في مفاجأة من العيار الثقيل استطاع فريق ليستر سيتي أن يتوج بطلًا للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم «بريميرليج»، في نسخته الأخيرة 2015/2016 لأول مرة في تاريخه. الفريق الذي كان يصارع من أجل البقاء في الدوري الأقوى في العالم قبل نيله لقب البطولة بعامين، استغل تخبط أداء الكبار الموسم المنصرم بقيادة الإيطالي الداهية كلاوديو رانييري، وفاز بلقب الدوري على حساب الأندية الكبرى التي تجمع بين المال والتاريخ، مثل أرسنال وتوتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي. ما قدمه الفريق الإنجليزي خلال الموسم الماضي تجربة تستحق الاحترام، جعلت جمهور الكرة حول العالم والقائمين عليها يتحدثون عنها ويسعون لدراستها. ظاهرة ليستر سيتي لم تكن عابرة، حيث ظهرت من جديد خلال الموسم الجاري 2016/2017، على الصعيد العربي والأوروبي، عربيًّا ارتدى فريق مصر المقاصة عباءة ليستر سيتي، وبات يسير على طريقه، حيث يتصدر الدوري المصري بعد مرور أحد عشر أسبوعًا برصيد 27 نقطة، ويتبقى له مباراة مؤجلة لم يخضها بعد. الفريق الفيومي يقدم منذ تواجده في الدوري المصري عروضًا قوية للغاية، وبات ندًّا قويًّا للأندية الجماهيرية العريقه، ورغم رحيل عدد كبير من نجومه خلال فترات الانتقالات، إلا أنه لم يتأثر بذلك، وما زال يسير بخطى ثابتة بقيادة مدربه المخضرم إيهاب جلال، الذي يستطيع انتقاء اللاعب الذي يتأقلم بسرعة ويترجم تعليماته بشكل جيد داخل المستطيل الأخضر. مصر المقاصة يمتلك فريقًا جيدًا يقدم الكرة الأفضل خلال الموسم الجاري، ويعد الفريق الأكثر إقناعًا، متفوقًا على قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك. تجربة مصر المقاصة جعلت العديد من جماهير الكرة المصرية يتعاطف مع النادي الفيومي، ويتمنى تكرار سيناريو ليستر سيتي من جديد في الدوري المصري بفوز صاحب الرداء الأخضر بلقب الدوري هذا الموسم؛ لينهي هيمنة الأبيض والأحمر عليه. على جانب آخر لم يكن أحد يسمع عن فريق لايبزيج قبل تصدره المشهد في الدوري الألماني خلال الموسم الجاري، الفريق الذي تأسس في 19 مايو 2009، بدأ اللعب في بطولة أوبراليجا التي تضم أندية ألمانياالشرقية، ومن بعده انتقل للعب بالدوري المحلي، والذي بقى فيه موسمين. ثم تأهل لدوري الدرجة الرابعة، وفي موسم 2013/2014 ارتقى للعب في دوري الدرجة الثالثة، وفي الموسم الثاني صعد للدرجة الثانية، فشل في التأهل للدوري الممتاز في موسمه الأول، قبل أن يصعد الموسم الحالي، بعد احتلاله المركز الثاني بالدرجة الثانية الموسم الماضي، ليعيد أندية ألمانياالشرقية للأضواء من جديد. لكن لايبزيج الذي لم يمر على تأسيسه عشرة أعوام لم يأتِ للدوري الألماني للظهور فقط، بل جاء من أجل كتابة تاريخ جديد إن حدث، ستكون هي الأولى من نوعها في تاريخ الساحرة المستديرة أن يحصل فريق أسس حديثًا على لقب أحد الدوريات الأربعة الكبرى في أوروبا. لايبزيج يتصدر الدوري الألماني بعد مرور 12 جولة برصيد 30 نقطة، حقق الفوز في تسع مواجهات، وتعادل في ثلاث، ولم يخسر أي مباراة حتى الآن، يتفوق على كبار البوندسليجا وأسماء تعد من أباطرة اللعبة منذ معرفة الناس بها، وعلى رأسها بايرن ميونيخ صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة. متصدر الدوري الألماني يتلقى الكثير من النقد من جماهير ومسؤولي الأندية في ألمانيا، ويعتقد رالف هازنهوتل مدرب لايبزيج أن بعض هذه الانتقادات تأتي نتيجة لنجاح الفريق في الملعب. وقال المدرب لوسائل الإعلام الألمانية: «لا أعرف مدى تأثير ذلك على اللاعبين. يجب أن تسألهم. أما عن مدى تأثيره عليَّ شخصيًّا، فقد دخلنا عش الدبابير بسبب إنجازاتنا الرياضية، وهذا أمر طبيعي».