تزايد الجدل السياسي في أوكرانيا بعد التقارير التي نشرتها وكالة "بلومبرغ" حول الضغوط التي تمارسها واشنطن على الرئيس فلاديمير زيلينسكي لحمله على قبول خطة السلام الأمريكية المقترحة لتسوية النزاع مع روسيا. وتصف الوكالة هذه الخطة بأنها قد تشكل "إذلالًا سياسيًا" للرئيس الأوكراني، في ظل صراعه المستمر لمقاومة الضغوط الأمريكية التي تزداد حدّة مع دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها. وتشير مصادر الوكالة إلى أن زيلينسكي تلقى رسائل مباشرة من مسؤولين أمريكيين تحثه على الموافقة على بنود خطة السلام الأمريكية باعتبارها الطريق الوحيد لإنهاء النزاع المتصاعد. وفي الوقت ذاته، يواجه زيلينسكي أزمة داخلية بسبب تزايد المطالبات بإقالة رئيس مكتبه أندريه يرماك على خلفية فضيحة فساد كبرى، وهو ما يهدد باندلاع أزمة برلمانية في حال تجاهلت الرئاسة هذه المطالب. وتؤكد مصادر إعلامية أوكرانية أن الضغوط الداخلية تتقاطع مع الضغوط الخارجية، ما يزيد تعقيد موقف الرئيس في التعامل مع خطة السلام الأمريكية التي يرى كثيرون أنها تحمل تنازلات مؤلمة. وذكرت وكالة "RBC" الأوكرانية أن الرئيس ترامب طالب زيلينسكي بالموافقة "الفورية" على مشروع خطة السلام الأمريكية، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بأن ترامب قد يعرض وقف جميع قضايا الفساد المتعلقة بزيلينسكي ومحيطه في حال قبوله بالخطة. وتشير تقارير أخرى إلى أن الخطة قد تمنح الرئيس الأوكراني ضمانات أمنية، وقد تسمح له باتخاذ إجراءات قمعية بحق المعارضة الداخلية إذا قرر مغادرة منصبه ضمن تسوية سياسية شاملة. من جهتها، صرحت النائبة الأوكرانية آنا سكوروخود بأن زيلينسكي بات في "وضع حرج"، مؤكدة أنه في حال رفضه للشروط الأمريكية "سيتم العثور على شخص آخر يقبلها". وفي آخر المستجدات، أعلن مكتب زيلينسكي تلقيه رسميًا مسودة خطة السلام الأمريكية، مع الإشارة إلى وجود نية لمناقشة "النقاط اللازمة للسلام" مع ترامب في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يعزز احتمالات عقد قمة ثنائية. في المقابل، أعلن البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو يجريان "محادثات جيدة" مع روسياوأوكرانيا بشأن تفاصيل الخطة، وذلك بعد تقارير لموقع "أكسيوس" تحدثت عن مشاورات سرية بين واشنطنوموسكو لإعداد صيغة جديدة للتسوية دون مشاركة كييف. وتشير التسريبات إلى أن خطة السلام الأمريكية تتضمن اعترافًا بسيادة روسيا على القرم ودونباس وأراضٍ أخرى، وتجميد خطوط التماس، وتقليص قدرات الجيش الأوكراني، ومنع نشر قوات أجنبية، ومنح اللغة الروسية وضعًا رسميًا داخل أوكرانيا، إلى جانب الاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو.