حسناً : منطقتنا ستكون الرقعة . .! نحن سنكون في النصف الأبيض. .! خصمنا سيكون في النصف الآخر. .! لنستطلع الوضع ونرى كيف موقفنا ، ماهي أحجارنا ، وكيف هو ترتيبها .. أحجارنا : سوريا ‘قلعة الميسرة' محاصرة من كافة الاتجاهات تقريبا وضعها سيء!. العراق ‘قلعة الميمنة' محاصرة أيضا وليست أفضل حالا من سوريا!. لبنان ‘خيل الميسرة' حجرنا الوحيد الذي يحمي ظهر سوريا محاط ببيادق العدو أيضا من شتى الاتجاهات!. فلسطين ‘خيل الميمنة' قضى عليه ضابط العدو الذي توغل في عمق صفوفنا منذ برهة واستقر مكانه ‘إسرائيل'! مصر ‘ضابط المربع الابيض' دكت دفاعاته وعطلت وظيفته وحوصر بجانب قلاعنا على يد نفس ضابط العدو الذي أخرج فلسطين من الرقعة!. الجزائر ‘ضابط المربع الأسود' في أقصى الرقعة لا فائدة منه في ظل غياب بقية الأحجار!. اما وزيرنا فهو ‘فاسد' ، وملكنا ضعيف، وبقية بيادقنا قد قضي عليها باستثناء واحد ‘سنعود له' لاحقا"!. أحجارهم: إسرائيل ‘ذكرنا ماهيته سابقا' يحمي ظهره الوزير وبقية البيادق!. أمريكا ‘الوزير' أقوى أحجار العدو يمشي في كل الاتجاهات ويعود ليستقر في مكانة البعيد، يده طويلة وله موطىء قدم في كل بقعة من بقاع الأرض!. السعودية ‘قلعة الميمنة' التي اقتحمت صفوفنا وزرعت أساساتها في عمقنا الاستراتيجي لتؤمن مسارات تحرك الضابط ‘إسرائيل' وتفشل كل محاولات إقصائه!. تركيا ‘قلعة الميسرة' قابعة في مكانها تصد كل خطر قد نشكله على نصفهم الآخر في الرقعة!. أما بقية دول الخليج والممالك وداعش والقاعدة وما سواهم فهم مجرد بيادق لا قيمة لها ولكنها اقتحمت عمقنا أيضا لشدة ضعف خصومها ‘نحن'!. حسنٌ .. من النظرة الأولى وللوهلة الأولى سندرك مدى غباء وحماقة اللاعب السابق الذي ترك مكانه منذ عقود طويلة وانسحب من هكذا لعبة بعد أن بعثر أحجارنا، وفي نفس الوقت سندرك صعوبة مهمة اللاعب الذي قرر أن يملأ الفراغ الذي خلفه ذلك الغبي الأحمق، ليحقق النصر .. وليس في جعبته إلا قلاع محاصرة وضباط مقيدون وخيل منهكة وبيدق واحد فقط .. في مقابل لاعب غشاش منافق ماكر مازالت كل أحجاره سليمة وقوية بل لم يضطر أن يحرك ضباطه وخيوله من أماكنهم لدك دفاعاتنا!!!. ربما تكون فرص انتصار لاعب النصف الأبيض معدومة بمعايير الرقعة، ولا أستبعد أن تكون مهمته مستحيلة بعد أن عرفنا ما تبقى من أحجاره وما هو وضعها!. ولكن لنراقب ماحدث : حوصرت القلاع .. قيود الضباط أنهكت الخيل .. بعد كل هذه اللعبة الطويلة والمرهقة التي استمرت لعقود، قرر لاعب النصف الآخر أن يقضي على ‘قلعة الميمنة' لامتلاكها أسلحة دمار شامل! ((ما دخل هكذا أسلحة في لعبة شطرنج)) ؟! لا أدري .. ولكن هكذا كانت حجته فدفع بوزيره الذي قصف ودمر القلعة واجتاحها.. ولكنه فشل في إقصائها وزرع جذوره مكانها فانسحب بعد أن تركها ‘أطلال قلعة'!. حسنٌ .. بعد فشله الذريع في محاولته الأولى قرر أن يدمر قلعتنا الأخرى ولكن دون أن يتحرك من مكانه، أرسل لها كل بيادقه وأوكل مهمة التمويل لقلعة الميمنة ‘السعودية' ومهمة الدعم اللوجستي للقلعة الأخرى ‘تركيا' أما مهمة الغطاء الجوي فقد أوكلها لحجره المفضل ‘اسرائيل',, ولكن سوريا صمدت، بعد أن تحرك ‘الخيل' لمساندتها صدوا هجومه بأعجوبة!. فشلت أحجاره، قتلت بيادقه ولكنها استمرت بالتدفق! من أين وقد قتلوا وأقصوا خارجاً؟! لا أدري ولكنني أدري أنه غشاش وماكر!. في خضم كل هذا الصراع والاستماتة للبقاء في لعبة البقاء، لم يحرك ضابطنا القريب ساكنا! ‘يقال أنه قد أدمن الخمر واعتزل النضال' أما ضابطنا البعيد فقد اكتفى بالشجب والتنديد!. كنا متوجسين وقلقين وخائفين، و بالمقابل كانوا منتشين وفرحين، انشغلوا بقلاعنا وأمنوا ضباطنا ونسوا ونسينا ‘البيدق الوحيد' المتبقي لدينا ، وهو في ظل كل هذه الضوضاء والضجيج، كان يتحرك!! كان يتقدم في غفلة عن الجميع !! اكتسح واقتحم وطهر وتقدم حتى وصل إلى آخر رقعة الشطرنج فخرج من رماد الحرب ‘وزيرا' !! (( من قوانين الشطرنج اذا وصل البيدق إلى آخر الرقعة فأنه يعود وزيراً أو أي حجراً يريده أن يكون صاحبه ))!!. هذا البيدق الذي لم يكن يحسب له حساب عاد وزيرا كما كانوا ‘أجداده' عاد ليكون من أقوى أحجار اللعبة وفي نفس الوقت كانت ‘قلعة العدو' السعودية في مرمى نيرانه وعلى مسار تحركة بل كانت ملتصقة به! عندها تحولت كل الأنظار إليه وجمعت كل البيادق والقلاع والخيول شتاتها وقرروا أن يقضوا عليه!. حجر كهذا في مكان كهذا سيغير مسار اللعبة بل سيقلب الطاولة برقعتها بأحجارها على رأس الخصم، بل أنه قد أعادهم ليلعبوا ‘الباصرة' على طاولة مجلس الأمن التي كانوا قد اعتزلوها بعد أن اعتقدوا أنهم قد أصبحوا كبارا على لعبة الحظ واحترفوا الشطرنج!. ظهور كهذا في وقت كهذا لحجرا كهذا لم نجد له اسم دولة ‘يليق به' سوى ( اليمن )!. أصل السابقون وفصل اللاحقون شلال الكرامة المتدفق وسيل العروبة الجارف، اليمن مولد العزة ومصنع الرجال ستكون الحجر الأقوى في الشطرنج والورقة الرابحة في الباصره ورصاصة الموت في الروليت!. لا يمكن إلا أن ننتصر، فالهزيمة ليست خياراً إما أن ننتصر أو ننتصر هكذا تاريخنا، وهكذا سيكون قدرنا والآتي سيثبت لكم معنى كلامي ..! — كاتب من اليمن