفه “بعد سقوطه من أعلى عمود كهربائي”، وأنه “تعرض إلى صعقة كهربائية بعد ملامسته أسلاكا بقوة 30 ألف فولت عند بلوغه أعلى العمود”. وأشارت الوكالة إلى أنه “توفي في نفس المكان رغم محاولات إسعافه”، وأن النيابة العامة أذنت بفتح تحقيق في الحادث. وتتزامن هذه الحادثة الثانية مع حالة توتر واحتجاجات دخلت يومها السادس في المحافظة منذ إحراق شاب نفسه الجمعة الماضية احتجاجا على حرمانه من بيع الخضار والفواكه. وقال عطية العثموني الناطق باسم اللجنة الجهوية التي تم تشكيلها لمتابعة الأحداث بسيدي بوزيد في تصريح للجزيرة، إن مسيرات جابت الأربعاء مدينتي الرقاب و”منزل بوزيان”. وأضاف أن المشاركين في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت الجمعة الماضي. ولم يكشف العثموني عن مآل الاتصالات مع ممثلي السلطات المحلية بشأن مطالب المتظاهرين، وهي التحقيق في ملابسات إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إحراق نفسه والمطالبة بالحق في التشغيل والتنمية في الجهة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن النقابي محمد فاضل قوله إن مئات المتظاهرين الغاضبين أحرقوا مبنى معتمدية منزل بوزيان (التابعة للمحافظة) بالكامل. وأضاف أن المتظاهرين “يحاصرون مركز الحرس الوطني (فرع من قوات الأمن) بالمدينة ويحاولون اقتحامه، وهو ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لمنعهم من ذلك”. وأعرب بلحاج قاسم في أول تصريح حكومي بعد نحو أربعة أيام من اندلاع تلك الاحتجاجات عن استغرابه مما قال إنه “تشكيك” في مسيرة التنمية في المنطقة، متهما أطرافا وصفها بالمعروفة ب”الاستغلال السياسي” للحادث. وفي رد على تلك التصريحات الرسمية قال الأمين الأول لحركة التجديد في تونس أحمد إبراهيم إن القوى السياسية المعارضة ترفض ما أسماه “الاستخفاف بالمواطنين واختزال تلك الاحتجاجات في اعتبارها توظيفا سياسيا”. وشكك إبراهيم في الأرقام التي تقدمها الجهات الرسمية بشأن البطالة في محافظة سيدي بوزيد، معتبرا أن التعامل الرسمي مع الاحتجاجات إمعان في احتقار المواطنين. يشار إلى أن منطقة الجنوب الغربي في تونس شهدت في السنوات الأخيرة احتجاجات اجتماعية، إذ شهدت مدينة الرديف من محافظة قفصة تحركات احتجاجية كبيرة عام 2008 استمرت أشهرا ضد البطالة وغلاء المعيشة وتعثر التنمية بالمنطقة المعروفة باسم “الحوض المنجمي” لغناها بالفوسفات، وامتدت إلى مدينة أم العرائس المجاورة وفريانة من ولاية القصرين مواضيع ذات صلة 1. “العالمية للأرصاد”: العالم يشهد اضطرابات مناخية .. وتوقعات بموجات برد بداية يناير 2. اشتباكات عنيفة بين الأمن والأقباط في الجيزة وأنباء عن سقوط قتيلين وعشرات الجرحى 3. قروض من البنك الدولي ب 4 مليارت جنيه لتمويل مشاريع إنتاج الكهرباء في مصر 4. إصابة شوبير بالإغماء بعد خسارة مقعده في طنطا .. واشتباكات عنيفة بين الأمن وأنصار منافس عبد الأحد جمال الدين 5. الشروق نقلا عن السلع التموينية: أزمة مناخية عنيفة في 2012 تهدد إمدادات القمح