* مدير شركة نفط عالمية: ارتفاع أسعار النفط فوق 120 دولارا للبرميل يعوض إيران بأكثر مما خسرته بسبب الضغوط الغربية * بلومبرج: تأثير العقوبات الجديدة علي إيران لا شيء على الإطلاق لأن العقوبات في مجال النفط رمزية للغاية كتب – عبدالله صقر: في تطور جديد للوضع الإيراني المتأزم، تحذر إيران من تمديد حظر صادرات النفط علي دول أوروبية أخري، بعد أن طبقته على بريطانيا وفرنسا، إذا استمر العداء الأوروبي لطهران. وكان وزير البترول الإيراني رستم قاسمي، في تصريحات على التلفزيون الرسمي، اعتبر أن أي عداء أوروبي لطهران وإجراءاتها سيواجه بامتداد حظر صادرات النفط إلى دول أوروبية أخرى. ويعتبر ذلك التهديد تحديا للصين، التي رفضت من قبل قرار إيران بحظر النفط، وطالبت بحل النزاع بالمفاوضات والحوار بدلا من الضغط والمواجهة. وشدد قاسمي علي وجوب عدم تضمين العقود إمكان الدول المستوردة، “إلغاءها أحادياً”. واعتبر أن هذه الشروط ستكون عادلة للجانبين، وستسهّل التعاون بينهما، مؤكدا أن وقف التصدير إلى باريس ولندن نتيجة “السلوك العدائي” إزاء طهران. وقال: “شروط إيران تشمل ضمانات دفع ثمن نفطنا، وعقوداً طويلة ومتوسطة الأمد نسبياً، من 3 إلى 5 سنوات”. في المقابل، أفادت وكالة “رويترز” بأن الصين والهند واليابان تخطط لخفض 10 % على الأقل، من استيرادها للنفط من إيران، فيما تصعّب العقوبات الأمريكية على الدول الآسيوية مواصلة تجارة البترول مع طهران. والدول الآسيوية الثلاث تشتري نحو 45 % من صادرات النفط الخام الإيراني. ونقلت “رويترز” عن مصدرين في شركتي تكرير هنديتين، إن نيودلهي تضغط على الشركات والمصافي المحلية، لتقلّص وارداتها من النفط الإيراني، بنسبة 10 % على الأقل في 2012-2013. يأتي هذا في ظل تأكيد شركات الشحن الهندية علي الصعوبة في الحصول على تغطية تأمينية بديلة، لمواصلة استيراد النفط الإيراني، مشيرة إلى أن الصين خفضت بنسبة 25 % استيرادها من ايران. كما توقعت أن تبلغ صادرات إيران من زيت الوقود إلى شرق آسيا، أدنى مستوياتها في 6 شهور. كانت أسعار البترول قد سجلت ارتفاعا كبيرا يوم الإثنين في آسيا بعد إعلان إيران وقف بيع البترول لفرنسا وبريطانيا في قرار رمزي، غير أنه يعزز الخشية من “تصعيد” من جانب طهران. ارتفع سعر نفط “برنت بحر الشمال” تسليم أبريل بمقدار 1.52 دولار للبرميل إلى 121.10 دولارا في المبادلات الإلكترونية الصباحية، فيما ارتفع سعر برميل البترول المرجعي الخفيف “لايت سويت كرود” بمقدار 1.70 دولارا إلى 104.94 دولار. وفي تصريح خطير لوكالة “رويترز”، أكد إيان تايلور، الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم يوم الثلاثاء أن ارتفاع أسعار النفط فوق 120 دولارا للبرميل يعوض إيران بأكثر مما خسرته بسبب الضغوط المالية الغربية. وقال فيتول: “يريد الإيرانيون الآن أن يرتفع السعر قدر الإمكان لأنهم يبيعون كميات أقل. أظن أنهم يقتربون من الفوز من واقع الأرقام.” من زاوية أخري، يؤكد الكثير من الخبراء أن دول العالم غير قادرة على الاستغناء عن النفط الإيراني. حيث أكد يوهانس بينيني، المدير التنفيذي لشركة “JBC” للطاقة، في حوار مصور مع جريدة “بلومبرج” الاقتصادي، أن تأثير العقوبات الجديدة علي إيران “لا شيء على الإطلاق”. مشيرا إلي أن العقوبات رمزية للغاية، وأن العالم لا يستطيع التعامل بدون النفط الإيراني خاصة مع الوضع الحالي في ليبيا واليمن. وأضاف بينيبني: “السوق العالمية لا تستطيع الاستمرار بدون النفط الإيراني. هذا غير قضية أسعار النفط المتزايدة باستمرار، والتي يتجاهلها السوق”. محذرا من تصاعد الأزمة الذي يمكن أن يؤدي إلي غلق إيران لمضيق هرمز الذي تمر عبره 15 مليون برميل في اليوم، وهو ما يشكل عشرة أضعاف الاستهلاك الفرنسي. وكانت الكويت قد نفت الطرح برفع إنتاجها من النفط لتلبية النقص في الأسواق العالمية المتوقع بعد القرار الأوروبي بمقاطعة النفط الإيراني، حيث أعلن رئيس مؤسسة البترول الكويتية فاروق الزنكي، أن الإنتاج في الكويت حاليا بلغ الحد الأقصى ولا يوجد إمكانية في رفع الإنتاج حاليا في حال شهدت الأسواق نقصا، فالوضع هنا يختلف عما هو عليه في الملكة العربية السعودية وقدرتها على زيادة الإنتاج.