تشهد الكيانات السياسية حالة من التسكين لرؤسائها وأعضائها تحت مسمى "التزكية"، حيث أجريت الانتخابات الداخلية لائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية داخل مجلس النواب، أمس على جميع المقاعد بما فيها منصب الرئيس، الذي حسم بالتزكية لصالح النائب محمد السويدي، للمرة الثانية، في الانتخابات التي تجرى قبل كل دور انعقاد جديد للبرلمان. كما أعلن حزب مستقبل وطن، أول أمس، فوز النائب أشرف رشاد، رئيسا له بالتزكية للمرة الثانية أيضا؛ بسبب عدم وجود منافسين، بعد غلق باب الترشح، في الانتخابات التي ستجرى يوم السبت المقبل على منصب رئيس الحزب وأعضاء الهيئة العليا. وخلال الأسابيع الماضية، أجريت الانتخابات بحزب المصريين الأحرار، المتنازع عليه بين رجل الأعمال والمؤسس، نجيب ساويرس، والدكتور عصام خليل، رئيس الحزب الحالي، وتكونت جبهتان للحزب، وأجرت كل منهما انتخابات على منصب الرئيس، وتم حسمها بالتزكية لصالح عصام خليل، وذهبت التزكية أيضا في جبهة ساويرس لمحمود خليل؛ لعدم وجود منافسين. وفي سياق متصل، أنهى عدد من النواب اتصالاتهم لحسم رئاسة عدد من اللجان النوعية، قبل بدء دور الانعقاد الثالث للبرلمان، حيث تم الانتهاء من حسم رئاسة نحو 13 لجنة من أصل 25، ووفقا لمصادر، تم تجديد الثقة في أسامة هيكل، رئيسا للجنة الإعلام والثقافة، وبقاء الدكتور حسين عيسي، رئيسا للجنة الخطة والموازنة، وأيضا، بقاء الدكتور أحمد سعيد، رئيسا للجنة العلاقات الخارجية، واستمرار الدكتور أسامة العبد، رئيسا للجنة الدينية، كما لن تشهد لجان الأمن القومي، والاتصالات، وحقوق الإنسان، الشؤون التشريعية، والطاقة، أي تغيير في الرؤساء، ومن حسمها بالتزكية. وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن الحياة السياسية في مأزق حقيقي منذ 30 يونيو 2013، حيث تشوبها التضييق والتدخل الأمني والسيطرة على الانتخابات، واضطهاد أي شخص أو مرشح له مواقف معارضة أو مخالفة لرأي النظام الحالي، وتجلى التعيين أو ما يسمي بالتزكية؛ نظرا لعدم وجود منافسة ديمقراطية. وأضاف زهران ل"البديل": "لا توجد انتخابات حقيقية إلا في بعض المؤسسات مثل الأندية الرياضية والنقابات فقط، وبها أيضا بعض المحاولات للتدخل الأمني، لكن باقي الكيان السياسية سواء أحزاب أو حركات أو حتى مجلس النواب، يتم تسكينها من قبل جهات أمنية؛ لضمان التحكم والسيطرة".