سيد قطب يعترف فى عام 1943 بتبنيه الفكر الماسوني حسن البنا يستخدم فى رسائله لقب «الأستاذ» أعلى درجات الماسونية عباس العقاد يصف البنا ب«خُط الصعيد» وزعيم عصابة الشر اتهام «الغزالى» ل«الهضيبى» بالماسونية وراء الإطاحة به من الجماعة طقوس «المبايعة» داخل الجماعة على شاكلة الطريقة الماسونية أثبتت أحداث التاريخ على مر القرون، أن الحقائق لا يمكن أن تختفى إلى الأبد، خاصة تلك الحقائق التى حرص المتورطون فيها على إخفائها، وطمس معالمها، والخداع والمناورة لمنع كشفها. ومن هذه الحقائق ذات الأبعاد الخطيرة، وكان ولا يزال لها تأثيرات ليس فقط سلبية، ولكن أيضاً تخريبية ودموية، حقيقة تبعية مؤسسى وزعماء جماعة الإخوان للحركة الماسونية العالمية، ذات الأفكار الهدامة من أجل بسط هيمنتها على العالم، خاصة المنطقة التى تضم دول منطقة الشرق الأوسط، وتدميرها بأيدى أبنائها، بعد أن نجحت فى تجنيد عملاء منهم لخدمة أهدافها. ولقد كان من الطبيعى أن تتلاحق الاتهامات للإخوان المسلمين بالانتماء للماسونية العالمية على أيدى المراقبين والباحثين والمحايدين؛ بسبب مسلكهم الذى ينعدم فيه الانتماء للوطن والأرض والدين.. ولكننا سوف نورد فى السطور القادمة بعض ما قاله قادة جماعة الإخوان أنفسهم وبما يؤكد هذه الاتهامات. والماسونية - لمن لا يعرف - حركة سرية عالمية، عرفت بغموض النشأة والأهداف، واسعة الانتشار والنفوذ، خاصة فى أوساط الطبقات السياسية والاقتصادية والثقافية العليا فى المجتمعات ذات التأثير فى صنع القرار السياسى لتجنيد عملاء لها فى هذه الأوساط، ويؤكد كثيرون أنها حركة يهودية الأصل والتوجه والممارسة، وذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية، ومن أبرز من كشف حقيقة ارتباط جماعة الإخوان بالماسونية قادة بارزون من نفس الجماعة، أمثال سيد قطب، والشيخ محمد الغزالى، وحسن الهضيبى، والشيخ سيد سابق، والمهندس عبدالرحمن السندى، مؤسس النظام الخاص، فضلاً عن عدد من المفكرين أمثال عباس العقاد، ورفعت السعيد، وثروت الخرباوى. ومن ثم يعتبر كشف هذه الحقائق - بعد توثيقها بأيدى وألسنة أصحابها - يعتبر أمراً حيوياً فى مواجهة المخططات الماسونية التخريبية، وعاملاً مهماً فى تعرية زعماء جماعة الإخوان من الغطاء الدينى الزائف الذى يحاولون أن يتلحفوا به؛ ليخفوا حقيقة هويتهم الماسونية، وبالتالى مواجهة أفكارهم الهدامة وإظهار حقيقة متاجرتهم بالدين لخدمة أهداف الجماعة السلطوية التى تخدم فى نفس الوقت أهداف الحركة الماسونية العالمية، وكذا تعارض أفكار الجماعة مع صحيح الدين، كما توضحه آيات القرآن والسنة الصحيحة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. «العقاد» يتهم «البنا» بالماسونية لمن لا يعرف من شباب المصريين، فإن عباس العقاد، يعتبر من عباقرة الكتاب والصحفيين المصريين الذين برزوا على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية فى القرن العشرين. شهد له الجميع بوطنيته وشجاعته فى مواجهة أعداء الأمة فى الداخل والخارج، حيث تصدى بشجاعة لأهداف الاستعمار الإنجليزى والرجعية والملكية والشيوعية، فضلاً عن كتاباته الإسلامية الشهيرة.. وأبرزها «الله» و«عبقريات محمد وأبوبكر وعمر وعلى وخالد بن الوليد»، كما كان العقاد من أوائل الكتاب المصريين الذين واجهوا جماعة الإخوان، وكشف أن جد مرشد الجماعة «حسن البنا» كان يهودياً يعمل ساعاتياً فى المغرب، وعرف باسم عبدالرحمن الساعاتى، ثم قدم إلى مصر وعمل بنفس المهنة فى السكة الجديدة، حيث كان يعمل معظم اليهود بمهنة بيع وتصليح الساعات. وقد كتب العقاد عدة مقالات كشف فيها عن حقيقة جماعة الإخوان وتبعيتهم للماسونية العالمية والاستعمار البريطانى، وخدمة أهداف إسرائيل ومخططاتها فى الوقت الذى كانت فيه الجيوش العربية تخوض حرب 1948 ضدها دفاعاً عن فلسطين والمقدسات الإسلامية هناك، مما عرضه لتهديدات بالتصفية من قِبل هذه الجماعة، ومن أبرز كتابات العقاد التى فضح فيها جماعة الإخوان ما نشره فى صحيفة الأساس فى 22 ديسمبر 1948، اتهم فيه الجماعة وقادتها بالجهل وضيق الأفق وارتكاب الشرور والآثام باسم الدين، كما اتهمهم بخداع الناس بشعارات دينية براقة يتاجرون بها، هى كلمات حق يراد بها باطل، وفى مقال آخر بنفس الصحيفة «الأساس» فى 2 يناير 1949 تحت عنوان «فتنة إسرائيلية»، قال العقاد «إن الفتنة التى ابتليت بها مصر على أيدى العصابة التى تسمى نفسها (الإخوان المسلمين) هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس»، ثم طرح العقاد سؤالاً: «عن هذه المشابهة فى التدبير والتنظيم هى التى توحى إلى الذهن أن يسأل: «لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين»، ثم يجيب «العقاد» كاشفاً عن جد حسن البنا: «عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة، ونسأل من هو جده؟ إن كل ما يقال عنه إنه من المغرب انتقل إلى مصر، وإن أباه كان ساعاتياً فى السكة الجديدة، والمعروف أن اليهود فى المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة.. إننا أمام رجل مجهول الأصل، مريب النشأة، يثير الفتنة فى بلد إسلامى وهو مشغول بحرب الصهيونيين، ويجرى فى حركته على النهج الذى اتبعه دخلاء اليهود والمجوس لهدم الدولة الإسلامية من داخلها بظاهرة من ظواهر الدين»، ثم يختم «العقاد» مقاله قائلاً: «أغلب الظن أننا أمام فتنة إسرائيلية فى نهجها وأسلوبها إن لم تكن فتنة إسرائيلية أصيلة فى صميم بنيتها». وفى مقال آخر، فى صحيفة الأساس فى 17 يناير 1949 كشف «العقاد» عن التفكير والممارسات الإجرامية لجماعة الإخوان، ووصفها بأنها «جماعة من المجرمين.. بل هم مجرمون فى الصميم، وأن حسن البنا مرشد الجماعة هو أيضاً مجرم مثل خُط الصعيد، زعيم العصابة الإجرامية الشهيرة»، ثم عاد «العقاد» فى مقاله فى 4 فبراير 1949 أكد فيه أن الإخوان لا يمثلون الإسلام، ولم يكونوا يوماً لهم موقف محدد من المسألة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزى، محذراً من أنهم «نكبة على الأمة». مغزى تغيير «الساعاتى» إلى «البنا»!! ومن الجدير بالذكر، أن الاتهامات بالماسونية قد أحاطت بحسن البنا ووالده وعائلته بسبب العديد من الظواهر المشبوهة، وغموض أصل العائلة واسمها.. ولعل أخطر هذه الظواهر هو اسم «البنا» ذاته، وهو مستعار وليس اسماً للعائلة، ولقد أورد شقيقه جمال البنا اعترافات خطيرة تتعلق بهذا الاسم فى كتابه «خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه» - الناشر دار الهلال عام 2009، حيث ذكر فى ص 17، أن الاسم الأصلى لوالد حسن البنا هو أحمد عبدالرحمن محمد، وأنه كان يعمل فى مهنة إصلاح الساعات، كما يكتب وينشر بعض الكتب الدينية. فقد كان يطلق على نفسه فى البداية اسم (الساعاتى)، وأصدر بهذا الاسم كتابه الدينى الأول فى عام 1913 بعنوان (الفوائد اللطيفة فى شرح ألفاظ الوظيفة)، وجعل اسم المؤلف (أحمد عبدالرحمن الساعاتى) كما تقدم لوظيفة المأذون بنفس الاسم، وصدر قرار محكمة رشيد بتعيينه مأذوناً للمحمودية بمحافظة البحيرة باسم (أحمد عبدالرحمن الساعاتى) (كما جاء فى ص21)، ثم استجد بعد ذلك الاسم الثالث الغريب والغامض (البنا)، وبدأ استخدامه مع بداية الأربعينيات فأطلقه على ابنه ليصبح (حسن البنا)، ثم بعد ذلك أطلقه على نفسه عندما نشر كتابه الدينى الأخير بعنوان «الفتح الربانى»، حيث جعل اسم المؤلف (أحمد عبدالرحمن البنا). ولقد كان سهلاً على جمال البنا، أن يبرر فى كتابه إطلاق أمريكا (الساعاتى)، حيث ذكر أنه كان يشير إلى مهنة إصلاح الساعات التى كان يمتهنها والد حسن البنا وابنه يعملان فيها، أما صفة (البنا) الغريبة فلم يستطع جمال البنا أن يجد أى مبرر لإطلاقها وإلصاقها فى توقيت محدد بحسن البنا ووالده، ولكن جمال البنا اعترف اعترافاً خطيراً بأن إطلاق هذه الصفة قد تم بعد عشر سنوات من ظهور جماعة الإخوان المسلمين، وبعد أن اشتد ساعدها وانتقلت إلى بؤرة الصراع السياسى فى مصر!!، حيث قال فى ص 41: «إن الصفة التى التصقت بالشيخ فى أيامه الأولى فى المحمودية ثم السنوات العشر الأولى فى القاهرة كانت هى «الساعاتى».. ولم يبرز اسم البنا إلا فى الفترة اللاحقة، وقد اختار الصفة الأولى - البنا - لنجله حسن والصفة الثانية - الساعاتى - لنجله عبدالرحمن، وقد أخذت صفة البنا التى أضفاها على ابنه الإمام الشهير تشتهر وتكسب ذيوعاً». ومن الملاحظات المهمة التى لا يمكن إغفالها أن كلمة (البنا والبنائين) هى الترجمة المباشرة لكلمة MASON (الماسونى والماسونيين)، كما يتفق إطلاق اسم البنا بعد عشر سنوات من ظهور الجماعة - كما اعترف جمال البنا - مع ما أعلنه حسن البنا نفسه فى مجلة النذير عام 1938، بأن الجماعة بعد عشر سنوات قد آن لها أن تنتقل من مرحلة الدعوة الهادئة إلى مرحلة الصراع، وفرض رؤيتها وإرادتها بالقوة على كل المخالفين لها. ومن الجدير بالذكر، ونحن نتوقف أمام هذا الغموض والإخفاء للاسم والنسب الحقيقى لحسن البنا، أن اليهود قد نجحوا فى اختراق الكثير من المجتمعات الإسلامية طوال القرون الماضية عن طريق زرع بعض اليهود الذين كانوا يخفون حقيقتهم اليهودية، ويتسترون خلف اسم إسلامى؛ لنشر الفوضى ومحاربة الإسلام، وتنفيذ المخططات اليهودية داخل المجتمعات الإسلامية، وكان هؤلاء اليهود يخفون الاسم الأصلى والشخصية الحقيقية لهم حتى يمكنهم القيام بهذا الدور، ولقد كان أشهر مثال حديث ومعروف لهذا الاختراق اليهودى للمجتمعات الإسلامية هو ما قام به (يهود الدونمة) فى تركيا فى أوائل القرن العشرين، حيث كان اليهود الأتراك يخفون أسماءهم اليهودية ويتخذون أسماء إسلامية، ويتظاهرون بالإسلام ويؤدون فرائضه الظاهرة، بل ويرفعون أيضاً الشعارات الإسلامية الحماسية حتى تمكنوا من الوصول إلى مواقع السلطة، ثم أسهم كل منهم بدوره المرسوم فى محاربة وهدم كل ما هو إسلامى فى المجتمع التركى، وإبعاد الأتراك المسلمين عن دينهم بكل الأساليب والوسائل تحت شعارات الإصلاح والتقدم والنهضة.. وغيرها، وقد تناولت عشرات الكتب حقيقة (يهود الدونمة). اعترافات حسن البنا اعترف على عشماوى - آخر قادة التنظيم الخاص - فى كتابه (التاريخ السرى لجماعة الإخوان المسلمين) مركز ابن خلدون عام 2006 بأن سيد قطب أخبره بأن حسن البنا كان يعلم بأن هناك من القوى المعادية للإسلام (من أدخلوا إلى الجماعة بعض أعضائهم.. أو جندوا من داخل الجماعة أفراداً يعملون لصالحهم)، وقال فى ص 174: «وذكر على سبيل المثال أن الدكتور محمد خميس حميدة كان ماسونياً بدرجة عالية من الماسونية، وقد وصل إلى أن أصبح وكيل عام الجماعة، وأن الحاج حلمى المنياوى كان ممثلاً للمخابرات الإنجليزية». ثم أضافت: «والواقع أن مسألة اختراق الجماعة من أعلى عن طريق الماسونية أو المخابرات الإنجليزية وغيرها كان أمراً غريباً علينا.. إلا أن بعض الإخوان الآخرين غير الأستاذ سيد قطب قد أشاروا إلى هذا الأمر»، ثم أضاف: «وقد قال الأستاذ سيد قطب إن الأستاذ البنا كان يعلم هذه الأمور، ولكنه لم يجهر بها لباقى الإخوة، فقد كان يتصرف بحكمة وكان يخفى عن هؤلاء الناس الأسرار التى لا يريد أن يعرفوها». وقال الكاتب فى ص11: «بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية، والتى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب عن عبدالرحمن السندى، والدكتور محمد خميس، بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان التى كانوا يعتبرونها أمجاداً لهم». وورد فى كتب ومذكرات العديد من أعضاء التنظيم السرى للإخوان المسلمين المسمى «التنظيم الخاص»، والذى كان مكلفاً بالقيام بالأعمال الإرهابية، أنهم كانوا يقومون جميعاً بالمبايعة على الانضمام إلى التنظيم عن طريق الطقوس المأخوذة عن الماسونية.. حيث كان يجرى أخذ البيعة بشكل سرى فى منزل قديم وفى غرفة مظلمة ومع شخص غامض يخفى معالمه عن طريق ملاءة كبيرة تغطى وجهه وأعلى جسده. ويقسم العضو الجديد أمامه وهو يضع يده فوق المصحف والمسدس على الطاعة والمحافظة على أسرار الجماعة، وإلا كان مصيره المؤكد هو القتل والهلاك!! وهذه الطقوس مأخوذة بكاملها عن الماسونية!! وقد أورد هذه التفاصيل الدكتور محمد عساف، أمين المعلومات بالجماعة، فى كتابه (مع الإمام الشهيد حسن البنا) الذى نشرته مكتبة عين شمس بالقاهرة 1993، حيث قال فى ص 154: «فى يوم من أيام مايو عام 1944 دُعيت أنا والمرحوم الدكتور عبدالعزيز كامل، الذى عُين وزيراً للأوقاف فى أواخر أيام الرئيس جمال عبدالناصر لكى نؤدى بيعة النظام الخاص.. وقد تم ذلك فى بيت فى حارة الصليبة بين السيدة زينب والقلعة، وقد دخلنا غرفة مظلمة يجلس فيها شخص لا نراه، وعلى المنضدة مصحف ومسدس، وطلب من كل منا أن يضع يده اليمنى على المصحف والمسدس ويؤدى البيعة بالطاعة للنظام الخاص. وكان موقفاً يبعث على الرهبة، وخرجنا معاً يكتم كل منا غيظه.. فقال «عبدالعزيز»، إن هذه تشبه الطقوس السرية التى تتسم بها الماسونية، ولا أصل لها فى الإسلام، وصدقت على كلامه.. ثم عُينت أنا وعبدالعزيز كامل مستشارين للنظام الخاص. وقد أورد التفاصيل كتاب (الإخوان المسلمون والنظام الخاص لأحمد عادل كمال، الأهرام للإعلام العربى عام 1986). ومن الجدير بالذكر، أنه كانت هناك بيعة عامة يبايع عليها الإخوان المسلمون، وهى البيعة المعروفة التى تبدأ بالتوبة والاستغفار، ثم المعاهدة على نصرة الإسلام. وهذه البيعة تتم علناً. أما بيعة النظام السرى الخاص فكانت كما أوضحنا آنفاً على المصحف والمسدس، وتتم بشكل سرى لقادة الإخوان وأعضاء النظام الخاص الذين يدربون على تنفيذ عمليات إرهابية تتمثل فى أعمال قتل ونسف وتخريب.. وغيرها (كتاب محمود العساف - مع الإمام الشهيد حسن البنا) ص 155. الغزالى يكشف ماسونية الهضيبى: بعد إعدام المرشد الأول للجماعة حسن البنا حدثت خلافات كثيرة فيمن يتولى منصب المرشد، وكان محمد الغزالى، الركن الإخوانى المعروف من الطامعين فى هذا المنصب، ولهذا عندما تم انتخاب- أو تعيين- حسن الهضيبى خلفاً لحسن البنا حدث تبادل للاتهامات بين قيادات الجماعة، وخلافات كبيرة فى إدارة الجماعة؛ بسبب موقف الهضيبى من النظام الخاص. وفى هذا الإطار وجه «الغزالى» اتهامات صريحة للهضيبى بأنه ماسونى الفكر، فنجده يقول فى كتابه «من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث» - دار العدوة للنشر بالقاهرة - فى ص 226 «أكاد أوقن بأن وراء هذا الاستقدام (أى تعيين الهضيبى مرشداً) أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامى الوليد، فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة فى كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت». ثم يستطرد «الغزالى» قائلاً: «ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من (الماسون) بينهم الأستاذ حسن الهضيبى نفسه لجماعة الإخوان، ولكنى لا أعرف بالضبط، كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذى فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة». ثم يشكك «الغزالى» فى أسلوب وشكل وتوقيت تعيين الهضيبى مرشداً للجماعة، فيقول: «كان السيد حسن الهضيبى رجلاً ملكى النزعة والوجهة.. وكان صديقاً للإخوان عن بُعد.. كما لم يكن عضواً لا فى مكتب الإرشاد، ولا فى الهيئة التأسيسية». وفى هذا الشأن يقول «أحمد بان»، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن كثيراً من الإخوان كانوا يتهمون حسن الهضيبى بأنه «كان ذراع الماسونية التى اخترقت بها الجماعة». أما الباحث التاريخى سيد حامد، فقد فند بدايات اتهام الهضيبى بأنه ماسونى، فيقول: «كانت هذه المجموعة تستند إلى أن هناك تشابهاً كبيراً بين شعار جماعة الإخوان «وأعدوا» وشعار الماسونية! «البنائون». وكذلك التشابه بين مراسم الدخول فى الماسونية وطقوس الانضمام إلى «النظام الخاص»، والمتمثل فى القسم على المصحف والمسدس. كما أوضح سيد حامد، أن اتهامات الغزالى للهضيبى بالماسونية كانت سبباً فى فصل الغزالى عن الجماعة، ومعه عبدالرحمن السندى، وأحمد عادل كمال، وصالح عشماوى، وأحمد حسن زكى، ومحمود الصباغ، ومعظمهم من التنظيم السرى الخاص. وبخصوص تبعية جماعة الإخوان للحركة الماسونية العالمية، فقد ذكر محمد عبدالرحيم الشرقاوى، أحد مؤسسى تنظيم الجهاد، أنه صاحب كتاب «ماسونية الفرق»، والذى حرَّفه الظواهرى بعد ذلك فى كتاب «الحصاد المر»، حيث أكد «أننا فى بدايات السبعينيات لم نكن نستطيع الحديث عن أن «البنا» كان ماسونياً، وكنت أرمى فى كتابى (ماسونية الفرق) إلى أن الإخوان فى تاريخهم كانت لهم علاقة بالإنجليز من خلال مشروع قناة السويس، والتبرعات التى أخذوها من هناك، وكان الإنجليز فى غاية الرضا عنهم وعن جماعتهم، كما كان له علاقات بالبروتستانت ضد «البنا» بأنه يكفر الملك فى مدرسة الإسماعيلية». ويضيف «الشرقاوى»، «أن الهضيبى كان يمجد البروتستانت على وجه التحديد بالذات لما لها من علاقات مع الإنجليز فى الإسماعيلية، وما زال الإخوان فى أمريكا على علاقة بهم. وأن اختيارهم لمصطلحات مثل الأمة والسيادة للأمة والانتخابات كوسيلة سياسية نابعة من هذه العلاقات، لكى يرضى هذا التيار ويقولون عنه إنه ديمقراطى». وتستمر الحركة الماسونية العالمية فى تحقيق أهدافها وتنفيذ خططها فى بسط هيمنتها على مقدرات دول العالم وإخضاعها لها، وذلك من خلال نوادٍ متعددة الأسماء بزعم تنفيذ أعمال خيرية فى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والروحية والخدماتية، وتحت شعار الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان يجرى تسلل أعضاء الماسونية إلى مراكز صنع القرار التى حددتها لهم قيادة الحركة الماسونية، ليتولوا مسئولياتهم فى تنفيذ المهام المكلفين بها. ومن أبرز المؤسسات التى تخدم الحركة الماسونية نوادى الروتارى والليونز والأنرويل والتى تعمل تحت غطاء الأعمال الخيرية، واستقطاب النخب السياسية والاجتماعية والإعلامية التى تتصدر المشهد فى الدول المطلوب اختراقها. وكان آخر النخب التى تدير المشهد السياسى الدولى، وتتحكم فى صناعة القرار من وراء الستار، ما كشف عنه مؤخراً تحت اسم «مؤتمر بيلدر بيرج»، وهو أحد أكثر المؤتمرات سرية فى العالم. وهو تجمع سنوى خاص يضم ما بين 120 و150 شخصاً من النخبة السياسية الأوروبية والأمريكية وخبراء الصناعة، وعالم المال والأعمال، والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام، فضلاً عن تمثيل قوى لحلف الناتو فى هذا المؤتمر، والذى أسسه الأمير برنارد من هولندا، ويعتبر هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، عضواً شبه دائم فى هذا المؤتمر، والذى كشف بعض أعضائه عن حقيقة هدفه وهو إنشاء حكومة عالمية واحدة. سيد قطب يعترف.. لماذا صرت ماسونياً؟ لم يخف سيد قطب أنه كان ماسونياً، وربما يكون مفاجأة لأتباعه من الإخوان أن نكشف اعتراف قطب بذلك كتابة فى مقال له بمجلة «التاج المصرى - لسان حال المحفل الماسونى الأكبر الوطنى المصرى»، بتاريخ 23 أبريل عام 1943 يقول فيه: «كان أول سؤال قفز أمام عينى، وتجسم حتى طغى على من دونه، ذلك السؤال هو لماذا صرت ماسونياً؟»، ثم يجيب «قطب» عن هذا السؤال قائلاً: «الجواب من القلب للقلب - فعرفت عندئذٍ أننى صرت ماسونياً لأننى أحسست أن الماسونية بلسم لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذى الروح الظمآى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة، بل شعلات تضىء لى طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها باقى الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكى أكون مجاهداً من المجاهدين وعاملاً من العاملين». وهكذا يؤكد سيد قطب، أنه جندى من جنود الماسونية، يقاتلون فى سبيل تنفيذ مبادئها وأفكارها الهدامة، وهو ما يطرح سؤالاً بديهياً: ما طبيعة الجهاد الذى مارسه قطب خدمة لمبادئ الماسونية وأهدافها ومخططاتها؟! إجابة هذا السؤال تتمثل فى تحول سيد قطب أثناء زيارته لأمريكا عام 1950 من كاتب الأدب الإباحى (انظر مقاله فى الأهرام فى 7/10/1937 يطالب فيه بإنشاء مستعمرة للعراة فى مصر وعرى الشواطئ، وهو ما أكده الباحث والقيادى الإخوانى عصام تليمة فى صحيفة الدستور فى 9/9/2016).. إلى كاتب ومفكر إسلامى، دأب فى كتبه ومقالاته وكتابيه «معالم فى الطريق»، و«فى ظلال القرآن» على نشر الفكر التكفيرى، الذى يصم المجتمعات الإسلامية بالجهالة، ويكفر أهلها حتى وإن صاموا وصلوا وحجوا إلى البيت الحرام» - معالم فى الطريق ص 116 - ولا يكتفى بذلك بل نجده فى الكتاب نفسه يحرض أتباعه (الإخوان المسلمون) ويكلفهم بتقويض وهدم هذه المجتمعات الإسلامية التى كفرها بزعم أن حكامها لا يطبقون الحدود، ولا يحكمون بالشريعة الإسلامية، وإعادة أهلها إلى الإسلام، وهو ما نرى ثماره السامة فى الفتن التى تحرق المجتمعات الإسلامية اليوم، وتشيع القتل وسفك الدماء والخراب فى المجتمعات الإسلامية، على النحو الذى تمارسه جميع التنظيمات الإرهابية التى تولدت من رحم جماعة الإخوان وآخرها القاعدة وداعش. تلك هى حقيقة المهمة التخريبية والهدامة التى كلف بها سيد قطب منذ التحاقه بالمحفل الماسونى المصرى فى أربعينيات القرن الماضى، وتم صقلها وتفهمها خلال زيارته المشبوهة إلى أمريكا عام 1950، ووصفها سيد قطب بأنها «جهاد». ثم يستطرد سيد قطب فى اعترافه متسائلاً: «لماذا صرت ماسونياً؟ فيجيب عن نفسه: لقد صرت ماسونياً - لأننى كنت ماسونيا، ولكننى فى حاجة إلى صقل وتهذيب فاخترت هذا الطرق السوى لأترك ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل فنعم اليد ونعم البنائين الأحرار». نلاحظ فى إجابة «قطب» عن هذا السؤال الذى طرحه على نفسه أنه يقر ويعترف على نفسه بأنه كان منذ نعومة أظافره ماسونى المولد والهوية، وأن الماسونية بأفكارها ومبادئها الهدامة والمنحرفة تجرى فى جسده وروحه مجرى الدم فى العروق منذ أن وعى على الحياة، ولكنه كان فى حاجة إلى أن يُحوّل هذا الهوى الماسونى الذى تلبس روحه إلى من يترجمه إلى أيديولوجيا ومنهج يمكن أن يجتذب الناس، وهو بالفعل ما تم عندما استكمل تأهيله فى محافل الماسونية ومراكز البحوث والتدريب التابعة لها فى أمريكا، حيث تحددت مهمة «قطب» فى صياغة أيديولوجية تربط الدين بالسياسة على نحو يُشعل الفتن فى المجتمعات الإسلامية بعد تكفيرها، وبما يؤدى إلى تقسيمها إلى قسمين، أحدهما يؤمنون ويعتقدون فى أفكار سيد قطب ويجندون أنفسهم لتحقيقها بوسائل العنف والإرهاب، وقسم آخر يرفض الانقياد لهذه الأفكار والممارسات الهدامة، يصمهم «قطب» وأعوانه بالكفر، وبالتالى استحلال حرماتهم، وبذلك يمكن تقسيم البلاد الإسلامية سياسيَّاً وجغرافياً بين مؤيدين لجماعة الإخوان ومعادين لها، يحاربون بعضهم بعضاً، وبما يؤدى إلى إضعاف الجميع وسقوطهم فريسة التدخل الأجنبى، والتحكم فى واقع ومستقبل ومقدرات البلدان الإسلامية على النحو الذى نراه اليوم، هذا بالضبط ما كان يعنيه سيد قطب بتسليم نفسه إلى أيدى الماسونية بقوله «اخترت الطريق السوى ليد البناية الحرة مهمة التهذيب والصقل» كما نلاحظ فى إجابة سيد قطب عن سؤاله هذا، تكرار تعبير وكلمة «البناية الحرة» و«البنائين الأحرار»، وهو الاسم والصفة التى تلازم الماسونيين فى جميع وثائقهم ودعواتهم، أيضاً، مثل كلمة «النورانيون»، محاولين نسبة أنفسهم إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذى كان يمتهن «البناء» مهنة له، وكذا ابنه سيدنا إسماعيل، مصداقاً لقوله تعالى: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل»، وفى هذا الصدد يمكننا أيضاً أن نفهم كيف ولماذا أضاف جد حسن البنا لقب «البنا» إلى اسمه وأسماء ابنيه «حسن» و«عبدالرحمن»، وكان يسمى عبدالرحمن الساعاتى فقط كما ذكرنا آنفا، ولكنه أضاف لقب «البنا» ترسماً لشعار الماسونيين «البنائين». ويمضى سيد قطب فى إعجابه وتغزله بالماسونية فيصفها ب«الرجولة والإنسانية»، وأنها روح عالية نبيلة تسمو بالإنسان.. والمثل الأعلى لكل من ينشد كمالاً، ويبغى رفعة ومجداً، ثم يكشف «قطب» عن إعجابه بأخطر أساليب عمل الماسونيين، وهو العمل السرى قائل: «ليس الماسونى من تجرى له المراسم»، ويقصد طبعاً أن يقسم الماسونى عند بداية قبوله على المصحف والمسدس، كما يفعل حسن البنا مع كل من انضم إلى التنظيم الخاص بجماعة الإخوان، موضحاً «وإنما الماسونى من يعمل ولكن فى صمت دون ضجة أو إعلان». ثم يعرب «قطب» عن إعجابه بالماسونية؛ لأنها فى مفهومه «الوحدة التى تجمع بين الأديان، ولا تعرف للتحزب معنى، ولن تجد للتعصب مكاناً فى شرعيتها»، وحيث يعتبرها «التعويذة السحرية التى تؤلف بين القلوب جميعها فى أقصى الشرق أو أدنى الغرب»، وهو تعبير يكشف عن عالمية الحركة الماسونية العالمية ومساواة سيد قطب بين الإسلام واليهودية وغيرهما من الديانات، وأن الاندراج فى صفوفها والولاء والانتماء للماسونية يلغى الولاء والانتماء للأوطان، وهو ما يفسر محاربة جماعة الإخوان لفكرة الوطنية والقومية وجعل الولاء والانتماء فقط إلى الجماعة باعتبارها تعكس وحدها الانتماء للعقيدة الإسلامية، وذلك تحت شعار «أستاذية العالم»، كما يفسر أيضاً رفض جماعة الإخوان كل ما يتعلق بالأمن القومى والوطنى، وحض أتباعها على ترك الجيوش الوطنية وإفساد أسلحتها، والهروب من التجنيد الإجبارى، وتخريب منشآت الدولة.. من محطات قوى ومواصلات ومراكز تواجد الشرطة والجيش.. وهو ما فعلته جماعة الإخوان فعلياً عندما تولت السلطة والحكم فى مصر عام 2012، ثم عندما طردها الشعب المصرى فى ثورة 3 يوليو 2013، هذا فضلاً عما يتاجر به سيد قطب من شعارات الماسونية المعروفة «الحرية والإخاء والمساواة»، والتى أثبتت الأحداث أنها شعارات جوفاء، تتاجر بها جماعة الإخوان لخداع الناس عن حقيقة أهداف وممارسات الماسونية فى توصيل أتباعها إلى أعلى المناصب فى الدولة ليكونوا أدواتها لتنفيذ مخططاتها الهدامة. وفى ختام مقال سيد قطب «لماذا صرت ماسونياً؟» يعلن اطمئنان قلبه وهدوء نفسه وارتياح ضميره لالتحاقه بالمحفل الماسونى، ويعترف بتقصيره وذنبه فى حق الماسونية التى يصفها بأنها «أنبل وأسمى مبدأ إنسانى واجتماعى»، ولكنه يلتمس لنفسه العذر فى أنه «ما زال فى مبدأ الطريق»، ولكنه يتعهد للعمل بجد وجهد أعلى لتحقيق أهداف ومخططات الماسونية قائلاً: «سأترك الأيام وحدها أن تحقق أمنيتى فأنعم بأداء الواجب كاملاً غير منقوص». وقد نجح بالفعل سيد قطب فى تحقيق حلمه هذا فى خدمة الماسونية بما أمكنه تحقيقه من فتن وانقسامات وإسالة دماء وأعمال قتل وتخريب وتدمير فى المجتمعات الإسلامية، بواسطة أتباعه الذين اندرجوا فى خط الماسونية تحت اسم جماعة الإخوان المسلمين. التحريض على الإرهاب وهكذا أدركنا من واقع أقوال قادة جماعة الإخوان، أن الفكر الماسونى كان متجذراً فى عقولهم ونفوسهم بعد أن باعوا أرواحهم للحركة الماسونية العالمية سواء عن وعى أو جهل. لذلك لم يكن غريباً أن يحرض والد حسن البنا منذ البداية أتباع الجماعة على اللجوء إلى وسائل الإرهاب والعنف فى إجبار الناس على الانصياع لهم، فتقرأ له فى مجلة «النذير» مقالاً يقول فيه: «استعدوا يا جنود وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه، أمضوا إلى حيث تؤمرون، خذوا هذه الأمة برفق، وصفوا لهم الدواء، فكم على ضفاف النيل من قلب يعانى وجسم عليل وأعدوه فى صيدليتكم ولتقم على إعداده فرقة الإنقاذ منكم، فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً خطيراً فأزيلوه. استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذا الشعب فى آذانهم وقر وفى عيونهم عمى» (النذير - العدد الأول - أول محرم 1357ه)، وتماشياً مع هذه التعاليم التحريضية على الإرهاب والعنف لحسن البنا وأبيه من قبله، قال أحد مؤسسى الجهاز السرى للإخوان: «إن أعضاء الجهاز يملكون ودون إذن من أحد الحق فى اغتيال من يشاءون من خصومهم، فكلهم قارئ لسنة الرسول فى إباحة اغتيال أعداء الله» (محمود الصباغ - حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى جماعة الإخوان ص132)، وتلاحظ هنا أن مفهوم ومعنى كلمة «خصومهم» يصبحون «أعداء الله» ويقتلون، ثم يقول: «إن قتل أعداء الله - أى خصومهم- غيلة هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد جماعة الإخوان، وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله (ص 128). أما المادة 13 فى لائحة جهازهم الإرهابى: «إن أى خيانة أو إفشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام (ص 138)، أليس هذا بالضبط هو المفهوم الذى تبرر به العصابات الإرهابية.. ك«القاعدة» و«داعش» اللذين يشكلان خوارج هذا العصر، مثلما كان يردده من قبل خوارج القرن الأول الهجرى، ويبررون به جرائمهم فى قتل المسلمين ابتغاء مآرب دنيوية وسلطوية، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؟! وأخيراً.. هل من المصادفة وجود هذا التماثل بين الماسونية والإخوان؟! وفى ضوء الحقائق والاعترافات السابقة تبرز التساؤلات الآتية: أ - هل كان من قبيل المصادفة أن يقوم حسن البنا بتحديد ألوان الشارة التى يرتديها الإخوان من اللونين الأحمر والأزرق؟! إن هذين اللونين الأحمر والأزرق هما رمز الماسونية التى تتضمن المحفل الأزرق «الذى يشير إلى محفل يوهانس» والمحفل الأحمر «الذى يشير إلى محفل أندرياس» كما جاء فى كتاب «الماسونية العالمية»، تأليف فريدريش فيختل، ترجمة عثمان محمد عثمان، الناشر المركز القومى للترجمة ص41، وقد ذكر محمد عبدالحليم عضو النظام الخاص للإخوان المسلمين فى كتابه «الإخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ - دار الدعوة - ص123»، أن حسن البنا هو الذى قدم بنفسه الاقتراح بتعليق الإخوان لهذه الشارة، وحدد بنفسه هذين اللونين الأحمر والأزرق، وأن الحاضرين من الإخوان المسلمين قد رحبوا جميعاً بالاقتراح!! ب - وهل كان من قبيل المصادفة، أيضاً، أن يأتى شعار الإخوان المسلمين مماثلاً للتشكيل الهندسى لشعار الماسونيين كما جاء فى مذكرات وكتب بعض الإخوان القدامى، حيث ينتمى كل من الشعارين إلى تشكيل هندسى يسمى «الخاموس» أى وجود خمس نقط يتصل بعضها بالبعض، أربع نقاط منها فى أطراف السيفين المتقاطعين والنقطة الخامسة فى المركز حيث المصحف «راجع كتاب: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين.. الناشر دار نهضة مصر ص227» ج - وهل من المصادفة كذلك أن تتفق الماسونية وجماعة الإخوان فى أن كلاً منهما «حركة عالمية»، وأن شعار كل منهما «الأخوة والإخاء» وأن الماسونية تشكل محفلاً ماسونياً رئيسياً فى كل بلد، وتنسق بينه القيادات الماسونية العالمية كما يشكل الإخوان جماعة فى كل بلد وينسق التنظيم للإخوان بينهم؟! د - وهل من المصادفة أن يستخدم حسن البنا فى «رسائله» المنشورة إلى أتباعه تعبيراً ماسونياً خالصاً، وهو تعبير «الأستاذية» الذى يطلق على أعلى الدرجات فى الماسونية، حيث أورد فى «رسالة التعليم» تعبيراً غريباً هو «أستاذية العالم» وهو تعبير مأخوذ عن الماسونية، ولا تعرفه اللغة العربية، ولا الكتابة السياسية، فنجده فى ص 226 يدعو إلى تحقيق أستاذية العالم بنشر الإسلام فى ربوعه!! ه - ولو استعرضنا تظاهرات الإخوان فى مصر فى الأيام الأخيرة بعد سقوط نظام حكمهم الغاشم بثورة الشعب المصرى فى 3 يوليو 2014، لوجدنا الإخوان المتظاهرين يرفعون أيديهم مشيرين بأصابعهم الأربعة، وهى نفس الإشارة التى رفعها قادة الإخوان فى حماس بغزة وأردوغان فى تركيا.. ودول أخرى ويرفعها الماسونيون فى احتفالاتهم بجميع أنحاء العالم. فهل كانت كل هذه الإشارات الخفية - مثل كل خفايا الماسونية - قد حدثت على سبيل المصادفة؟!