انقسم الوسط السينمائي حول قرار الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، تولي المنتج والسيناريست محمد حفظي، رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دروته الأربعين، البعض يراه دعما وتشجيعا وضخ دماء شبابية جديدة لقيادة المهام الكبيرة، وآخرون تخوفوا من نقص خبرة حفظي في إدارة المهرجان، في ظل الحالة متردية التي يعانيها منذ سنوات؛ من عدم القدرة على جذب أفلام جديدة أو حضور نجوم عالمية مميزة، بل فرار النجوم المصريين من حضور فاعلياته. وترى الناقدة ماجدة خير الله، أن اختيار المنتج محمد حفظي لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خطوه جيدة ومنطقية وتبشر بنجاح الدورة الأربعين. على الجانب الآخر، قالت خيرية البشلاوي، الناقدة الفنية: "لا أعرف مدى قدرة محمد حفظي على إنعاش مهرجان أوشك على السقوط، نحتاج إلى رئيس لديه قدره على إعادة المهرجان لعصره الذهبي، وأن يضعه عمليا على خريطة المهرجانات الدولية الجديرة بالاهتمام". وأضافت البشلاوي ل"البديل"، أن قدرة حفظي لا تتجاوز نسبة 50% لتأدية المهمة، والتجربة سيراها الجميع في الدورة المقبلة، متابعة أن اختياره بسبب واقع السينما حاليا، في ظل ندرة الأسماء القادرة على تأدية المهمة، مستطردة: "قد يكون لحفظي بعض الإمكانيات نظرا لإنتاجه العديد من الأفلام التي شاركت في مهرجانات دولية، لكنها لن تَظهر كفاءتها إلا باختبار حقيقي". ولفتت الناقدة الفنية، إلى استمرار أزمة نفس فريق العمل القديم، الذي ينتقل مع كل رئيس جديد للمهرجان، متشككة في قدرته على إقامة مهرجان قوي ومتوهج تحت إدارة حفظي، وستكون المهمة قاصرة فقط على تحريك عجلة المهرجان حتى لا يسقط، مؤكدة أن الدكتورة إيناس عبد الدايم، كانت أمام مهمة شديدة الصعوبة لاختيار رئيس المهرجان المقبل، في ظل الأسماء التي كانت مطروحة ولا تليق باسم مهرجان القاهرة. وعن الإبقاء على الناقد يوسف شريف رزق الله، مديرا فنيا للمهرجان، قالت البشلاوي: "لا أحد ينكر أن لديه خبرة سينمائية طويلة، لكن الأزمة مستمرة، لاسيما أنه كان مديرا فنيا للمهرجان في الدورات الماضية، ولم نرى أي انتعاش، وعاون الدكتورة ماجدة واصف على مدار دورتين في إدارة المهرجان، ورغم خبرتها في إدارة الفاعليات الثقافية الكبيرة، إلا أنها أوصلت المهرجان لحالة الموات، ولا نعلم ما الذي يقدمه رزق الله في الدورة الأربعين، لكن نتمنى في النهاية، تنظيم دورة تليق باسم مصر وبحجم مهرجان عريق للسينما". ومن جانبه، أعرب محمد حفظي، في تصريحات صحفية عن سعادته برئاسة المهرجان في دورته المقبلة، مضيفا أنه سوف يعكف على البدء في تجهيز الدورة المقبلة منذ اللحظة للوصول بالمهرجان إلى الشكل المطلوب، وتحقيق الهدف منه. ودرس محمد حفظي الهندسة في لندن، ونجح خلال عقد واحد من الزمن أن يثبت نفسه كأحد أبرز كتاب السيناريو والمنتجين الشباب في العالم العربي، حيث اختارته مجلة سكرين إنترناشونال ضمن قائمة قادة المستقبل لعام 2013 في فئة المنتجين، ليكون العربي الوحيد ضمن القائمة كأحد أكثر صناع السينما تأثيرًا في العالم العربي. وبدأ حفظي في مجال الكتابة بسلسلة من الأفلام الناجحة مثل السلم والثعبان (2001)، وتيتو (2004)، وملاكي إسكندرية (2005)، الذي نال عنه جائزة أفضل مؤلف في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما 2005 ، و45 يوم، الذي حصل على جائزة أفضل مؤلف في مهرجان أوسكار السينما المصرية 2007، والتوربيني (2007)، ووردة (2014)، كما شارك في كتابة وإنتاج الفيلم الروائي من "ألف إلى باء"، الذي شهد تعاونًا بين فريق من كبار صناع السينما العربية في مصر والإمارات ولبنان، وعُرض في افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2014. وأسس حفظي عام 2005 شركة لتطوير السيناريو والإنتاج، وقدم من خلالها 19 فيلمًا في مصر، والولايات المتحدةالأمريكية، والمملكة المتحدة، بجانب العديد من الدول العربية، كما شارك كمنتج منفذ في فيلم الرعب The Pyramid( 2014) بالتعاون مع شركةSilvatar Media Fox International، وله العديد من المشاركات في المهرجانات الدولية، وكان ضيفًا بندوات عديدة وعضو لجنة تحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2010، ومهرجان تروب فست أرابيا 2011، ومهرجان أبوظبي السينمائي في 2012. وأصبح حفظي عضوًا في مجلس إدارة غرفة صناعة السينما المصرية منذ سبتمبر 2013، ليكون بمثابة ممثل صناع السينما المستقلة في الغرفة، كما اختير مديراً لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، بداية من دورته ال16.