"إن تبادل الثقافة والمعرفة لا يقل أهمية عن أي ترتيبات عسكرية وسياسية"، جملة قالها رئيس إسرائيل إسحاق نافون، في جامعة بن جوريون وفي حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ولم يكن يدري وقتها أنها ستجد صدى لها من مثقفي مصر الذي سارعوا إلى الاعتراف بمعاهدة كامب ديفيد التي تحل اليوم ذكراها ال38. وقع بعض المثقفين في فخ ضيق الأفق وعدم النظر إلى جذور الصراع مع إسرائيل متناسين القضية الفلسطينية، وشملت قائمتهم الكثير منهم لينين الرملي، الذي دعا الملحق الثقافي الصهيوني لحضور أحد العروض الفنية، والكاتبة إيمان مرسال، التي ترجمت أعمالها إلى العبرية، وفي التقرير التالي نرصد لكم 4 من قمم الأدب في مصر وافقوا على اتفاقية كامب ديفيد ودعموا التطبيع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. نجيب محفوظ منذ لحظة توقيع "معاهدة السلام" أعلن الكاتب الراحل نجيب محفوظ ، موقفه المؤيد للاتفاقية، لكنه ظل طوال الوقت لا يعبر عن موقفه من التطبيع بشكل مباشر وإن كانت موافقته عليه قد تمّت عبر ترجمة أعماله الأدبية إلى العبرية ونشرها في إسرائيل دون أن يأخذ موقفا معاديا لهذا الاتجاه. وقال عنه الأديب الإسرائيلي سامي ميخائيل: "بعد توقيع اتفاقية السلام سافرت سنة 1982 إلى مصر للقاء محفوظ. اللقاء الأول كان في مقهى ريش في القاهرة، جلسنا على شرفة على الرصيف، أنا تحدثت باللهجة العربية الفلسطينية، وهو تحدث باللهجة المصرية، وقد أبلغته بأنني قمت بترجمة ثلاثيته، كان محبا للاستطلاع وأراد أن يعرف أكثر عن الأدب والمجتمع الإسرائيلي والراديو"، كما زار الكاتب الإسرائيلي ساسون سوميخ، محفوظ، في بيته عشرات المرات، والتقى فيها بالكثير من المثقفين المصريين، وقدم الدعوة لهم لزيارة إسرائيل. أنيس منصور أما الكاتب الراحل أنيس منصور، الذي كان يجيد عدة لغات منها العبرية، فقد كان دائم الهجوم على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووضح ذلك في كتابه "عبدالناصر المفترى عليه والمفتري علينا"، إذ كان يرى أن الرئيس الراحل بلا نظرية سياسية، ولا رؤية واضحة للمستقبل، فضلا عن وصفه للناصريين بمدعي الوطنية. مكنته قدرته على الحكي وإطلاق النكات، من القرب من الرئيس أنور السادات الذي كان يصف المثقفين ب"الأفندية الرزال"، وتطورت علاقته به حتى كلّفه الرئيس وحده بإرسال رسائل السلام إلى قادة إسرائيل. قال الأديب الإسرائيلي إسحق بار موشيه، إن أنيس منصور هو من أوحى للسادات بأن يدعو للسلام من قلب البرلمان عندما قال كلمته الشهيرة "إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته"، واصفا إياه ب"صديقنا المفكر". توفيق الحكيم في كتاب "من الأرشيف السري للثقافة المصرية" للمؤرخ المصري غالي شكري، قال إن الأديب الراحل توفيق الحكيم كان مؤيدًا للصلح مع إسرائيل، ومعارضًا للوحدة مع سوريا، مشيرًا إلى أنه كان يعتبر أن الصلح مع إسرائيل هو الحل الوحيد للصراع "العربي- الإسرائيلي"، وأنه على الفلسطينيين حل مشكلتهم بأنفسهم، مشيرًا في الكتاب إلى أن الحكيم أفصح عن هذا الرأي في ندوة جرت بين الرئيس الليبي معمر القذافي ومجموعة من الكتاب المصريين. علي سالم عندما قرر الرئيس السادات زيارة إسرائيل عام 1977 من أجل تحقيق السلام أعلن الكاتب علي سالم، دعمه للمبادرة وأيد زيارة الرئيس المصري للقدس، وفي عام 1994 زار بالفعل إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، والتقى هناك مجموعة من الشخصيات اليهودية ليؤلف بعد عودته كتاب "رحلة إلى إسرائيل" سرد فيه أحداث وتفاصيل رحلته ولقاءاته. كان الكاتب الراحل من أشد المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل من بين الأدباء العرب الأمر الذي تعرض بسببه للكثير من الإدانة والرفض من قبل مثقفين وأدباء عرب، واعترافا من إسرائيل بدوره في خدمتها فقد منحته جامعة بن جوريون الإسرائيلية في 2005 الدكتوراه الفخرية ورفضت الحكومة المصرية سفره لاستلام الجائزة.