أكد دبلوماسيون وعسكريون مصريون أن الضربة الأمريكية التي أطلقت على قاعدة عسكرية داخل الأراضي السورية صباح اليوم لصالح التنظيمات الإرهابية بما فيهم تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدين أنها استبقت التحقيقات الدولية واعتبرت قرارات مجلس الأمن لا قيمة لها، بمخالفة للقوانين الدولية. واعتبرها دبلوماسي أنها سياسة أمريكية لفرض أمر واقع، وأكد خبير عسكري أنها بلطجة سياسة، وعلى الدول العربية كافة ومن بينها مصر مواجهتها بحزم؛ لأنها تمثل خطوة أولى لمزيد من التدخل في الشرق الأوسط، قائلًا: «إذ أطلق سراح يد الولاياتالمتحدة للتدخل في الشرق الأوسط فستسير المنطقة خرابًا أكثر من ما هي علية الآن». وتمثل العدوان الأمريكي بحسب البنتاجون في إطلاق «70 صاروخًا موجهًا عالي الدقة» على أهداف في سوريا، وكانت الضربة الأمريكية بصواريخ «توماهوك» عابرة للقارات على القاعدة الجوية السورية في حمص. من جانبه قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية: الضربة الأمريكية على سوريا تمثل اختراقًا للمعايير الدولية كافة، وغير مبررة بالمرة لاسيما أنها تأتي في وقت أصبح الجيش السوري فيه على مقربة من إنهاء الوجود الإرهابي. وأضاف رخا: بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية فهي محدودة وليست مستمرة ولها أهداف عدة، الأول إحداث نوع من التوازن الدولي، حيث تستهدف واشنطن من تلك الضربة أن يكون لها وجود قوي على الساحة، متمثل في تواجد قوات أمريكية على الأرض، لاسيما أن القوات الروسية وغيرها موجودة بكثافة بدون توازن، مؤكدًا أن موسكو في الفترة الأخيرة كانت متصدرة المشهد السوري بالوجود العسكري. واضاف أن الهدف الثاني هو إرضاء حلفائها في المنطقة، والتي تحاول أن تعيد إليهم الثقة بها، لاسيما أن التصريحات الأمريكية الأخيرة التي تحدثت عن أن مصير الأسد بيد الشعب السوري أغضبت السعوديين كثيرًا، مؤكدًا أن الهدف الثالث هو إحداث توازن للمعارضة السورية على الأرض، ومن ثم في المفاوضات التي من المقرر إجراؤها في جنيف، مؤكدًا أن الأمر لم يؤثر بشكل أو بآخر على وضع المعارضة السورية العسكري، لاسيما أنها مهترئة وضعيفة وتحتاج إلى أكثر من ذلك. وأكد أن الضربة الأمريكية غير مبررة بكل الأشكال، فهي استخدمت مسألة الغاز للقيام بأمر عسكري مستبقة كل التحقيقات، مؤكدًا أن الأمريكان فرضوا سياسة الأمر الواقع وإحداث نوع من المفاجئة والصدمة، مؤكدًا أن هذه الضربة ستطول عمر العمر ومجال النزاع، فبلا شك أنها لا تصب في صالح الشعب السوري . من جانبه يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري المصري: هذه الضربة تمثل إهانة واسعة للعرب، مؤكدًا أن أي تدخل خارجي على دولة عربية، فلابد أن ينظر على أنها حرب ضد الدول العربية بأكملها وهو ما لا نراه الآن، مؤكدًا أن سوريا كانت من أقوى الدول العربية وتعتبر الإقليم الشمالي لمصر، مطالبًا القاهرة بإصدار بيان واضح لإدانة هذا الجرم الذي يعتبر مخالفًا للمواثيق الدولية كافة. وأضاف درويش في تصريحات ل«البديل» أن الضربة تعتبر بلطجة سياسية، ففي الوقت الذي طالبت فيه روسيا باجتماع عاجل في مجلس الأمن لمناقشة الهجوم الكيماوي على سوريا والتحقق من المسؤول عن هذا الهجوم، سارعت واشنطن دون أي توافق وأطلقت صواريخها على قاعدة سوريا، مؤكدًا أن الدول العربية التي دعمت هذه الضربة لابد من أن أخذ موقف ضدها، لاسيما أن الضربة مستهجنة وستزيد الوضع سوءًا في الملف السوري. وأكد أن النظام السوري كان قد اقترب من إنهاء الأزمة والقضاء على الجماعات الإرهابية كافة، بما فيها داعش والنصرة، لكن الضربة الأمريكية جاءت في صالحهما، حيث سيكون لهم بريق أمل لاستمرار صمودهما في مواجهة الجيش العربي السوري.