ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اليوم الإثنين أن إيرن تكافح من أجل العثور على مشترين جدد لما يقرب من ربع صادراتها السنوية من النفط مع اقتراب دخول العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على إيران بسبب برنامجها النووي حيز التنفيذ. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن طهران وهي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم تحاول بيع أكثر من 500 ألف برميل يوميا من النفط إلى مصافي تكرير نفط صينية أو هندية، وفقا لمسئولين تنفيذيين مطلعين على المحادثات بهذا الشأن . وقال أحد المسؤلين التنفيذيين إن طهران تواجه مشكلة حادة في العثور على مشترين جدد، موضحا أن طهران لم تعرض أي خصومات على النفط والتي يبدأ تسليمها مع بداية إبريل المقبل. وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال أخفقت إيران في إيجاد مستهلكين للنفط –الذي اشترته مصافي التكرير الأوروبي العام الماضي- بحلول منتصف مارس المقبل، ستكون طهران مجبرة على وضع النفط غير المباع في خزانات عائمة في ناقلات عملاقة أو خفض إنتاجها، وأيا من الأمرين سيؤدي إلى رفع أسعار النفط بشكل كبير. وكان مزيج خام برنت القياسي الأوروبي وصل لأعلى مستوى له خلال ثمانية أشهر عندما بلغ 120.70 دولارا للبرميل يوم الجمعة الماضي وسط مخاوف بشأن الإمدادات الإيرانية واضطراب الإنتاج في جنوب السودان واليمن. كما ارتفع اليوم الإثنين ليصل إلى 121.01 دولار للبرميل. يذكر أن الاتحاد الأوروبي قد وافق الشهر الماضي على فرض حظر على واردات النفط الإيرانية، لكنه أرجأ التطبيق الكامل لهذا الحظر حتى الأول من يوليو بحيث يكون أمام اليونان وإسبانيا وإيطاليا وقتا كافيا لإيجاد بديل للنفط الإيراني. يشار إلى أن طهران كانت قد أعلنت أمس الأحد عن قطع مبيعات الخام للشركات الفرنسسية والبريطانية في خطوة تبدو أنها محاولة رد استباقية على قرار الحظر. وأوقفت كل من فرنسا وبريطانيا بالفعل كل عمليات الشراء تقريبا للخام الإيراني بما يشير إلى أن الخطوة الإيرانية قد تكون رمزية إلى حد كبير. وذكرت الصحيفة أنه مع ذلك فإن تلك الخطوة التي اتخذنها إيران تعد أول التحركات الحقيقية بعد أسابيع من التهديدات والتي سيكون لها تأثيرا نفسيا والذي من الممكن أن يدفع بالاسعار إلى الارتفاع مع وجود مخاوف من احتمال قطع إيران صادراتها النفطية إلى دول أخرى. ومن المتوقع أن تهيمن الأزمة الإيرانية على أسبوع البترول الدولي، والذي يعتبر التجمع السنوي لصناعات النفط في العالم والذي سيبدأ أعماله في لندن اليوم الإثنين.