شهدت محافظات الجمهورية هذا الأسبوع العديد من حوادث الطرق راح ضحيتها العشرات من المواطنين، وترجع كوارث الطرق إلى أسباب مختلفة فنية وبشرية، وأدى إهمال العديد من الطرق إلى تهالكها، وبات يطلق على كثير منها "طرق الموت". "البديل" يرصد أهم هذه الطرق فى محافظات مصر المختلفة. في محافظة المنيا ما يقرب من 120 كيلو مترا من الطرق المختلفة بمراكز المحافظة، يمثل معظمها تهديدا كبيرا للمواطنين،ومن أشهر تلك الطرق الطريق الصحراوي الغربي بزمام مركز المنيا وحتى مركز بني مزار شمال المحافظة، بطول 50 كيلومترا تقريبا، إذ تشهد تلك المنطقة تآكلا كبيرا لطبقة الأسفلت، ووصل الأمر إلى اقتلاع الأسفلت تماما في بعض المناطق، بالإضافة إلى وجود هبوط أرضي بمناطق أخرى، إلى جانب عدم وجود أعمدة إنارة، وكل ذلك يتسبب ذلك في حوادث عديدة بالطرق. طريق آخر للموتهو الطريق الزراعي "مصر- أسوان" وبالتحديد بالمنطقة التي تقع بزمام قرية الحواصلية وحتى مركز ديرمواس بطول 65 كيلومترا تقريبا، إذ يعاني الطريق من الضيق الشديد وعدم وجود فاصل بين الاتجاهين، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز خرسانية على جانب ترعة الإبراهيمية التي تمتد بطول المحافظة، ودائما ما يشهد ذلك الطريق سقوط سيارات بالترعة، ووفاة المواطنين غرقا. ويفتقر طريق "سوهاج – البحر الأحمر" الذي يمتد في عمق الصحراء الشرقية لأي خدمات أمنية أو تمركزات إسعاف، أو أي خدمات من شأنها مساعدة السائق في تجنب وقوع الحوادث، رغم أهمية الطريق بين محافظات الصعيد، مما جعله مصيدة لعشرات الأشخاص، إذ يشهد الطريق أسبوعيا العديد من الحوادث المرورية المروعة، كما يعاني طريق أسيوطسوهاج الزراعي السريع الغربي من تهالك الطبقة الإسفلتية وكثرة المطبات العشوائية التي تتسبب في وقوع مزيد من الحوادث عند مفاداة تلك المطبات، كان آخرها انقلاب أتوبيس تابع لشركة الصعيد للنقل والسياحة بسبب مطب صناعي بناحية مشطا دائرة مركز طما. وتحتل محافظة أسيوط المرتبة الأولى فى عدد حوادث الطرق بين محافظات الصعيد بسبب سوء شبكة المواصلات بين مراكزها وتدهور الطرق الصحراوية، ومن أبرز طرق أسيوط التى تمثل خطورة كبيرة طريق "أسيوط – المنيا" الصحراوي، حيث يشهد أعلى معدلات الحوادث، لكونه حارة واحدة فقط ما يجعله مصيدة لحصد الأرواح، و3 طرق رئيسية تربط أسيوطبالمحافظات المجاورة وهى: الطريق الصحراوي الغربي، الذي بات عبئا ثقيلا على السائقين لقلة أعمال الصيانة الموجودة رغم الضغط الشديد عليه، وثانيها: الصحراوي الشرقي الذي يشهد 5 حوادث كل شهر على الأقل، وثالثها: الطريق الزراعي، المليء بالمطبات. وعن المناطق الداخلية التى تكثر بها حوادث الطرق بأسيوط مدخل العقال البحري بالبداري، وطريق "أبنوب – المعابدة" بأبنوب، وطريق "بني رافع منفلوط"، ومدخل قرية بني حسين حتى قرية الحواتكة شمالا، وطريق ترعة العمياء والشلح وعزبة داود، وطريق "أبنوب أسيوط" ومدخل طريق البحر الأحمر، وطريق "أبوتيج الزراعى أسيوط" وخصوصا عند قرية المطيعة ومدخل الصحراوي الغربي عند قرية منقباد. ويحصد نفق سنور بالطريق الصحراوي الشرقي في بني سويف، دماء عشرات المواطنين، بسبب وعورة الطريق وكثرة المنحنيات، وهو ما تسبب فى ازدياد معدلات الحوادث به خلال الثلاثة أعوام الماضية، ففى عام 2014 ذكرت إحصائية الحوادث بمحافظة بني سويف أن عدد ضحايا حوادث الطرق بالمحافظة بلغ 296 متوفى و3 آلاف و503 مصابين، خلال عام 2014، وكان ل"الطريق الصحراوي الشرقي الكريمات" وخاصة منطقتي «سنور» و«أبو صالح» النصيب الأكبر من هذه الحوادث، وبرغم قيام المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف الحالى وسابقيه بتشكيل عدة لجان لمتابعة الأمر والخروج بتوصيات لحل المشكلة فإنها مازالت حبيسة الأدراج. محافظة دمياط بدورها شهدت وقوع عدد من الحوادث المرورية التى أسفرت عن سقوط ضحايا خلال الأسبوع المنقضي كان آخرها الخميس الماضي، حيث لقى شخص مصرعه فيما أصيب 11 آخرون في حادث تصادم سيارة نقل بأتوبيس رحلات على الطريق الدولي بمدينة دمياط الجديدة. وتعانى محافظة دمياط من إهمال العديد من الطرق الرئيسية، فطريق ميناء دمياط لم يتم الانتهاء بعد من تطويره، ويشهد حوادث مرورية بصفة مستمرة حتى أطلق عليه البعض طريق الموت، علاوة على طريق دمياط الدولي الذى حصد أكبر عدد ممكن من المارة، وتعانى طرق دمياط من عدم وجود إنارة بالعديد منها، علاوة على عدم تمهيد الطريق وعدم وجود إشارات مرورية أو خدمات طريق. محافظة الغربية، شهدت طرقها الفرعية خلال الأسبوع الماضي، العديد من الحوادث التى راح ضحيتها العشرات من المواطنين، بسبب تجاهل المشاكل العديدة التى تعاني منها تلك الطرق منذ سنوات، ومنذ أيام تم إنقاذ 4 مواطنين من الموت المحقق على طريق قرية "بشبيش – المحلة بعد أن انقلبت سيارة ملاكي كانوا يستقلونها في إحدى المصارف أثناء تفاديها لإحدى سيارات الميكروباص، مما دفع أهالي القرية للاحتجاج اعتراضا على سوء حال الطريق وتكرار الحوادث عليه، وطالب أهالي قرية منية إبيار بمركز كفرالزيات برصف الطريق رقم "69" الواصل بين قريتي برما وإبيار، الذي يمر بالقرية، ويشهد العديد من الحوادث المؤلمة، واشتكى أهالي عزبة رزق بمركز بسيون من مشاكل الطريق الرئيسي للقرية، الذي أطلق عليه الأهالي أيضا "طريق الموت"، وأصبح طريق "زفتى – العجيزية" كابوسا لأهالي قرى " دهتورة والعزيزية وعزبة عويس وقرية حانوت وكفر سنباط وسنباط والمنيا وكفر شبرا وشبرا اليمن، حيث إنه الطريق الوحيد الرابط بين مركزي زفتى وسمنود، ويبلغ طوله حوالي 20 كيلوا مترا، ومع ذلك لا توجد به أي أنارة. مع ارتفاع معدلات حوادث الطرق وسقوط عشرات الضحايا كل يوم على أسفلت محافظة البحيرة، فإن سوء أحوال الطرق بين مدن وقرى المحافظة هو السبب الرئيسي، ومن أهمها طريق "حوش عيس – أبو المطامير" وبه العديد من الانهيارات بسبب مياه الأمطار، وانهارت أجزاء كبيرة منه من قبل، وتم إصلاحه بعد استغاثات الأهالي، ونتيجة الفساد والإهمال لم يتم إصلاحه بالطريقة الصحيحة إذ تم تحجيره فقط ولم يتم ردمه أو رصفه مما يؤدى لوقوع حوادث يوميا، كما أن طريق "أبوالمطامير- كفر الدوار" غير صالح للاستخدام الآدمى، وبه 110 مطبات غير قانونية مما يؤدى إلى كوارث يومية، إضافه إلى تآكل الطبقة الأسفلتية في بعض المناطق مثل كوم الفرج وسيدي غازي وكوم البركة وصولا إلى كفر الدوار، الذي تمر به أعداد كبيرة من سيارات العمالة الزراعية وكمية جرارات محملة بالأحجار والرمال والزلط، في حين لا توجد أي أعمال صيانة للطريق. ويعتبر طريق "دمنهور – المحمودية – رشيد" أحد أكثر الطرق من حيث معدلات الحوداث في المحافظة، فالطريق فردي ولا يتسع لأكثر من سيارة، وبالرغم من ذلك فهو يعمل في الاتجاهين، إضافة إلى سوء حالة الرصف في كل الطريق، ولذا فإنه يعتبر من أكثر الطرق من حيث عدد المطبات الصناعية غير القانونية، ويكاد يكون أمام كل منزل مطب صناعي. وبعد توسعة طريق كورنيش الإسكندرية، وإنشاء طريق دولي داخل مدينة يدخلها مليون زائر في فصل الصيف، ليس بها أنفاق أو إشارات مرورية كافية، أصبح طريق الموت يشهد مصرع 3 أشخاص يوميًا، إلى جانب عدد من المصابين. ويؤكد المستشار سامي مختار، رئيس الجمعية المصرية لرعاية مصابي حوادث الطرق ل«البديل» أن العنصر البشري وتعاطي المخدرات، إضافة إلى غياب المعايير الفنية لدخول السيارات مصر، وزيادة عددها مع قلة الطرق، أسباب مباشرة لانتشار حوادث الطرق، مضيفا أن آخر إحصائية سجلت أن هناك 14 ألف قتيل و60 ألفا مصاب سنويا نتيجة حوادث الطرق على مستوى الجمهورية. وأوضح أن أسباب حوادث الطرق ترجع إلى افتقار التصميم الجيد، وعدم استيعاب الطرق للسيارات، فمنذ عام 1952 وحتى الآن تضاعف عدد السيارات فيما لا تزال الطرق كما هي، إضافة إلى العامل الفني المتمثل في السيارة نفسها، إذ لا توجد في مصر مواصفات فنية لدخول السيارة، فقد صدر قرار من وزير الصناعة قبل ثورة 25 يناير بوضع 10 مواصفات فنية كشروط لدخول السيارات إلى مصر، ولكنها لم تطبق حتى الآن، بجانب أن القانون يقرر إنهاء ترخيص سيارات الأجرة التي مر عليها 25 عاما، مطالبا أن يشمل هذا القرار السيارات الملاكي أيضا والكشف الدوري عليها. وتعد طرق "القاهرةالسويس والعين السخنة" الواصلة إلى محافظة البحر الأحمر هي الأكثر في نسبة الحوادث، والتي تختلف أسبابها ما بين عدم صيانة الطرق وانعدام التواجد المروري والسرعة الزائدة وإهمال السائقين، مما جعل هذه الشبكة من الطرق ضمن الأعلي من حيث نسبة الحوادث في مصر، والتي قدرت خلال عام 2016 ب993 حادثا، نتج عنها وفاة 244 وإصابة 993، وذلك بحسب تقرير رسمي صادر عن مديرية الصحة والسكان بالسويس، وأكد التقرير على ارتفاع عدد الحوادث بشكل سنوي حيث بلغت الحوادث عام 2015 "764" حادثا، ونتج عنها وفاة 232 وإصابة 764. أوضحت أماني جلال، المتحدث الإعلامي لمديرية الصحة والسكان بالسويس، أن طريق "العين السخنة – السويس" يمثل 50% من إجمالى الحوادث المروية في الطرق الموجودة بالمحافظة، ويعد من أخطر 5 طرق في مصر ينتج عنها حوادث شبه يومية، إلى جانب وصلة طريق طولها 650 كيلومترا، تبدء من "رأس سدر" وحتى "طابا" هي الأكثر ضمن نسبة الحوادث، والتي تشهد عدد ضحايا لحوادث الطرق بشكل شبه يومي مثل "نويبع – دهب" هذا العام. وعن الوضع في محافظة الدقهلية، قال اللواء أحمد رأفت، رئيس مركز المنصورة، إن طريق طناح المنصورة الذي يطلق عليه الأهالي "طريق الموت" يتبع الهيئة العامة للطرق والكبارى، وعندما زار وزير النقل المنصورة منذ شهر وعد بحل المشكلة، مشيرا إلى أن مشكلة الطريق هى قضية منظورة أمام النيابة؛ بسبب المقاول الذي أسندت إليه أعمال صيانة الطريق، حيث تم حسابه بأسعار قديمة وهو الآن يعترض ويرفض البدء في الصيانة. وأوضح المهندس الاستشاري ممدوح حمزة، أن حوادث الطرق السريعة والصحراوية، تسببت فيها عدة عوامل من أهمها، التصميم الخاطئ للمنحنيات والارتفاعات في طرفي الطرق و"الدورانات"، بالإضافة إلى عدم وجود مطبات صناعية مناسبة لتحجيم سرعة السيارات، إضافة إلى عدم وجود أعمدة إنارة أو لوحات فسفورية إرشادية، أو رادارات لالتقاط المخالفين. وأضاف أن هناك مناطق في غاية الخطورة تكثر فيها الحوادث ومنها ملفات مدينة أبوزنيمة، ثاني مدن جنوب سيناء بعد مدينة رأس سدر بنحو 80 كم، وتبلغ مسافة تلك الملفات 22كم، وهي شديدة الخطورة لكثرة المنحنيات بها، فضلًا عن أن الطريق فردي وليس مزدوجًا، إلى جانب وجود "الجمال" التي تعترض طريق المواطنين ليلًا ونهارًا دون رادع لأصحابها، وما أكثر الحوادث التي وقعت من جراء "جمال" اعترضت الطريق فجأة مع اختفاء الإنارة ليلًا .