تزايدت المطالب الخاصة بضرورة الإسراع بتنفيذ مشروع ازدواج الطرق الفردية بالبحر الأحمر، بعد ارتفاع عدد الحوادث التى تشهدها هذه الطرق، ما يسفر عن المئات من الضحايا والمصابين شهرياً، وفى صدارة هذه الطرق الفردية طريق «القصير- مرسى علم الساحلى» بطول 130 كيلومتراً، وطريق سفاجا- سوهاج الجديد الخالى من الخدمات الأمنية والمرورية. ويستحوذ طريق «سفاجا- قنا» على أعلى نسبة فى عدد الحوادث والضحايا والمصابين التى تشهدها المحافظة فى السنوات الأخيرة، حسب التقرير الصادر حديثاً عن مركز معلومات المحافظة وإدارة المرور، والتى يصل ضحاياه من القتلى والمصابين سنوياً ما بين 1200 و1500 من المصريين والسائحين الأجانب، حيث يعتبر الطريق أقدم وأهم طريق عرضى يربط محافظات الصعيد بمدن البحر الأحمر، وساهم فى النهضة السياحية والعمرانية التى تشهدها البحر الأحمر. ويصل طول الطريق الذى يبدأ من غرب مدينة سفاجا وينتهى عند مدينة قنا إلى 160 كيلومتراً، تحتوى هذه المسافة على نحو 130 من المنحنيات الجبلية شديدة الخطورة، ما يساهم فى زيادة عدد الحوادث. ويشهد طريق «سفاجا- قنا» أعلى نسبة كثافة مرورية على طرق البحر الأحمر ممثلة فى الأتوبيسات السياحية التى تعمل فى نقل السائحين بين مدن البحر الأحمر والأقصر فى التفويج السياحى اليومى، وحركة نقل المعتمرين والحجاج والركاب لميناء سفاجا البحرى وشاحنات نقل القمح المستورد من صوامع سفاجا إلى مطاحن مصر العليا وسيارات نقل البضائع ومواد البناء والمواد البترولية والتموينية، وأصبحت الضرورة ملحة لازدواج الطريق بعد افتتاح طريق سفاجا- سوهاجأسيوط الجديد والذى يلتقى مع طريق سفاجا قنا عند الكيلو 40. ورصدت «المصرى اليوم» وجود العشرات من المنحنيات الجبلية شديدة الخطورة على الطريق، حيث يمر الطريق بأحد الأودية الصحراوية المنخفضة التى تحيطها قمم جبال البحر الأحمر من الجانبين، وعبر عدد من السائقين والمواطنين المستخدمين للطريق أنهم يحملون أرواحهم على أكفهم أثناء السير على الطريق يومياً. ويؤكد رأفت النجار، عضو مجلس محلى سابق بسفاجا، أنه بالرغم من التواجد المرورى المتحرك والثابت على الطريق، ووجود رادارات مراقبة السرعات والعلامات المرورية التحذيرية والإرشادية، إلا أن ذلك لم يوقف نزيف دماء الضحايا على الطريق. وكشف النجار أن الطريق يسجل أعلى نسبة حوادث فى طرق المحافظة، سواء للمركبات السياحية أو سيارات نقل الركاب والملاكى والنقل الثقيل، مطالباً بسرعة قيام وزارة النقل بإعادة رصف الطريق وازدواجه وتعديل الوضع الحالى لهذه المنحنيات وتخفيف خطورتها حتى يتم وقف نزيف الدماء من المصريين والسائحين، واكتفت وزارة النقل بتخصيص 40 مليون جنيه فقط لازدواج 40 كيلومتراً من الطريق لم يتم الانتهاء منها منذ عامين. وقال بدوى عبدالكريم، مرشد سياحى يعمل بشركة سياحية بالغردقة، إن الشركات السياحية الأجنبية تضع طريق سفاجا- قنا على قائمة أخطر الطرق فى مصر التى تسير عليها المركبات السياحية، وإن عدداً من هذه الشركات ألغت رحلات التفويج السياحى لليوم الواحد من الغردقة للأقصر بسبب ارتفاع الحوادث وخطورة الطريق، حيث تدفع هذه الشركات تعويضات مالية كبيرة لضحايا حوادث السير على هذه الطريق. وأضاف «عبدالكريم» أن عدد المركبات السياحية التى تسير على الطريق يومياً يتجاوز نحو 400 سيارة، وأن أغلب الحوادث انقلاب فى المنحنيات أو تصادم لضيق الطريق. وكشف إبراهيم أبوعلى جعيز، رئيس مجلس محلى سفاجا السابق، أن طريق سفاجا- قنا تم إنشاؤه منذ 30 عاماً، ولم يتم أى توسعة له، وأن وزارة النقل قامت بوضع الطريق فى خطة الازدواج منذ 5 سنوات ولم يتم تخصيص ميزانية مالية للتنفيذ. وأكد جعيز على أن زيادة الحركة التجارية ونقل الركاب والمعتمرين والحجاج بميناء سفاجا البحرى لا تتناسب مع ضيق الطريق الذى لا يتجاوز عرضه 10 أمتار وسوء حالته الفنية، وظهور الحفر والمطبات وعمليات النحر بجوانب الطريق بسبب السيول والأمطار الغزيرة، مطالباً بسرعة البدء فى تحويل مسار الطريق بمناطق المنحنيات الخطرة ووضعها بطريقة هندسية وآمنة توقف الحوادث اليومية. من جانبه، أكد اللواء على شوكت، رئيس مدينة سفاجا، أنه تمت مخاطبة وزارة النقل لسرعة استكمال عملية ازدواج الطريق حتى الكيلو 85 مع الحدود الإدارية لمحافظة قنا، وأن المرحلة الأولى تم تخصيص 40 مليون جنيه لها بمنطقة المنحنيات الجبلية الخطرة بسفاجا للحد من الحوادث بهذه المنطقة، بالإضافة إلى الصيانة المستمرة لباقى الطريق حتى يتم ازدواجه. ويأتى طريق القصير- مرسى علم الساحلى بطول 130 كيلومتراً فى المرتبة الثانية لطرق الموت الأكثر خطورة بالبحر الأحمر، وذلك بسبب ضيق الطريق، حيث لا يتجاوز عرضه 10 أمتار وكثرة منحنياته وتزايد حركة النقل السياحى، بعد تشغيل مطار مرسى علم الدولى وزيادة الحركة التجارية والتعدينية بين الشلاتين والسودان، بالإضافة إلى تعرض الطريق لمخاطر السيول وتآكل جوانب الطريق وافتقاده العلامات الإرشادية. وأكد محمد عبده حمدان، أحد مؤرخى مدينة القصير، أن طريق مرسى علم- القصير هو أحد أجزاء الطريق الدولى الساحلى لربط مصر بالسودان، وشهد الطريق المئات من الحوادث للمصريين والسائحين بسبب ضيقه وكثرة المنحنيات، خاصة فى مناطق القرى السياحية، مطالباً وزارة النقل بإدراج هذا الطريق فى خطة الازدواج وتعديل مساره فى مناطق المنحنيات.