4 طرق صحراوية تربط محافظة قنابمحافظاتسوهاجوالبحر الأحمروالأقصر أصبحت مصائد لأرواح الأبرياء ولا يمر يوم دون وقوع قتلي ومصابين لانعدام الخدمات. فالطرق أصبحت مزدحمة ومظلمة واللوحات الإرشادية غائبة والحفر والمطبات في كل مكان وغياب الرادار يشجع السائقين علي السرعة الجنونية وبعضهم يقودون تحت تأثير الأقراص المخدرة أما الاسعاف فإنها تصل بعد فوات الأوان. كشف تقرير رقابي عن أرقام مفزعة لحوادث الطرق بقنا يبلغ طولها 1600 كيلو متر تربط المحافظة بمحافظاتالبحر الأحمروسوهاجوالأقصر خلال 6 شهور في الفترة من أكتوبر 2015 حتي نهاية مارس 2016 حيث وقع 402 حادث راح ضحيتها 587 مواطناً ما بين قتيل وجريح وتسبب في تلف 968 سيارة متنوعة. أكد التقرير أن أهم أسباب الحوادث السرعة الزائدة والتخطي الخاطيء وعدم الصيانة الدورية للسيارات وضعف الخدمات المرورية وعدم وجود الإضاءة والعلامات المرورية والإرشادية وكثرة المنحنيات وكشف التقرير عن مفاجأة بانخفاض الحوادث علي الطرق الزراعية بنسبة 75% بسبب إنارة مسافات كبيرة منها وكثرة المطبات الصناعية وانخفاض معدل مرور السيارات النقل والأجرة عليها. يقول أحمد عبدالراضي مدير مكتب توزيع دار الجمهورية بقنا: منذ سنوات طويلة ونحن نطالب بإنشاء طرق صحراوية جديدة تنقذنا من الطرق الزراعية القديمة التي أصبحت تمر وسط الكتل السكنية واستبشرنا خيراً بإنشاء طرق قنا - نجع حمادي وقنا - الأقصروقنا - سوهاج إلا أن هذه الطرق تحولت إلي مصائد لأرواح أبنائنا فلا يمر يوم دون وقوع حوادث بأضعاف ما كان يحدث علي الطرق الزراعية ولعل أخطرها طريق قنا نجع حمادي الذي أصبح هو طريق الموت السريع وشهد حوادث تسببت في كوارث ومآسي إنسانية راح ضحيتها أسر بأكملها بسبب انعدام الخدمات والمرافق والرقابة المرورية. أكد بركات الضمراني مدير مركز حماية لحقوق الإنسان أن معظم حوادث الطرق تقع بسبب أخطاء السائقين وقياداتهم السيارات بسرعة جنونية لتحقيق أكبر عائد وسداد أقساط السيارات في البنوك وساعدهم علي ذلك عدم وجود الرادار لمراقبة السرعة. بالإضافة إلي عدم قيامهم بإجراء الصيانة الدورية للسيارات وكثيراً ما وقعت حوادث مأساوية بسبب انفجار أحد إطارات السيارات أو حدوث كسر مفاجيء أو عطل في الفرامل. قال عادل عبدالموجود - ناشط سياسي: إن طريق قنا - سوهاج - البحر الأحمر ليس به فواصل بين الاتجاهين ويجب استخدامه اتجاه واحد خاصة بعد أن أصبح الطريق الرئيسي لربط محافظات الصعيد والبحر الأحمر بالوجه البحري مما زاد الكثافة المرورية عليه ويجب الإسراع في العمل علي ازدواجه. بالإضافة إلي إنارة الطريق حيث إن الطريق كله مظلم باستثناء المسافات المرتبطة بمدخل المحافظات مما يتسبب في كثير من الحوادث. بالإضافة إلي طبيعة الأرض الصحراوية للطريق التي جعلت أجزاء منه مرتفعة وأخري منخفضة مما يتسبب أحياناً في حوادث خاصة بالنسبة للسائقين الذين يسيرون به لأول مرة. قال خالد حمزة - صيدلي: إن طريق قنا - سفاجا تحول إلي طريق الدم حيث انشئ منذ أكثر من 40 عاماً ولم يتم زيادة عرضه طوال هذه السنوات التي تضاعفت فيها الكثافة المرورية عشرات المرات ومزال اتجاهين بدون فواصل مما تسبب في حوادث كثيرة لانعدام الخدمات وأبسطها غياب العلامات المرورية الإرشادية رغم كثرة المنحنيات الخطرة في الطريق مع انعدام العلامات الفسفورية وعيون القط في مثل هذه الأماكن الخطرة والتي وقعت فيها حوادث مروعة لهذا السبب. قال أحمد البشلاوي - أمين حزب مصر المستقبل بمحافظة قنا: إن الطرق الصحراوية تحولت من مطلب شعبي لتيسير التنقل بين الشمال والجنوب إلي مصائد للموت بسبب الحوادث المروعة بهذه الطرق والتي تتسبب في مصرع العشرات من الركاب دفعة واحدة ولعل السبب الرئيسي يعود إلي الغياب الكامل للرقابة المرورية حيث السرعة الجنونية للسائقين بسبب غياب الرادار تماماً عن الطرق. بالإضافة إلي قيام عدد من السائقين غير المؤهلين لقيادة سيارات النقل الثقيل أو الأجرة حيث يقوم التباع بقيادة السيارة في بعض المسافات لإراحة السائق الأساسي. وذلك لعدم وجود الكمائن المتحركة المفاجئة التي تمنع السائقين من ذلك. قال هشام قدوس أمين حزب مستقبل وطن بقنا إنه رغم انخفاض كثافة مرور سيارات النقل والنقل الثقيل علي الطرق السريعة الزراعية وكثرة المطبات الصناعية التي أنشأها الأهالي إلا أنها مازالت تشهد حوادث مروعة بسبب قرب الطريق من ترعة الكلابية ورغم أن الطريق مزدوج في اتجاهين إلا أن عرضه لا يزيد عن 12 متراً وطالبنا كثيراً بتوسعة الطريق ووضع مصدات خرسانية في المنحنيات الخطرة لمنع سقوط السيارات في الترع والمصارف المائية التي تقع علي طول الطريق من الجانبين. بالإضافة إلي وجود أشجار معمرة علي الطريق ويتسبب سقوطها المفاجيء أمام السيارات العابرة في حوادث مروعة خاصة في فترات هبوب الرياح الشديدة. أضاف أن تأخر وصول سيارات الاسعاف يتسبب في تفاقم حالات المصابين وارتفاع أعداد الوفيات خاصة بعد نقل كثير من السيارات المخصصة للإنقاذ علي الطرق من الطريق الزراعي إلي الطرق الصحراوية بعد ارتفاع نسبة الحوادث بها. أضاف يوسف الخطيب - موظف بشركة مطاحن قنا أن الحفر والمطبات أصبحت تغطي مسافات كبيرة من الطرق الزراعية نظراً للإهمال في صيانتها أو إعادة رصفها وشهدت حوادث كثيرة أثناء محاولة السائقين تفادي أحد المطبات. مشيراً إلي قيام أطفال بقيادة الجرارات الزراعية التي تسير ليلاً بدون أي أنوار أمامية أو خلفية خاصة أثناء موسم كسر ونقل محصول القصب إلي مصانع السكر. بالإضافة إلي سيارات الأجرة المتهالكة التي تنقل المواطنين بين القري وهو ما تسبب في حوادث كارثية.