تعتبر مدينة نابلس، أكبر المدن الفلسطينية من حيث الكثافة السكانية وأهمها من ناحية موقعها الجغرافي، هي عاصمة دولة فلسطين الأثرية، وكانت تعرف قديما باسم نيابوليس، وبعد فتح المدينة أثناء خلافة أبي بكر الصديق، تحول اسمها إلى نابلس، وأطلق عليها أسماء أخرى مثل دمشق الصغرى وجبل النار وملكة فلسطين وعش العلماء. هي مدينة من أقدم مدن العالم يعود تاريخها إلى 5600 سنة، فقد أسست عند ملتقى أقدام جبلي جرزيم في القسم الشرقي لمدينة نابلس الحالية على يد العرب الكنعانيين فوق تل كبير يدعى الآن تل بلاطة، وأطلق عليها وقت إنشائها اسم "شكيم" وتعني المكان المرتفع، لتصبح بعدها واحدة من أشهر المدن الكنعانية. سكنها في البداية العرب الحويون والفرزيون، وطوال تاريخها صارعت نابلس الكثير من الغزاة والمحتلين منهم القبائل العبرية والآشوريون والبابليون والفارسيون واليونانيون والسلوقيون. في عام 63 قبل الميلاد وقعت نابلس في يد الرومان، وعلى مدى ألفي عام خضعت نابلس للحكم الروماني، وفي القرنين الخامس والسادس الميلادي حصل نزاع بين سكان مدينة نابلس من المسيحيين والسامريين أدّى إلى بروز الانتفاضات السامرية التي كانت ضد الحكم البيزنطي، لكن نجحت الإمبراطورية الرومانية في إخماد ثوراتهم باستخدام العنف، وفي عام 1099م سقطت مدينة نابلس تحت الحكم الصليبي قبل أن تعود إلى حكم المسلمين الأيوبيين وحكم المماليك من بعدهم. بعد نكبة فلسطين عام 1948، انضمت الضفة الغربية بمحافظاتها الثلاث، نابلس والقدس والخليل، إلى الأردن، وفي عام 1950 تحولت إلى جزء من المملكة الأردنية الهاشمية حتى احتلالها من قبل الإسرائيليين خلال حرب يونيو عام 1967، وعلى مر الزمن قدمت نابلس الكثير من الشهداء الذين تصدوا للاحتلال الصهيوني ومنهم شادية أبو غزالة، الفتاة لينا النابلسية، وغيرهما من المناضلين. تحدث الكثير من الرحالة عن نابلس في كتاباتهم ومنهم المقدسي، الذي قال عنها في كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم": "نابلس في الجبال كثيرة الزيتون يسمونها دمشق الصغرى، وهي في وادٍ قد ضغطها جبلان، سوقها من الباب إلى الباب وآخر إلى نصف البلد، والجامع وسطها، مبلطة نظيفة لها نهر جارٍ، بناؤها حجارة ولها دواميس عجيبة". زارها ابن بطوطة عام 1325م، ووصفها بأنها مدينة عظيمة كثيرة الأشجار والماء ومن أكثر بلاد الشام زيتونا. وتحدث عنها أيضا مجير الدين الحنبلي العليمي قائلا: "نابلس مدينة بالأرض المقدسة مقابل بيت المقدس من جهة الشمال، مسافتها عنه نحو يومين بسير الأثقال، خرج منها كثير من العلماء الأعيان وهي كثيرة الأعين والأشجار والفواكه ومعظم الأشجار بضواحيها الزيتون". تُشتهر مدينة نابلس منذ القدم بصناعة الصابون، إضافة إلى شهرتها بالكنافة النابلسية، التي هي من أشهر الحلويات الشرقية في مناطق بلاد الشام، وبعض المنتجات الزراعية كالزعتر النابلسي والجبنة النابلسية، ومن القرى التابعة لها الباذان وبيت أبيا وبلاطة البلد وبورين وبرقة وأجنسنيا وسالم وبيت أمرين وبيت فوريك وتل وبيتا وغيرها.