عبر المقالات السابقة، التى تطرقت فيها للمؤامرة الماسونية على مصر والمنطقة، وردتنى رسائل كثيرة تطلب منى الاستمرار فى الكتابة لما تحتويه الكتابة من معلومات متفردة خارج سياق التحليل السياسى والثقافى والإعلامى التقليدى للأحداث، بجانب تلك المتابعة الكبيرة التى أظهرتها المؤشرات المختصة لتلك المقالات، وعليه سأتجول معكم لتحليل تلك الأحداث وربطها جغرافيًا وتاريخيًا وسياسيًا بعضها ببعض، لكى نستطيع توضيح خطوط المؤامرة للجميع بكل سهولة ويسر. وفى هذا الشأن سنطرح سؤالاً مهمًا، كيف لدول أوروبا والغرب آن تسمح بوجود نظام إرهابى متطرف على حدودها؟ وعند الإجابة عن هذا السؤال ستتضح خيوط المؤامرة بقوة.. بالطبع أوروبا والعالم وكل المؤسسات الغربية تعلم أن أردوغان ذو أيديولوجية متطرفة إرهابية، وتلك هى إحدى المواصفات المهمة التى كان لابد من توافرها فى الأداة التى تجهزها الماسونية لكى تؤدى الدور المطلوب منها فى الأحداث الجارية منذ 2011 إلى الآن. وبجانب ذلك يلزم أن تتوافر سمات وصفات أخرى لكى يسهل تطويع تلك الأداة واستخدامها، تلك الصفات هى: الرعونة والاندفاع وعدم الاتزان النفسى «وأيضًا يكون على خلاف مع العقيدة العسكرية وعدم الإيمان بالقومية الوطنية» وتلك هى مكونات الرئيس التركى التى اختارته الماسونية وعقدت معه الاتفاق ليقوم بذلك الدور المرسوم والمطلوب منه، ولا ننسى أن أردوغان وحزبه أحد مشتقات جماعة الإخوان الإرهابية التى أنشأتها الماسونية البريطانية سنة 1928م. ولكى يكون لهذا الأراجوز الماسونى أنياب وقوة، فقد تم فتح الأبواب أمامه على مصاريعها فى جميع الاتجاهات، ليصبح قوة اقتصادية وسياسية ذات تأثير فى دائرة المؤامرة بالمنطقة. بالفعل اكتملت دائرة قوته، وجاءت لحظة استخدامه وكانت 25 يناير هى بداية الدور المرسوم له وهو مساعدة ومساندة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة إخوان البنا، وهى أم أدوات الماسونية التى انشقت منها كل الأدوات الإرهابية الأخرى. وبوصول تلك الجماعة إلى مقاليد حكم مصر، أيقنت الماسونية أن نجاح مؤامرتها على بعد خطوات من التنفيذ الذى كان سيبدأ بالقضاء على الجيش المصري، وبالفعل قد اتخذ العميل الماسونى لوكالة ناسا الفضائية محمد مرسى والذى كان له دور فعال فى خدمتها سابقًا، بالإرشاد عن العالم المصرى عبد القادر حلمى ومجموعته الوطنية وكان من ضمنهم اللواء حسام خيرت فى عملية الكربون الأسود، وقام بالتواصل مع قادة الإرهاب فى العالم لتكوين ميليشيات إرهابية لقتال الجيش ومؤسسات الدولة، وقد اتضح ذ لك أيضًا عن طريق زيارة قاسم سليمان الذى تم قتله منذ أيام قليلة على يد الأمريكان، عندما زار مصر أثناء حكم الإرهابى مرسى وقد تخفى فى ملابس مدنية ليقود فوجًا سياحيًا إيرانيًا وقد تقابل مع مهندس الإرهاب فى الجماعة خيرت الشاطر عدة مرات، واتفقا على كيفية تكوين ميليشيات مسلحة تقود الحرب ضد الجيش وضد مؤسسات الدولة، ولكن الأجهزة الأمنية المصرية أجهضت المخطط وأرسلت كل ما حدث بينه وبين الشاطر، صوتًا وصورة على جهاز تليفونه وطلبت منه الرحيل خارج الحدود المصرية. قرائى الأعزاء، المؤامرة الماسونية على مصر يُخطط لها منذ عشرات السنوات وتكلفت الكثير من المال والجهد، وأعتقد أن النظام الفائت للرئيس حسنى مبارك كان على علم بكل خيوطها، التى كان يمسك بها العملاق المخابراتى المصرى الراحل اللواء عمر سليمان، ولكن يؤخذ على نظام مبارك أنه لم يتخذ خطوات فعلية لقطع الطريق أمام الوصول إلى الداخل المصري، بل استخدم سياسة التجميد التى كان يستخدمها فى كل ملفات الدولة المصرية، والتى أوصلت مصر إلى أشلاء دولة عقب ما حدث فى 25 يناير ورجوعا للخلف قليلا لابد أن نسأل سؤالا، وهو: كيف وأين ومتى توفى الجنرال عمر سليمان؟ وهل لتلك المؤامرة ضغوط سابقة على الدولة المصرية للتخلص منه فى الانتخابات الرئاسية خوفا من وصوله إلى سدة الحكم؟ وبعدها تحملت قواتنا المسلحة والأجهزة السيادية التخطيط لمجابهة ذلك المخطط الملعون، الذى يفوق فى قدراته كل إمكانات دول الشرق الأوسط، وكان القرار بعدم الصدام مع المخطط ومحاولة ترويضه لحين الجاهزية لمجابهته، وتم السماح بوصول أقوى أدواته وهى الجماعة الإرهابية إلى مقاليد الحكم،وكان هذا أحد سيناريوهات الدولة المصرية لحرق تلك الأداة شعبيًا ومن ثم التخلص منها والاستعداد للمجابهة الخارجية. وبعد ثورة الشعب العظيم فى 30 يونيو، اهتزت أركان المؤامرة فى كل العالم وجن جنون أدواتها، لان ذلك يعنى فشل تلك الأدوات ومن ثم التخلص منها لعدم أداء دورها بالشكل المطلوب منها، وعليه خرج العميل الماسونى أردوغان كالمجنون يتراقص بأصابعه الأربع فى كل حدث ولقاء، وخرجت قناة الجزيرة الماسونية لتفبرك وتزيف الأحداث والأخبار والموضوعات، وتحاول أن تثبت للماسونية أنها ما زالت قادرة على أداء الدور. وبدأت الدولة المصرية التجهيز العسكرى للحظة المجابهة التى حتمًا ستفرض علينا، وبجانب ذلك استخدمت لغة التخطيط الإدارى السياسى على اعلى المستويات لمحاولة تحجيم وتطويع المؤامرة لحين جاهزية التعامل معها، وقد ساعد الدور المصرى على خطوات النجاح التى قطعها، وجود الرئيس الأمريكى ترامب الذى ليس من أبناء الماسونية بجانب امتلاكه القوة والرغبة فى تخليص أمريكا والعالم منها فاتخذ خطوات كبيرة جدًا فى تدمير أدواتها فى المنطقة العربية، فقد ساند القيادة السعودية فى التخلص من الوهابية التى صنعتها الماسونية الأمريكية منذ سنوات طويلة لتسخرها لخدمة أهدافها فى تفتيت المنطقة، وقد اتجه إلى التخلص من داعش فى العراق وسوريا وحاصر الإخوان فى كل مكان وساند القيادة المصرية بقوة ضد الجماعة الإرهابية. وفى ليبيا كان وما زال المسرح الأخير لإحداث الحرب الماسونية على مصر وقبل انتصار مصر فى ليبيا والقضاء على آخر خيوط المؤامرة، تحركت الماسونية ضد الرئيس الأمريكى الرجل القوى لكى تعاقبه وتهدده وكانت لحظة قرار مجلس النواب الأمريكى والتصويت بعزل الرئيس رسالة قوية من الماسونية لترامب، بأنه قد هدد أهدافها فى الشرق الأوسط. وكما ذكرنا فى مقالات سابقة أنه بعد ذلك تحرك وفد أمريكى ماسونى إلى ليبيا، وتقابل مع السراج الذى سارع خلال ساعات وذهب إلى أردوغان لتوقيع مذكرة التفاهم البحرية والأمنية، وعليه بدأت الأحداث تشتعل فى المنطقة ومحيطها وتوافد مئات الإرهابين من معسكرات أردوغان. وعلى الجانب الآخر ولإرضاء الماسونية قام الرئيس ترامب بقتل قاسم سليمانى زعيم فيلق القدس، الذى ساهم بشكل كبير جدًا فى التخلص من داعش فى العراق وسوريا، «وكأن ترامب يقول للماسونية: واحدة بواحدة فكما ساهمتِ فى القضاء على داعش الأداة الماسونية قتلت لكم قاسم سليمانى الذى ساهم فى القضاء على داعش. ومازال المشير حفتر يقود حربًا ضرويًا لتخليص ليبيا من أدوات الإرهاب الماسونية بمساندة مصر والشقيقة الإمارات والسعودية، ومن الخطأ الكبير الاعتماد على تدخل فرنسا وإيطاليا وألمانيا لان تلك الدول قد تم تطويعها ماسونيًا فى قرارها الإدارى والسياسي، وإن كانت فرنسا تحاول المقاومة فتلك الدول ستساهم فى فكرة التقسيم بين دولة ليبيا الغربية والشرقية، وهذا إليه تهدف له الحرب الماسونية على مصر فى أضعف أهدافها وهو وجود دولة داعشية على بعد قليل من حدودها. ولا ننسى سد النهضة والخطأ الكبير الذى ارتكبناه فى الاعتماد على أمريكا والبنك الدولي، فهؤلاء هم أدوات الماسونية الأقوى فى العالم ووجودهم هو بمثابة تشجيع وتثبيت للموقف الإثيوبى المتعنت الذى يقوده أبى أحمد رئيس الوزراء الذى تم منحه جائزة نوبل للسلام، وهو لا يملك أى تاريخ فى أى جانب أو تخصص ولكن كانت الجائزة دافعًا معنويًا له ليستمر فى المؤامرة على مصر فى سد النهضة. الوضع متشابك والحرب ليست كما يصورها البعض بأنها حرب مصالح، لكن هى فى الحقيقة حرب وجود بين مصر مركز الحضارات والثروات، وبين الماسونية والرأسمالية التى وصلت إلى نقطة الشيخوخة والموت ويلزم إيجاد عشب لها لكى تستعيد دورة شبابها وهذا العشب هو مصر. وسنستكمل فى المقالات اللاحقة بالتفصيل معركة طرابلس.