تحولت الطرق الصحراوية الجديدة إلي نقمة بدلاً من أن تكون نعمة فكثيراً ما طالب أهالي قنا بإنشاء شبكة من الطرق الصحراوية بعد تحول الطرق الزراعية إلي طرق تخترق المناطق السكنية وسط المدن والقري مما أدي إلي ارتفاع نسبة الحوادث بها وبعد اكتمال شبكة من الطرق الصحراوية يزيد طولها عن 1600 كيلو متر تربط قنابمحافظاتالأقصروسوهاج والوادي الجديد والبحر الأحمر ظهرت الآثار السلبية في انعدام الخدمات والمرافق والرقابة المرورية في هذه الطرق مما حولها جميعاً إلي طرق للموت ونزيف الدماء. كشف تقرير لأحد الأجهزة الرقابية عن أرقام مخيفة لعدد الحوادث والمصابين بطرق قنا الصحراوية والزراعية حيث أكد أن المحافظة شهدت خلال الفترة من يناير 2014 وحتي نهاية أغسطس الماضي وقوع 342 حادثاً راح ضحيتها 483 مواطناً ما بين قتيل وجريح وتسبب في تلف 1038 سيارة تبلغ قيمتها أكثر من 130 مليون جنيه وكان أكثر الطرق في عدد الحوادث طريقي قنا سفاجا وقناوالبحر الأحمر الصحراويين. أرجع التقرير أسباب الحوادث إلي السرعة الزائدة والتخطي الخاطيء للسيارات وعدم الصيانة الدورية وضعف الخدمات المرورية وكثرة المنحنيات. ويري محمود فوزي تاجر أن معظم حوادث الطرق تقع بسبب أخطاء السائقين وقيادتهم السيارات بسرعة جنونية لتحقيق أكبر عائد نادي لسداد أقساط لسيارات في البنوك بالإضافة إلي عدم قيامهم بإجراء الصيانة الدورية للسيارات وكثيراً ما وقعت حوادث مأساوية بسبب انفجار أحد إطارات أو حدوث كسر مفاجيء أو عطل في الفرامل بالإضافة للإرهاق الذي يعاني منه السائقون خاصة سيارات النقل الثقيل ونومهم في نهر الطريق وأحياناً تناولهم الأقراص المخدرة لاعتقادهم أنها تساعدهم علي السهر. قال أبو بكر أحمد عبداللاه سائق إن طريق قناسوهاجالبحر الأحمر ليس به فواصل بين الاتجاهين ويجب استخدامه اتجاهاً واحداً خاصة بعد أن أصبح الطريق الرئيسي لربط محافظات الصعيد والبحر الأحمر بالوجه البحري وتضاعف أعداد الأوتوبيسات بعد أزمة السكك الحديدية مما زاد الكثافة المرورية عليه. طالب بإنارة الطريق المظلم باستثناء المسافات المرتبطة بمدخل المحافظات مما يتسبب في كثير من الحوادث مشيراً إلي أن طبيعة الأرض الصحراوية للطريق مناطق مرتفعة وأخري منخفضة مما يتسبب في وقوع الحوادث. أكد محمود الضبع عضو مجلس محلي المحافظة السابق أن طريق سفاجا تحول إلي طريق للموت السريع حيث انشيء منذ أكثر من 40 عاماً ولم يتم زيادة عرضه طوال هذه السنوات التي تضاعفت فيها الكثافة المرورية ومازال اتجاهين "الطالع والنازل" بدون فواصل مما تسبب في مآس إنسانية وأدي لمصرع أسر بأكملها بسبب ضيق الطريق وانعدام الإضاءة وغياب العلامات المرورية الإرشادية رغم كثرة المنحنيات مع انعدام العلامات الفسفورية وعيون القط في مثل هذه الأماكن الخطرة. أشار أحمد البشلاوي أمين حزب مصر المستقبل بمحافظة قنا أن الطرق الصحراوية تحولت إلي مصائد للموت بسبب الحوادث المروعة بها ولعل السبب الرئيسي يعود إلي الغياب الكامل للرقابة المرورية. أضاف المهندس حسني المغربي مدير عام بالكهرباء بأن الطرق السريعة الزراعية تشهد أيضاً حوادث كثيرة ومروعة وآخرها مصرع 10 أشخاص غرقاً بقفط منذ شهرين بسبب قرب الطريق من ترعة الكلابية ورغم أن الطريق مزدوج في اتجاهين إلا أن عرضه لا يزيد علي 12 متراً ولا يوجد فاصل بين الاتجاهين وطالبنا كثيراً بتوسعة الطريق ووضع مصدات خرسانية في المنحنيات الخطرة لمنع سقوط السيارات في الترع. أضاف أن تأخر وصول سيارات الإسعاف يتسبب في تفاقم حالات المصابين وارتفاع أعداد الوفيات. أشار هشام قدوس أمين حزب المؤتمر بقنا إلي قيام أطفال بقيادة الجرارات الزراعية التي تسير ليلاً بدون أي أنوار أمامية أو خلفية أثناء موسم حصاد ونقل محصول القصب إلي مصانع السكر بالإضافة إلي سيارات الأجرة المتهالكة التي تنقل المواطنين بين القري وهو ما تسبب في وقوع حوادث كارثية. اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا قال: إن المحافظة بذلت مجهودات كبيرة للحد من نسبة الحوادث وتم إنارة أكثر من 90% من الطرق الزراعية كما تم إنارة طريق قناالأقصر الزراعي بالكامل نظراً لكثافته المرورية العالية. أشار إلي تزويد نقاط الإسعاف بالطرق بعدد 92 سيارة إسعاف مزودة بأحدث الأجهزة الطبية وبها طاقم المسعفين المدربين وتعمل طوال 24 ساعة كما تم تزويد إدارة المرور بأجهزة رادار لمراقبة السرعة و5 أوناش لرفع السيارات المخالفة أو المعطلة علي الطرق السريعة.