هى حرب يتم فيها احتلال عقلك لا احتلال أرضك، وبعد أن يتم احتلالك تستكمل أنت بالباقي، ستجد نفسك فى ميدان معركة لا تعرف فيها خصمك الحقيقي، إنها حرب ستطلق فيها النار فى كل اتجاه، لكن يصعب عليك أن تصيب عدوك الحقيقي، وبالأحرى هى حرب من يخوضها يكون قد اتخذ قرارًا بقتل كل شىء يحبه، إنها حرب تستخدمك أنت فى قتل ذاتك وروحك، وفى النهاية ستجد نفسك كنت تحارب بالوكالة لصالح رجل جالس فى مكان آخر اختار أن يخرج مشهدًا سينمائيًا جديدًا لفنون الانتحار الجماعي، حرب المنتصر فيها لم يدخلها ولم ينزل الميدان، وذلك بالضبط التوصيف الطبيعى لحالة حاملى السلاح فى ميدان الدماء الموجود بطول المنطقة وعرضها.. والجيل الخامس من الحروب أو ما يسمى الجيل الرابع المتقدم هو مخطط محكم من مخططات الماسونية الهدف منه الوصول بالدولة إلى دولة فاشلة غير قادرة على الإدارة الجغرافية والاقتصادية والسياسية للوطن، وهو نوع متطور من الحروب يستخدم العنف المسلح عبر مجموعات عقائدية مسلحة وعصابات التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة الأدوار الممنهجة، حيث يستخدم فيها من تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة والسبل الحديثة لحشد الدعم المعنوى والشعبي، والاختلاف بينها وبين الجيل الرابع هو أن الجيل الرابع كان يعتمد على تقنيات حرب اللاعنف، لكن الجيل الخامس يستخدم العنف بشكل رئيسى معتمدًا على التقنيات الحديثة ويُقصد بالتكنولوجيا المتقدمة الأسلحة المتطورة، والتى استخدمت ضمن تكتيكات حرب العصابات، مثل الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، والعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن، والأعمال الإرهابية ومهاجمة مدنيين أو هجمات انتحارية من أجل تحقق الأهداف باستنزاف وإرهاق الجيوش وإرغامها على الانسحاب من مواقع معينة، وفى الصين مثلاً تم استخدام هذه التقنيات فى مظاهرات حاملى السكاكين حيث ارتكب مهاجمون مسلحون بسكاكين، مجزرة حقيقية قتل فيها 30 شخصا فى محطة للقطارات جنوب غرب الصين، فى عملية لا سابق لها و«إرهابية» على حد وصف الشرطة الصينية.. هذا الجيل الجديد من الحروب الذى تواجهه المنطقة العربية الآن، نجحت مصر فى كبح جماحه عند اخر نقطة فى حروب الجيل الرابع والذى واجهته إبان 25 يناير 2011 حيث نجحت باقتدار أجهزة الدولة المصرية بقيادة القوات المسلحة فى احتواء مخطط هذا الجيل من الحروب ومن ثم كبح جماح سعاره، عن طريق تفويت الفرصة على التنظيمات الإرهابية المتمثلة فى جماعة الإخوان وكل مشتقاتها الإرهابية وهم الأدوات الرسمية للماسونية العالمية والذى كان مخططًا لها بحمل السلاح واستخدامهم كأدوات لحروب الجيل الخامس فى مصر لمواجهة الجيش ومؤسسات الدولة بالسلاح كما حدث فى الشقيقة سوريا والجارة ليبيا، لكن نجحت أجهزة الدولة المصرية بكشف الجماعة للشعب كجماعة إرهابية تستخدم كأداء ماسونية لتخريب مصر ومن ثم إخراجها من الحاضنة الشعبية والرمى بها خارج أسوار الوطنية، ولكن ما زال مخطط حرب الجيل الرابع الذى انتصرت عليه مصر قائمًا لأن هناك خطأ وقعت فيه مؤسسات الدولة بعد الانتصار على هذا المخطط، وهو أنها تركت اعضاء الجماعة الإرهابية يتحركون ويتواجدون ويتواصلون بكل ارتياحية فى كل مؤسسات ومفاصل الدولة، عندها أيقنت الماسونية ومعها تنظيم الإخوان العالمى أن الفرصة ما زالت متاحة للبدء مرة أخرى فى إشعال حرب الجيل الرابع مستغلين مساحة الحرية المتروكة للجماعة فى مصر، ففى الجمعة 20/9/2019 كان هناك ترتيب كبير غير مسبوق لإشاعة حالة من الفوضى والذعر فى الشارع المصرى عن طريق استخدام تقنيات تلك الحرب من أتباع تلك الجماعة فى قنوات الخارج بفبركة وتزييف أحداث تعمل على إشعال الشارع المصري، لكن كان الشعب المصرى على قدر المسئولية الوطنية واستطاع أن يقود المواجهة نيابة عن مؤسسات الدولة الإعلامية والسياسية بكشف ذلك المخطط ومجابهته وإحباطه على مواقع التواصل الاجتماعي، والقضاء على أمل البدء فى المخطط مرة أخرى يأتى عن طريق اجتثاث أدواته فى الداخل المصرى والقضاء عليها تمامًا، هنا الحل الأمثل للمواجهة، ورجوعًا إلى حروب الجيل الخامس سيتم فيه استخدام عمليات مركبة تتحالف فيها تقنيات حرب اللاعنف والميليشيات المسلحة والاختراق السياسى وأنماط من العنف المجتمعي. والجزء الجديد فى حروب الجيل الخامس هو صناعة تكتلات صراعية، على سبيل المثال صناعة حروب داخلية سياسية واقتصادية اجتماعية من داخل الدولة المستهدفة، واستنزاف هذه الدولة التى تعانى صراعات داخلية بمواجهة تهديدات خارجية عنيفة.. ولأن التفكيك الساخن يقوم على العنف بأشكاله المتعددة، فصاحب المخطط لم ينس أن يصنع لنا العدو السوبر، والذى يتم فيه إجبار الدول التى تشترك فى مصالح أو التى لديها القليل من القواسم المشتركة ضد عدو مشترك، حيث تتم صناعة «العدو السوبر» مثل داعش على سبيل المثال وبناء وشيطنة العدو حتى تستطيع أمريكا اختراق دول تخطط للاستيلاء عليها بالاستنزاف العسكرى والأمنى خارجها، خاصة أن محاربة تنظيم ليس له قوام رئيسى أشبه بالدخول فى حرب أشباح، وهذا هو المطلوب صناعة حرب استنزاف لطاقة الدولة الرئيسية ، وتشتيت تركيزها فى أنماط من الحروب الصغيرة والمتوسطة داخليًا وخارجيًا.